فوائد الماء والملح للفم
الماء والملح للفم
يَقترحُ أطبّاء الأسنان استخدام المحلول الملحيِّ بعد عمليّات خلع الأسنان، أو تنظيفها بشكلٍ مُكثَّفٍ، وغير ذلك من العمليّات التي تتمُّ في عيادات الأسنان الطبيَّة، والتي تُؤدّي إلى حدوث ألمٍ وانتفاخ؛ وذلك لفعاليَّته في تخفيفها، كما أنَّه يُعتبرُ أفضل من غسولات الفم الشائعة؛ وذلك لأنَّ مُعظمها يحتوي على مادَّة الكحول التي تُهيِّجُ الأغشية المُخاطيَّة (بالإنجليزيّة: Mucous membranes) في الفم، ويُحضر هذا المحلول بإضافة ملعقةٍ صغيرةٍ من الملح إلى حواليّ 225 مليليترٍ من الماء الدافئ، ويُضاف إليهما ملعقتان صغيرتان من صودا الخبز .
وتُعَرَّفُ صحَّة الفم (بالإنجليزيَّة: Oral hygiene) على أنَّها التنظيف المُنتظم للحفاظ على صحة الأسنان، واللّثة، مما يُقلل خطر الإصابة بتسوّس الأسنان وأمراض اللثة (Gum disease)، وهذا يزيل اللويحة السنِّية (بالإنجليزيَّة: Dental plaque)، والتي تتكوَّنُ نتيجة تراكُمِ البكتيريا بعدَ اختلاطها مع اللُّعاب والطَّعام، بالإضافة إلى التخلُّص من طبقة جير الأسنان (بالإنجليزيّة: Dental calculus)، مع الاهتمام بتنظيف الأسنان باستخدام بالفرشاة، وخيط الأسنان، والحفاظ على تناوُل غذاءٍ صحيٍّ، وتجنب السكر؛ إذ إنّه يزيد البكتيريا والحوضة في الفم، والتوقف عن التدخين، والفحص الطبي الدَّوريَّ عند طبيب الأسنان؛ حيثُ يُنصَحُ بأن تكون مرَّةً واحدةً في السنة على الأقلِّ، وعلاوةً على ذلك فإنَّه من المُهمِّ القيام بعمليَّة الغرغرة (بالإنجليزيَّة: Gargling) باستعمال غسول الفم، أو محلول الماء والملح، والذي يُعدُّ علاجاً منزليّاً آمناً للكبار وللأطفال الذين تزيد أعمارُهم عن 6 سنواتٍ، كما أنَّه سهلُ التحضير والاستعمال، بالإضافة إلى أنَّه غيرُ مُكلفٍ.
فوائد الماء والملح للفم
أثبتَتْ الدِّراسات العلميَّة فوائد الغرغرة بالماء المالح للصحَّة الفمويَّة، وفيما يأتي أبرزُها:
- تعزيز صحَّة الأسنان، واللِّثة: إذ إنَّ المحلول الملحيِّ يَسحبُ الماء والبكتيريا مع الحفاظ على اللثة، ممّا يُساعدُ على تقليل خطر الإصابة بالتهاب دَوَاعم السِّنّ (بالإنجليزيّة: Periodontitis)، والتهاب اللثة (بالإنجليزيّة: Gingivitis)، وقد أظهرَتْ دراسةٌ أُجرِيَتْ عام 2010 أنَّ الغرغرة بالماء المالح يوميّاً يُساعدُ على الحدِّ من البكتيريا الضّارة في اللُّعاب.
- الحدُّ من أعراض تقرُّحات الفم: (بالإنجليزيّة: Mouth ulcer) أو ما يُعرَفُ بالتقرُّحات الفموية القلاعيِّة (بالإنجليزيّة: Canker sores)، ممّا جعلَ الغرغرةَ بالماء المالح على رأس قائمة التّوصيات التي ذكرَتْها دراسة عامِ 2016، للتخفيف من تقرُّحات الفم لدى الأطفال، وذلك لدوره في التّخفيف من الالتهابات، والآلام النّاتجة عنها.
