قراءة رواية أوليفر تويست
قراءة رواية أوليفر تويست
رواية أوليفر تويست للأديب الإنجليزي المعروف تشارلز ديكنز، وتعتبر هذه الرواية واحدة من روائع الأدب العالمي ، وقد ترجمت هذه الرواية إلى الكثير من اللغات من بينها اللغة العربية، حيث ظهرت في أكثر من ترجمة عربية، تعدُّ أشهرها على الإطلاق ترجمة منير البعلبكي والتي أصردتها دار العلم للملايين، وأعيد إصدارها مرة ثانية بنفس الترجمة عام 2007 كثمرة تعاون بين دار العلم للملايين والمركز الثقافي العربي.
ملخص رواية أوليفر تويست
تروي هذه القصة حكاية فتى يدعى أوليفر تويست، حيث تبدأ الحكاية حين تصل امرأة حامل قادمة من مسافة طويلة إلى واحدة من الإصلاحيات الحقيرة، وهناك وعلى إثر ما تعرضت له من تعب وجهد تضع طفلاً يوشك على الموت تقرر أن تدعوه أوليفر، يتمسك الفتى الصغير بالحياة بصعوبة بينما تمضي أمه إلى الموت في نفس الوقت.
كبر أوليفر في الإصلاحية ولم يعرف عن والديه شيئاً عدا حكاية ولادته وأمه التي جاءت من مسافة بعيدة وماتت وهي تضعه، لم تكن الإصلاحية بالمكان الصالح للحياة فقد عاش فيها أوليفر تحت وطأة ظروف قاسية من نقص الغذاء والضرب والبرد والإهانات، وكبر هناك فتى هزيلاً ضئيل الجسد.
التخلص من أوليفر تويست
اختار رفاق أوليفر في الإصلاحية أن يقوم هو بطلب زيادة في حصص الطعام من الإدارة، وبعد محاولات لإقناعه يقوم بهذا الأمر ويتوجه إلى الإدارة قائلاً إن حصص الطعام غير كافية ويحتاجون إلى زيادة؛ لأن أجسادهم ضعفت ولم تعد قادرة على الاحتمال، وهناك تقابله الإدارة بقسوة شديدة، وتعمد إلى ضربه وإهانته بأبشع الطرق، وتضع الإدارة إعلاناً يقدِّم مكافأة لمن يخلّصهم من أوليفر.
الحانوتي
جاء الحانوتي سوبربري ليأخذ أوليفر من الإصلاحية، ليس رغبة في حمايته بل طمعاً في المكافأة وهو ما أبهج إدارة الإصلاحية، لينتهي الحال بأوليفر نائماً بين التوابيت في المكان الذي يعمل به الحانوتيّْ وهو ما لم يستطع احتماله وقتاً طويلاً حيث بدأ يخطط للهرب.
وهو ما تمَّ فعلاً فهرب من الحانوتي ليلتقي بعصابة تستغل الأطفال للسرقة وهو ما أجبر أوليفر على القيام به حيث تحول إلى لص وقد استفادوا منه لكونه ضئيل الجسم ويستطيع التسلل بسهولة إلى البيوت وسرقتها.
نهاية القصة
تدفع العصابة بأوليفر للسرقة من أحد البيوت، لكن تحصل هنا مفاجأة حيث يتمكن أفراد الأسرة من القبض على أوليفر وبدل أن يبلغوا عنه الشرطة، يقررون رعايته لكونهم يشفقون عليه من ضآلته وما يبدو عليه من آثار الإنهاك.
وهناك يتعرف أوليفر صدفة إلى السيد براون لو الذي كان مقرباً من الأسرة التي قررت رعايته، يعطف براون لو عليه ويحاول جاهداً مساعدته فيبحث في حكايته ليجد أن والده كان من أسرة ميسورة الحال، وقد تخلى عن والدته حين حملت به، فيسعى لو لاسترجاع إرث أوليفر من والده.
أوليفر تويست في السينما
اقتبست السينما العديد من روايات تشارلز ديكنز وحولتها إلى أعمال سينمائية ومنها قصة أوليفر تويست التي جرى تحويلها إلى فيلم سينمائي أكثر من مرة، كان من بين أنجح المحاولات الفيلم الذي تمَّ إصداره عام 2006 والذي لاقى نجاحاً واسعاً للإبداع في التصوير ونقل الحكاية بطريقة قريبة للقلب.
تشارلز ديكنز
روائيٌّ بريطانيّ ولد عام 1812 في مدينة بورتسموث إحدى المدن الساحلية في إنجلترا، وكان الطفل الثاني بين ثمانية أطفال لوالد يعمل في البحرية الإنجليزية، ووالدته كانت مديرة مدرسة، وعلى الرغم من عمل والديه إلا أن العائلة ظلت فقيرة، وقد تسبب فيما بعد إدمان الوالد جون هوفام للعيش فوق ما يطيقه المستوى المعيشي للأسرة بسجنه وقد كان عمر تشارلز في ذلك الوقت اثنتي عشرة سنة.
اضطر تشارلز للعمل في هذه السن المبكرة فعمل في مصانع للطلاء لقاء أجر زهيد، وقد عاد بعدها ديكنز للمدرسة ليغادرها مرة أخرى ويبدأ بالعمل في كتابة التقارير وأخيراً في كتابة بعض المسرحيات الهزلية في الصحف متخذاً لنفسه اسماً مستعاراً.
عاش ديكنز بعدها حياة لا بأس بها فقد تزوج، وعمل في كتابة الروايات ، لطن نهاية حياته كانت قاسية، فقد تعرض لحادث قطار لم يتعافَ منه مع مرور الوقت، وانتهى به الأمر بالإصابة بسكتة دماغية أنهت حياته وحدث هذا تحديداً عام1870 حين كان عمره قد قارب على الثامنة والخمسين.
كتب العديد من الروايات الكلاسيكية التي تعد من روائع الأدب العالميّ، مثل أوليفر تويست و ترنيمة عيد الميلاد ، اللتين تحولتا إلى أعمال فنية في السينما في سنوات لاحقة.