قصص دينية للأطفال عن التوبة
قصة آدم -عليه السلام-
خلق الله -عز وجل- أبو البشريّة آدم -عليه السلام- وخلق أيضاً زوجته حواء وأنعم الله عليهما وأدخلها الجنّة، وقال لهم أنه يمكنهم الأكل من كل أشجار الجنة والثمار، وأراد أن يضع لهم اختبار، فقال لهم ألّا يأكلوا من إحدى الأشجار فقد سمح لهم أن يأكلوا من كل أشجار الجنة إلا شجرة واحدة فقط. [5]
وبعدها ظلّ الشيطان اللعين يوسوس لهما ويحاول أن يدفعهما للأكل من هذه الشجرة ويقول لهما أن هذه الشجرة تمنح من يأكل منها الخلود في الجنة ونعيمها ويحلف لهم على هذا، ويزيّن لهم هذا الفعل الذي به معصية لله -سبحانه وتعالى-، حتى أطاع آدم -عليه السلام- وسوسة الشيطان الرجيم وأكل مع حواء من الشجرة الممنوعة. [6]
وعندما أكلا من هذا الشجرة أحسوا بندم عظيم وشديد وأنهم قد ظلموا أنفسهم؛ لأنهم قاموا بعصيان الله -جل وعلا- والأكل من الشجرة، وبقيا حزينان يطلبان من الله الغفران والسماح على هذه المعصية التي اقترفوها، وقد حزنوا أكثر لأن الله -عز وجل- جعلهم يهبطوا من الجنّة إلى الأرض.
وظلّ آدم -عليه السلام- وزوجته يطلبان من ربهما أن يغفر لهما وهم يرددوا: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) أي يا ربنا، لقد أسأنا لأنفسنا بمخالفة أمرك وطاعة عدونا وعدوك الشيطان اللعين، ويقيا كذلك حتى استجاب الله عز وجل رجاءهما وقبل توبتهما.
توبة كعب بن مالك -رضي الله عنه-
بدأ المسلمون بالاستعداد والتجهّز لغزوة تبوك بعد ما أمرهم النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بذلك، ثم تحرّك الجميع ليجاهدوا في سبيل الله -عز وجل- ولم يبقى إلا من لا يستطيع الخروج؛ كالمرضى، والذي ليس لهم قوة من الضعفاء، وكذلك بقي المنافقون وهو الذي يظهرون الإيمان وهم من الداخل ليسوا مؤمنين.
وأما الصحابي كعب بن مالك -رضي الله عنه- فقد تأخر ولم يخرج مع الجيش، وقال أنه سيركب حصانه في الصباح التالي ويلحق بجيش المسلمين وبعدها تكاسل حتى أصبح الجيش الذاهب لغزوة تبوك بعيداً عن المدينة المنورة، فبقي مع من تخلّف عن الجهاد.
وبعدها ندم كعب على ذلك وبقي حزيناً على تخلفه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعلى ما ضيّعه من أجر الجهاد العظيم وبكى حزناً وألماً على ما فعله، وعندما رجع الجيش جاء المتخلّفون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المنافقين وصاروا يختلقون الأعذار بسبب عدم خروجهم. [3]
لكنّ كعب تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يقضي الله بأمره وفعل هذا أيضاً مع شخصين آخرين لم يكونوا من المنافقين؛ وهم مرارة وهلال، وبعدها لم يكلّم أحد من المسلمين هؤلاء الثلاثة لمدة خمسين يوماً حتى حزنوا حزناً شدياً، وضاقت عليهم الدنيا ندماً وحزناً على ما فعلوا، حتى أنزل الله من القرآن الكريم ما يقبل توبتهم ويرضى عنه.
توبة زاذان
في أحد الشوارع في الكوفة مر ذات يوم الصحابي عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- فوجد مغنّ يدعى زاذان وحوله مجموعة يشربون الخمر، فذهب لهم ابن مسعود وكسر إناء الخمر وقال لزاذان ما أجمل صوتك لو كان في قراءة القرآن ثم ذهب، فلحق زاذان بابن مسعود مسرعاً باكياً معلناً توبته، فاحتضنه وبكى هو أيضاً. [9]