كيف أطعم ستين مسكين
كيفية إطعام ستين مسكين
إن كفارة إطعام ستين مسكينًا هي كفارة ارتكاب بعض المعاصي كمعصية الجماع في نهار رمضان أثناء الصيام، والكفارة هي عقوبة أوجبها الله -سبحانه وتعالى- على من أتى شيئًا منهيًا عنه، أو قصر في مأمور به، وهي محددة في عدة أمور.
وأما عن كيفية إطعام ستين مسكينًا فهناك تعدد في آراء العلماء فيما يتعلق بتفصيلات الإطعام، إلا أننا سنبينها بوضوح من خلالِ النقاط الآتية:
- بيّن بعض العلماء أن الإطعام لا بد أن يكون لستين مسكينًا بالعدد، وأن الإطعام لا يكون موجودًا في حق من أطعم عشرين مسكينًا مثلًا ثلاث مرات.
- وبيّن بعض العلماء ومنهم الحنفية أيضًا أنه لا فرق بين إطعام ستين مسكينًا أو إطعام مسكين واحد ستين يومًا، وأنه تحصلُ الكفارة بكلا الحالتين، لأن القصدَ سد حاجة الفقير بالإطعام.
- للشخص أن يقوم بإخراج الكفارة بإطعام ثلاثين مسكينًا في يومين، أو يمكن أن يعطيهم طعام يومين دفعة واحدة إن كان ذلك يشق عليه، ولا يستطيع أن يعطيهم إياه على دفعات.
- إذا لم يجد الشخص ما يكفيه ليطعم ستين مسكينًا، أو لم يجد من يقرضه، أو غلب على ظنه أنه لا يستطيع سد القرض لفقره وحاجته سقطت الكفارة عنه.
- أما بالنسبة لما يطعم منه؛ فقد بين بعض العلماء أنه لا يصح إطعام المسكين إلا من قوت أهل البلد سواء كان تمرًا أو أرزًا أو حنطة بحسب قوت أهل البلد.
- بيّن الحنفية جواز إخراج قيمة الإطعام نقدًا وليس من قوت أهل البلد، فيقدر مقدار الإطعام ويخرجه نقدًا، كما أن في ذلك سدًا لحاجات أخرى عند الفقير بمنحه مالًا يمكنه من قضاء حاجاته.
ما يستوجب كفارة إطعام ستين مسكينًا
بيّنا سابقًا أن الكفارة هي ما يوجبه الله في حق من يأتي شيئًا منهيًا عنه، أو يقصر في مأمور به، وبالنظر إلى كفارة إطعام ستين مسكينًا؛ فإنها تكون واجبة في حق من يرتكب شيئًا من أمرين، وهذين الأمرين هما كالآتي:
الجماع في نهار رمضان
يستوجب الجماع في نهار رمضان كفارة الإطعام، وذلك إذا حصل بإرادة الزوجين، ودون عذر كإكراه أو أن يكونا مفطرين لسفر أو مرض أو النسيان أو الخطأ أو غير ذلك من الأعذار التي ذكرها الفقهاء، وتجب الكفارة في حال حصل الجماع في الفرج، ولو كان بدون إنزال، وأن يكون الفطر في رمضان حاصلًا بالجماع لا بغيره، وهذه الكفارة مما اتفق عليه العلماء.
واستدلوا عليه بأن رجلًا أفطر في رمضان فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن حكم إفطاره، فأمره أن يعتق رقبة فإن لم يستطع أن يصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع أن يطعم ستين مسكينًا.
الظهار
ويقصد بالظهار أن يقول الرجل لزوجته أنتِ علي كظهر أمي، أي أنها محرمة عليه كتحريم أمه عليه، وفي هذا تشبيه لزوجته بمن تحرم عليه تحريمًا مؤبدًا، والظهار من كبائر الأمور، ومن يظاهر زوجته فإنه يحرم عليه أن يقربها حتّى يأتي بكفارة الظهار، والتي تكون مرتبة ابتداء من تحرير رقبة، ثم صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.
ودليل ذلك قوله -سبحانه وتعالى-: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا).