كم عدد مرات هدم الكعبة
عدد مرات هدم الكعبة
أجمعت المصادر التاريخية والإسلامية أن عدد مرات هدم الكعبة كانت أربع، وهي على النحو الآتي:
هدم قبيلة قريش للكعبة
هدمت الكعبة المشرفة أول مرة على يد زعماء وتابعي قبيلة قريش المعادية للإسلام، وكان ذلك في قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنين، والجدير ذكره أن هدمها لم يكن من باب العداء للإسلام؛ بل بهدف ترميمها بعد اشتعال النار فيها إثر قيام قريش بتبخيرها من جهة، وتأثرها بسيول عارمة من جهة أخرى.
وفي هذه الحادثة احتكمت قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم- في وضع الحجر الأسود ، قبل أن يقوم الخلاف بين القبائل.
هدم عبد الله بن الزبير للكعبة
هدمت الكعبة للمرة الثانية إبان عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وذلك على يد عبد الله بن الزبير بعد حربه مع يزيد بن معاوية، فبعث الخليفة عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي على رأس ستة آلاف جندي، فضربوا يزيد وجيشه بالمنجنيق، كما اشتعلت النار في خيمة الزبير ووصلت كسوة الكعبة وجدرانها.
وبعد انتصار ابن الزبير رأى هدم ما تبقى من بناء الكعبة، وقد وافقه على ذلك بعض الصحابة كجابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، فهدمها ليعيد بناءها من جديد؛ ولتكون على قواعد البناء القديم في عهد النبي إبراهيم -عليه السلام-.
هدم أبو الطاهر القرمطي للكعبة
هدم أبو الطاهر القرمطي الكعبة للمرة الثالثة عندما هجم على الحُجاج بجيشه؛ فقتل منهم ثلاثين ألفاً داخل الحرم المكي، حيث قال قولته الشهيرة: "أنا، أنا أخلق الخلق، وأفنيهم أنا"، وبعد أن انتهى القتال أمر أبو الطاهر أن تردم بئر زمزم بجثث القتلى، وسرق الحجر الأسود و كسوة الكعبة أيضاً، وظل الحجر بحوزته في البيت الذي بناه أبوه ما يزيد على عقد من الزمان.
هدم السيول للكعبة
المرة الأخيرة كانت قبل حوالي (600) عام من الآن، وذلك بسبب سيول عنيفة صدّعت جدارها، وعليه فقد رممها السلطان العثماني مراد الرابع؛ فقد أمر والي مصر محمد علي باشا أمهر المهندسين بهدم الكعبة، ومن ثم تجدي بناءها؛ وهو البناء القائم حالياً.
الكعبة المشرفة
سُميت الكعبة المشرفة نسبةً إلى شكلها المكعب، كما سميت بيت الله الحرام نسبةً إلى أن الله حرّم فيها القتال، وهي قبلة المسلمين الثانية بعد بيت المقدس، فمن قصدها حاجاً أو معتمراً رجع كيوم ولدته أمه، فهي أقدس مكان على وجه الأرض في الشريعة الإسلامية، وتقع وسط المسجد الحرام في الجهة الغربية من مكة المكرمة.
وبناء الكعبة المشرفة عالٍ يصل إلى خمسة عشر متراً، ولها باب، وكسوة من حرير خُطّ عليها آيات من الذكر الحكيم، وفيما يتعلق ببنائها، فإنّ الاعتقاد الأرجح بأن الملائكة هم من بنوا الكعبة المشرفة.
وأنّ الله -سبحانه- أمر إبراهيم وابنه إسماعيل أن يرفعا قواعدها؛ كما جاء في قوله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).