- الحفاظ على أنسجة الفم: حيث يُساهم في بقائها رطبةً ونظيفةً، بالإضافة إلى دوره في تعقيم الفم بعد التخلُّص من الطّعام، كما أنَّه يُمكن للأشخاص الذين يُعانون من مشاكل فمويَّةٍ استعمال المحلول الملحيِّ كبديلٍ لمعجون الأسنان؛ وذلك في حالة تسبُّب المعجون بتهيُّجٍ مؤلمٍ.
- الحدُّ من أعراض مرض اليوريميا: الذي غالباً ما يُصاحبُ المُصابين باعتلال الكلى ، أو ما يُعرَفُ اختصاراً بـ CKD، إذ إنَّه يُؤثِّرُ في صحّة الجسم بشكلٍ عامٍ، وصحَّة الفم بشكلٍ خاصٍ، مما يُؤدّي إلى زيادة تراكيز بعض العناصر في اللُّعاب، كاليوريا، والبوتاسيوم ، والصّوديوم ، وغيرها، كما أنَّه يرفعُ درجة حموضته، أو ما يُعرف بـ pH، ممّا يُؤثِّر في التذوُّق، وقد كشفَت دراسةٌ شارك فيها 42 شخصاً مُصاباً بمرض CKD، ومن كِلا الجنسَيْن، حيثُ تبيَّن أنَّ 66% من المُشاركين شهدوا تحسُّناً بعد استعمال محلول الماء والملح وصودا الخبز كغسولٍ للفم؛ إذ إنَّه ساهم في حدوثُ تغيُّراتٍ في خلايا مُستقبِلات الذَّوق (بالإنجليزية: Taste receptor cells) التي تحتويها براعمُ التذوُّق (بالإنجليزية: Taste bud)، بالإضافة إلى إمكانية تغيير درجة حموضة الفم.
فوائدُ أخرى للماء والملح
لا تقتصرُ فوائد المحلول الملحيِّ على صحَّة الفم فحسب، بل يشمل العديد من الفوائد الصحيَّة الأخرى، ومنها ما يأتي:
- المُساعدة على الحدِّ من الجيوب الأنفية وعدوى الجهاز التنفسيّ: وذلك سواءً كانت فيروسيّة، أو بكتيريَّة ، ومنها؛ الإنفلونزا، ونزلات البرد، ومرض كثرة الوحيدات العدائية (بالإنجليزيّة: Infectious Mononucleosis)، أو ما يُعرَف بمرض فايفر، بالإضافة إلى التهاب البلعوم العقديِّ (بالإنجليزيَّة: Strep throat)، وقد ثبتَ ذلك في دراسةٍ أُجريَت عام 2013؛ حيث تبيَّن أنَّ فاعليَّة الغرغرة بالمحلول الملحيِّ بتقليل خطر الإصابة بعدوى الإنفلونزا كانت أكبر من لقاحات الإنفلونزا.
- مُكافحة الحساسيَّة: إذ إنَّ الغرغرة بالماء والملح تُساعدُ على الحدِّ من أعراض التهابات الحلق النَّاجمة عن بعض مثيرات الحساسيَّة، مثل؛ الوبغ (بالإنجليزيّة: Dander) من القطط والكلاب، أو حبوب اللّقاح.
- تخفيف التهاب الحلق: وذلك وِفقاً لبحثٍ سريريٍّ أُجرِيَ عام 2011، حيث إنَّ المحلول الملحيَّ يُخفِّفُ من التهابات الحلق الطَّفيفة والنّاتجة عن نزلة البرد، أو الإنفلونزا، في حين أنَّ استخدامَه إلى جانب بعض المُسكِّنات ، مثل؛ الباراسیتامول، والمعروف أيضاً باسم الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو الآيبوبروفين، يُظهِرُ نتائجَ فعّالةً في حالات التهاب الحلق الشّديد.
مبادئ الحفاظ على صحَّة الفم
تُعتبَرُ زيارة طبيب الأسنان بشكلٍ مُستمرٍّ، واستعمالُ غسولات الفم، من أساسيّاتُ العناية بالصحَّة الفمويَّة، وفيما يأتي المزيد من السلوكيّات التي يُنصَح باتّباعها للحفاظ على فمٍ صحيٍّ:
- تنظيف الأسنان بالمعجون والفُرشاة: حيث إنَّ صحَّة الأسنان تُعدُّ حجرَ الأساس لفمٍ صحيٍّ، وفيما يأتي بعض الأمور التي أوصَتْ المؤسسة الأمريكيّة لطب الأسنان (بالإنجليزيّة: American Dental Association) بمراعاتها عند استخدام الفرشاة والمعجون:
- الحرص على استخدامها مرتين يوميّاً.
