قصة سيدنا عيسى
تعريف بسيدنا عيسى
أحد الأنبياء والمرسلين رضوان الله عليهم أجمعين، أرسله الله لهداية بني إسرائيل، وهو من أولي العزم من الرسل، وفي الدين الإسلامي الإيمان به واجب، ولا يصحّ إيمان مسلم دون ذلك، كغيره من باقي الأنبياء الذين أرسلهم الله عزّ وجلّ، وذكر اسمه في القرآن خمساً وعشرين مرّة، وله العديد من المعجزات التي أيدّه الله بها منذ ولادته، كالكلام في المهد، تطهير الله له ورفعه إلى السماء،وأنّه ينزل آخر الزمان حكمًا عدلاً ويقتل المسيح الدّجّال، كما أنّه يحيي الموتى ويُبرئ الأكمه والأبرص.
ولادة سيدنا عيسى
جعل الله ولادة بني الإنسان تكون عند التقاء رجل وامرأة، وهي سنّة الله في البشر كافة، إلّا آدم الذي خلقه الله بيديه، وحوّاء التي خلقها من ضلعه، والاستثناء الآخر هو سيّدنا عيسى عليه السلام، فله أم وليس له أب، وكان ذلك بأمر الله.
وكانت أم مريم لا تنجب، فنذرت إن أعطاها الله ذكرًا أن تنذره لخدمة بيت المقدس، فلمّا كانت أنثى سلّمتها إلى العبّاد وحصلت القرعة بينهم، ثم تكفّلها زكريا - عليه السلام- لصلة القرابة بينهما، وفي فترة اعتكافها وخدمتها للمسجد الأقصى بدت العديد من الكرامات تظهر لها، ثم جاءها جبريل وبشّرها بغلام، فخافت وعرفت أنه امتحان عظيم.
لم يكن الخبر هيّناً على مريم فانتبذت بحملها مكاناً بعيداً، ولمّا ولدته، حملته وذهبت به إلى قومها، وأمرها الله ألّا تكلّم أحداً، وإن سألها قومها عنه فقط تُشير إليه، فلمّا قابلتهم استنكروا عليها فعلتها، فهي امرأة شريفة، وابنة امرأة ورجل شريفين عفيفيْن، فأشارت مريم إلى عيسى، فأنطقه الله وهو في المهد، وما قاله هو ما ذكر في القرآن الكريم: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.
صعود سيدنا عيسى إلى السماء
أنزل الله كتاب الإنجيل على عيسى، وهو من الكتب السماويّة، ولكنّه حُرّف على مرّ الأزمان، وأخذ عيسى يدعو بني إسرائيل إلى الإيمان بالله واتّباعه، فآمن به الحواريّون واتّبعوه، ويذكر القرآن كيف أنّهم طلبوا منه أن يطلب من الله أن ينزل لهم مائدة، فطلب ذلك من الله، فاستجيب له.
وعندما حاول اليهود قتله، شبّه الله أحد أصحابه ليكون مثله، فقتله وصلبه اليهود، ويظّن النصارى بأنّ عيسى قد صُلب، ولكنّ القرآن ينفي ذلك، فهذا مُنافٍ لسنّة الله في الأرض، فقتل الظالمين لنبيّ الله يعني انتصار الظلم، ولكنّ سنة الله تقتضي انتصار الحق، وبالتالي فإنّ عيسى قد صعد إلى السماء، وسيعود في يوم ويحكم الناس، ويقيم العدل قبل يوم القيامة، ويحكم بالدين الإسلاميّ كما جاء في الأحاديث الصحيحة عن الرسول- عليه الصلاة والسلام-.