قصص عن التوكل على الله للأطفال
قصص عن التوكل على الله للأطفال
إن التوكل على الله من الأعمال التي تزرع السكينة والراحة في قلب العبد، خصوصاً مع استشعاره أن الله -عز وجل- الذي خلقه من نطفة صغيرة هو القادر على أن يتولى أمره، والتوكل على الله -عز وجل- هو أن يُسلّم العبد أمره إلى الله -عز وجل-؛ وذلك بعد الأخذ بالأسباب اللازمة، وأن يعمل العبد ما عليه ويترك ما بقي على الله -عز وجل-، قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ).
وحتى نغرس هذه القيمة في قلوب الأطفال لا بدّ للشخص المسؤول -كالأب أو الأم أو المعلّم- من الحديث مع الأطفال عنها، وأفضل الطرق لغرس هذه القيم فيهم يكون بالقدوة وبضرب الأمثلة والقصص، وأفضل القصص ما ثبت منها عن الأنبياء -عليهم السلام-، وفيما يأتي ذكر ثلاث قصص يُمكن التحدث فيها مع الأطفال لغرس قيمة التوكل على الله في قلوبهم:
قصة هجرة النبي إلى المدينة المنورة
هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام- برفقة أبي بكر -رضي الله تعالى عنه-، وكانا مُتوكّلَين على الله -عز وجل- بالرغم من ملاحقة المشركين لهما، إلا أنهما يعلمان أن الله -تعالى هو الحافظ لهما، وهو الذي أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة.
وتتبين عظمة التوكل على الله فيما حدث معهما في غار ثور ؛ إذ اقترب المشركون منهم، فخاف أبو بكر -رضي الله عنه-، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، فجاءه النصر من الله -عز وجل-، وأخبر النبي صاحبه أنّ الله معهما وثالثهما، فرجع المشركون من حيث أتوا.
وعادوا وهم بينهم وبين هدفهم القبض على النبي -صلى الله عليه وسلم- قيد أنملة، وهكذا أنقذ الله رسوله وصاحبه الذي تحمل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مشقة الطريق لنصرة هذا الدين، فنصرهم الله بتوكلهم عليه وبصدق نيّتهم.
قصة أم موسى عليه السلام
عندما قرّر فرعون قتل أطفال المدينة، وأصبح جنوده يفتّشون البيوت والطرقات باحثين عن أطفال يقتلونهم؛ أمر الله -عز وجل- أم موسى أن تُلقي سيدنا موسى (وهو طفل) في النهر، فألقته أم موسى وهي متوكلة على الله، وتعلم أن الله -عز وجل- سيحفظه ويرعاه.
وفعلاً أخذت مياه النهر سيدنا موسى إلى أحد جوانب النهر، فوجدته زوجة فرعون ، وطلبت من فرعون أن تعتني به وأن لا يقتله، فوافق على ذلك، وبعد ذلك مرّت أخت سيدنا موسى -عليه السلام-، فقالت لزوجة فرعون إنها تعرف امرأة تستطيع إرضاع موسى -عليه السلام- والعناية به، فأعادته إلى أمه بمشيئة الله، وأراح الله قلب أم موسى برؤية ابنها.
موقف أم إسماعيل عليه السلام
ظهر موقفها في التوكل على الله بعد أن تركها سيدنا إبراهيم -عليه السلام- في مكة، فسألته: "آلله أمرك؟" وعندما أجابها أن الله -عز وجل- هو من أمره، قالت له: "اذهب فلن يضيّعنا الله"، وهنا ظهر توكلها على الله، إذ إنها لم تكن تملك إلى بعض التمر والماء، وهي في صحراء لا يحيطها فيها أحد.
وعندما عطشت هي وابنها أخذت تبحث عن الماء وهي تدعو الله، وإذ بها تسمع صوت ماء، فما أن حفرت قليلاً إلا وتدفّق ماء زمزم لها ولصغيرها، فقد توكَّلَت على الله -عز وجل- وهو لم يضيّعها.