- التنظيف بحركاتٍ لطيفةٍ ذهاباً وإياباً.
- تنظيف الأسطح الدّاخليَّة والخارجيَّة للأسنان، بالإضافة إلى الأجزاء المُستخدمَة لمضغ الطَّعام، وكذلك اللِّسان.
- استخدام معجون أسنانٍ يحتوي على الفلوريد (بالإنجليزيّة: Fluoride).
- استعمال فرشاةِ أسنانٍ طريَّةٍ، أو الفرشاة الكهربائيَّة التي تعملُ بالبطاريّات؛ حيث إنَّها أكثر فعاليَّةً في الحدِّ من التهاب اللّثة الطَّفيف، وطبقة اللويحة السنِّية، مُقارنةً بالفرشاة التقليديَّة.
- تنظيف فرشاة الأسنان بعد الانتهاء من استخدامها؛ وتركها بوضعيَّةٍ عموديَّةٍ بحيثُ تكون مُعرَّضةً للهواء إلى أن تجفَّ، وتجدرُ الإشارة إلى ضرورة تهويتها بين الحين والآخر؛ لمنْع نموِّ العفن (بالإنجليزيَّة: Mold)، والفطريّات، والبكتيريا.
- تغيير الفرشاة كل ثلاثة إلى أربعة أشهرٍ، أو عندما تُصبح شُعيراتُها غير مُنتظمة.
- الحرص على تخزين الفرشاة معزولةً عن غيرها؛ لتجنُّب تلوُّثها.
- استخدام خيط الأسنان مرةً واحدةً يوميّاً: حيث تُوصي به العديد من الجهات المُختصَّة، كمراكز مكافحة الأمراض واتّقائها، والمعروفة اختصاراً بـ CDC، بالإضافة إلى المؤسسة الأمريكيّة لطب الأسنان؛ وذلك لأهميَّته في الوُصول إلى الأجزاء التي يَصعُبُ تنظيفها باستخدام الفرشاة، إذ إنَّه يُستعمَلُ لإزالة بقايا الطّعام العالقة بين الأسنان؛ فيُساعد على التخلُّص من رائحة الفم الكريهة، ويُزيل طبقة اللُّويحة السنيّة، كما أنَّه يحدُّ من وجود البكتيريا في الفم.
- الابتعاد عن التَّدخين: إذ إنَّه يُسبِّبُ اصفرار الأسنان ، واللِّسان، ويُعطي الفم رائحةً كريهةً، بالإضافة إلى ذلك فقد ذكرَتْ المؤسسة الأمريكيّة لطب الأسنان أنَّه يُبطِّئ الشفاء بعد الانتهاء من جراحة الأسنان، في حين حذَّرَتْ مراكز CDC من أنَّه يرفعُ خطر الإصابة بأمراض اللّثة، ويعود ذلك إلى تأثيره السلبيِّ في وظائف الجهاز المناعيِّ ؛ ممّا يحدُّ من قُدرته على إصلاح الأنسجة في الفم، وغيره من أجزاء الجسم.
- تناوُل غذاءٍ صحيٍّ: ويكون ذلك بالابتعاد عن مصادر السكَّر المُضاف، كالمشروبات الغازيَّة، والعصائر المُحلّاة، وغيرهما، بالإضافة إلى الحدِّ من تناوُل النّشويّات ، ومنها؛ الخبز، والمعكرونة، والرَّقائق (بالإنجليزيّة: Cracker)، وغيرها، إذ إنَّ الإفراط في تناوُل هذه الأطعمة يُسبِّبُ تسوُّسَ الأسنان، وذلك بِفعْل الحمض الذي تُنتجه البكتيريا في الفم، والتي تتغذَى على هذه الأطعمة، وعلاوةً على ذلك فإنَّه يُوصى بالإكثار من شرب الماء ، وتناوُل الخضروات، والفواكه الغنيَّة بالألياف الغذائيَّة ، إضافةً إلى مُنتجات الألبان الخالية من السكَّر المُضاف.