فوائد من قصة أصحاب السبت
فوائد من قصة أصحاب السبت
قصّ الله -تعالى في القرآن الكريم قصة أصحاب السبت، وما فعلوه من التحايل والأفعال السيئة، وذلك ليأخذ المسلمون العبرة والعظة من هذه القصة، وسنذكر بعض الدروس والعبر المستفادة من قصة أصحاب السبت فيما يأتي:
- جاءت الآيات القرآنية كإجابة لبعض ادّعاءات اليهود
فقد زعموا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه لم يكن في اليهود من قبل عصيان ولا فسوق، فأنزل الله -تعالى- من الآيات الكريمة ما يبطل دعواهم.
- يحرص المسلم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وتجنّب أن يكون موقف المسلم الإعراض عن المفسدين فقط، كما كان موقف فرقة من بني إسرائيل من أصحاب السبت، قال -تعالى-: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً).
- كثرة المعاصي موجبة لعقاب الله -تعالى-
يدرك المسلم بأن كثرة معصية الله -تعالى- يعرضه لوقوع عذاب الله -تعالى-؛ لذا يحرص المسلم على الهجرة من الأماكن التي يجاهر فيها بمعصية الله -تعالى-.
- يدرك المسلم بعض الصفات التي جبل عليها اليهود
ومنها التلوّن والتحايل على الشرائع الربانية، فحلّت عليهم سنة الله -تعالى-، قال -تعالى-: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ).
الآيات الكريمة الواردة فيها القصة
قال -تعالى-: (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ* وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).
وقد كانت عاقبتهم الهلاك، قال -تعالى- في سورة الأعراف : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).
مختصر قصة أصحاب السبت
ورد في آيات الله -تعالى عن أصحاب السبت أنها قرية من قرى بني إسرائيل كان يعمل أهلها في صيد السمك، امتحنهم الله -تعالى- فلا تخرج الحيتان لشاطئ البحر على نظر الرائي طيلة أيام الأسبوع، أما يوم السبت يمتلئ شاطئ البحر بالحيتان، حتى أنه يُمسك مسك اليد، وكان الله قد حرّم عليهم العمل في يوم السبت.
واحتال بعضهم فقاموا بوضع الشباك في البحر لتحمل الأسماك في يوم السبت، فيقوموا بجمع ما أخذته الشباك من الحيتان في يوم الأحد؛ فاستنكر عليهم فريق من القرية، وحرّموا ما فعلوه، وفريق آخر لم ينه العصاة ولم يوافقوهم، ولما أصروا على موقفهم، خرج من كره ذلك من القرية، وأنزل الله العذاب على أهل القرية من خلال مسخ شبانهم إلى قردة ، وشيوخهم إلى خنازير.