أشعار البحتري

أشعار البحتري

البحتري

هو الوليد بن عبيد بن يحيى أبو عبادة، شاعر عربي النسب والانتماء، ولد في منبج وعاش في طفولته وصباه بين منبج وحلب، وفي حلب عرف علوة الحلبية التي ذكرها في شعره.

عاد البحتري إلى العراق واتصل بالوزير الفتح بن خاقان ووطّد صلته به، ليصل إلى الخليفة المتوكّل، فسمت مكانته عندهما، وكثرت المدائح فيهما، وعطاياهما له، ويُذكر أنّه خرج في آخر عمره إلى منبج وأقام هناك حتى أدركته الوفاة، وتوفّي عام 284 هجرية.

قصيدة الوفاء

فيما يأتي أبيات قصيدة الوفاء للبحتري:

قَد فقَدْنا الوَفاءَ فَقدَ الحَميمِ

وَبَكَينَا العُلَى بُكَاءَ الرّسُومِ

لا أُمِلُّ الزّمَانَ ذَمّاً، وَحَسْبي

شُغُلاً أنْ ذَمَمْتُ كُلّ ذَميمِ

أتَظُنُّ الغِنَى ثَوَاباً لِذِي الهِمّةِ

مِنْ وَقْفَةٍ بِبَابِ لَئِيمِ

وَأرَى عِنْدَ خَجْلَةِ الرّدّ منّي

خَطَراً في السّؤالِ، جِدَّ عَظيمِ

وَكَرِيمٌ عَدا، فأعْلَقَ كَفّي

مُسْتَميحاً في نِعْمَةٍ مِن كَرِيمِ

حَازَ حَمدي، وَللرّياحِ اللّوَاتي

تَجْلُبُ الغَيثَ، مثلُ حَمدِ الغيومِ

عَوْدَةٌ بَعدَ بَدْأةٍ مِنكَ كانَتْ

أمسِ، يا أحمَدُ بنُ عَبدِ الرّحيمِ

مَا تَأنّيكَ بالظّنِينِ وَلا وَجْهُكَ

في وَجهِ حاجتي بشَتيمِ

قصيدة أبى الليل

فيما يأتي أبيات قصيدة أبى الليل عن العراق وواليها للبحتري:

أبَى اللّيلُ، إلاّ أنْ يَعُودَ بِطُولِهِ

عَلى عَاشِقٍ نَزْرِ المَنَامِ قَليلِهِ

إِذا مَا نَهَاهُ العَاذِلُونَ تَتَابَعَتْ

لهُ أَدْمُعٌ لا تَرْعَوِي لِعَذُوِلِهِ

لَعَلّ اقترَابَ الدّارِ يَثني دُمُوعَهُ،

فَيُقلِعَ، أو يُشفَى جَوًى من غَليلِهِ

وَما زَالَ تَوْخِيدُ المَهَارِي، وَطَيُّهَا

بِنَا البُعْدَ من حَزْنِ الفَلاَ وَسُهُولِهِ

إلى أن بدا صَحنُ العِرَاقِ، وَكُشّفتْ

سُجُوفُ الدّجَى عَن مائِهِ وَنَخِيلِهِ

تَظَلُّ الحَمامُ الوُرْقُ، في جَنَبَاتِهِ،

يُذَكّرهَا أحْبَابَنَا بِهَدِيلِهِ

فأحْيَتْ مُحِبّاً رُؤيَةٌ مِنْ حَبِيبِهِ،

وَسَرّتْ خَليلاً أوْبَةٌ مِنْ خَليلِهِ

بِنُعْمَى أميرِ المؤمِنِينَ وَفَضْلِهِ،

غدا العَيشُ غَضّاً بعدَ طولِ ذُبُولِهِ

إمَامٌ، رَآهُ الله أوْلَى عِبَادِهِ

بحَقٍّ، وأهْدَاهُمْ لِقَصْدِ سَبِيلِهِ

وَبَحْرٌ يَمُدُّ الرّاغِبُونَ عُيُونَهُم 

إلَى ظَاهِرِ المَعْرُوفِ فيهِمْ، جَزِيلهِ

تَرَى الأرْضَ تُسقَى غَيثَها بمُرُورِهِ 

عَلَيْهَا، وتُكْسَى نَبْتَهَا بِنُزُولِهِ

أتَى مِنْ بِلاَدِ الغَرْبِ في عَدَدِ النّقَا،

نَقَا الرّملِ، مِنْ فُرْسَانِهِ وَخُيُولِهِ

فأسفَرَ وَجْهُ الشّرْقِ، حتى كأنّما

تَبَلَّجَ فيهِ البَدْرُ بَعدَ أُفُولِهِ

وَقَدْ لَبسَتْ بَغدادُ أحسَنَ زِيّهَا

لإقْبَالِهِ، واستَشْرَفَتْ لِعُدُولِهِ

وَيَثْنِيهِ عَنْهَا شَوْقُهُ وَنِزَاعُهُ،

إلى عَرْضِ صَحنِ الجَعفَرِيّ وَطُولِهِ

إلى مَنْزِلٍ، فيهِ أحِبّاؤهُ الأُلي

لِقَاؤهُمُ أقْصَى مُنَاهُ، وَسُولِهِ

مَحَلٌّ يُطِيبُ العيشَ رِقّةُ لَيْلِهِ

وَبَرْدُ ضُحَاهُ، وَاعتِدَالُ أصِيلِهِ

لَعَمْرِي، لَقَد آبَ الخَليفَةُ جَعْفَرٌ،

وَفي كلّ نَفسٍ حاجةٌ من قُفُولِهِ

دَعاهُ الهَوَى مِنْ سُرّ مَنْ رَاءَ فانكَفَا

إلَيها، انكِفَاءَ اللّيثِ تِلقَاءَ غِيلِهِ

على أنّها قَدْ كَانَ بُدّلَ طِيبُها،

وَرُحّلَ عَنْهَا أُنْسُهَا برَحِيلِهِ

وإفْرَاطُها في القُبحِ، عندَ خُرُوجِهِ،

كإفرَاطِهَا في الحُسنِ، عندَ دُخُولِهِ

ليَهْنَ ابنَهُ، خَيرَ البَنينَ، مُحَمّداً،

قُدُومُ أبٍ عَالي المَحَلّ، جَليلِهِ

غَدا، وَهوَ فَرْدٌ في الفَضَائِلِ كُلّها،

فهَلْ مُخبِرٌ عَن مِثلِهِ، أوْ عَدِيلِهِ

وإنّ وُلاةَ العَهدِ في الحِلمِ والتُّقَى، 

وفي الفَضْلِ مِنْ أمثالِهِ وشُكُولِه

قصيدة أتراه يظنني أو يراني

فيما يأتي أبيات قصيدة أتراه يظنني أو يراني للبحتري:

أتَرَاهُ يَظُنُّني، أوْ يَرَانِي،

نَاسِياً عَهْدَهُ الذي استَرْعَاني ؟

لا وَمَنْ مَدّ غَايَتي في هَوَاهُ،

وَبَلاني مِنْهُ بِما قَدْ بَلاَني

سَكَنٌ يَسْكُنُ الفؤَادَ عَلَى مَا

فيهِ مِنْ طَاعَةٍ، وَمن عِصْيانِ

شَدّ ما كَثّرَ الوُشَاةُ وَلاَمَ الـ

ـنّاسُ في حُبّ ذَلِكَ الإنْسَانِ

أيّهَا الآمِرِي بتَرْكِ التّصَابي،

رُمْتَ منّي ما لَيسَ في إمْكاني

خَلِّ عَنّي، فَما إلَيكَ رَشَادي

من ضَلالي، وَلا عَلَيكَ ضَمَاني

وَنَدِيمٍ، نَبّهْتُهُ وَدُجَى اللّيْـ

ـلِ، وَضَوْءُ الصّبَاحِ يَعتَلِجَانِ

قُمْ نُبَادِرْ بهَا الصّيَامَ فَقَدْ أقْـ

ـمَرَ ذَاكَ الهِلاَلُ مِنْ شَعْبَانِ

بَاتَ أحْلى لَدَيّ مِنْ سِنَةِ النّوْ

مِ، وأشهَى من مُفرِحَاتِ الأمَاني

للإمَامِ المُعْتَزّ بالله إعْزَا

رٌ مِنَ الله قاهِرِ السّلْطانِ

مَلِكٌ يَدْرَأُ الإسَاءَةَ بالعَفْـ

ـوِ وَيَجْزِي الإحسانَ بالإحسانِ

سَلْ به تُخْبَرِ العَجيبَ، وإن كا

نَ السّماعُ المأثُورُ دونَ العِيَانِ

وَتأمّلْهُ مِلْءَ عَيْنَيْكَ، فانظرْ

أيَّ رَاضٍ في الله، أوْ غَضْبَانِ

بَسْطَةٌ تُرْهِقُ النّجُومَ، وَمَلْكٌ

عَظُمَتْ فيهِ مأثُرَاتُ الزّمَانِ

أذْعَنَ النّاكِثُونَ إذْ ألقَتِ الحَرْ

بُ عَلَيهمْ بكَلْكَلٍ وَجِرَانِ

فَفُتُوحٌ يَقصُصْنَ، في كلّ يَوْمٍ،

شأنَ قَاصٍ من الأعادي وَدانِ

كلُّ رَكّاضَةٍ منَ البُرْدِ يَغدُو الـ

ـرّيشُ أوْلى بها مِنَ العُنْوَانِ

قد أتَانَا البَشِيرُ عَنْ خَبَرِ الخَا

بُورِ بالصّدْقِ، ظاهِراً، والبَيَانِ

عَنْ زُحُوفٍ منَ الأعادي وَيَوْمٍ

مِنْ أبي السّاجِ فيهِمِ، أرْوَنَانِ

حُشِدَتْ مَرْبَعَاءُ فيهِ وَمَرْدٌ،

وَقُصُورُ البَلّيخِ والمَازِجانِ

وَتَوَافَتْ حَلائِبُ السَّلْطِ والمَرْ

جَينِ مِنْ دَابِقٍ، وَمن بَطْنانِ

تَتَثَنّى الرّماحُ، والحَرْبُ مَشْبُو

بٌ لَظَاهَا تَثَنّيَ الخَيْزُرَانِ

فَلَجَتْ حُجَّةُ المَوَالِي ضِرَاباً

وطِعَاناً لَمَّا الْتَقَى الخَصْمَانِ َ

فَقَتِيلٌ تَحتَ السّنَابِكِ يُدْمَى، 

وأسِيرٌ يُرَاقِبُ القَتْلَ، عَانِ

لمْ تَكُنْ صَفْقَةُ الخِيَارِ عَشِيّاً

لابنِ عَمْرٍو فيها، ولا صَفْوَانِ

جَلَبَتْهُمْ، إلى مَصَارِعِ بَغْيٍ، 

عَثَرَاتُ الشّقَاءِ، والخِذْلانِ

أسَفاً للحُلُومِ كَيفَ استَخَفّتْ،

بِغُلُوِّ الإسْرَافِ والطّغْيَانِ

كَيفَ لمْ يَقْبَلُوا الأمَانَ وَقَدْ كا

نَتْ حَيَاةٌ لمِثْلِهِمْ في الأمَانِ

يا إمَامَ الهُدَى نُصِرْتَ، ولا زِلْـ

ـتَ مُعَاناً باليُمْنِ والإيمَانِ

عَزّ دينُ الإلَهِ في الشَّرْقِ والغَرْبِ

بِبِضِ الأَيَّامِ مِنْكَ الحِسَانِ

واضْمَحَلَّ الشِّقَاقُ في الأرْضِ

مُذْ طَاعَ لكَ المَشْرِقَانِ والمَغْرِبَانِ

لمْ تَزَلْ تَكْلأُ البلادَ بقَلْبٍ

ألْمَعيٍّ، وَنَاظِرٍ يَقْظَانِ

إِنَّما يَحْفَظُ الأُمُورَ ويُتْوِيــ

ــهِنَّ بِحَزْمٍ مُواشكٍ أَو تَوَانِ

مَا تَوَلّى قَلْبي سِواكُمْ، وَلاَ ما

لَ إلى غَيْرِكمْ بمَدْحٍ لِسَاني

شأنيَ الشّكْرُ والمَحَبّةُ مُذْ كُنْـ

ـتُ وَحَقٌّ عَلَيْكَ تَعظيمُ شَاني

ضَعَةٌ بي، إنْ لمْ أنَلْ بِمَكَاني

مِنْكَ عِزّاً، مُسْتأنِفاً في مَكاني

قصيدة بين أفق الصبا وأفق الدبور

فيما يأتي أبيات قصيدة بين أفق الصبا وأفق الدبور للبحتري:

بين أفق الصبا وأفق الدبور

حسد أو تنافس في الوزير

كلما يسر الركاب لأرض

أوثرت دون غيرها بالحبور

هبرزي ينافس الشرق والغر

بسنا ضوء وجهه المستنير

وندى كفه التي نسب الجو

د إليها تعاقب ابني سمير

يا أبا الصقر لا يرم ظل نعما

ئك يضفو وزند عودك يوري

لم تزل معوز الشبيه وفي النا

س بقايا فضل قليل النظير

أنت غيث الغيوث يحيا به القو

م إذا أمحلوا وبحر البحور

لا تضامن حاجتي وأبو طلحة من

صورك الشريف نصيري

قد تبرعت لي بمالك فاشفعـ

ـه بمالي الموقوف عند بشير

جملة أو صبابة يرتضيها

سائر أهبة لهذا المسير

وقليل النوال ينفع إن لم

ترني اليوم موضعا للكثير

قصيدة سألتك بالكميتي الصغير

فيما يأتي ذكر لأبيات القصيدة:

سألتك بالكميتي الصغير

وصورة وجهه الحسن المنير

وما يحويه من خلق رضي

يشاد به ومن أدب كبير

وتجويد الحروف إذا ابتداها

مقومة وتعديل السطور

ألم تعلم بأن بني فرات

ألو العلياء والشرف الكبير

وأن على أبي العباس سيما

تخبر منه عن كرم وخير

إذا عرضت محاسنه علينا

شكرناه على نصح الشكور

نؤمله لرغبتنا إليه

ونأمله وزيراً للوزير

قصيدة شوق إليكِ

فيما يأتي ذكر لأبيات القصيدة:

شَوْقٌ إلَيك، تَفيضُ منهُ الأدمُعُ،

وَجَوًى عَلَيك، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ

وَهَوًى تُجَدّدُهُ اللّيَالي، كُلّمَا

قَدُمتْ، وتُرْجعُهُ السّنُونَ، فيرْجعُ

إنّي، وما قَصَدَ الحَجيجُ، وَدونَهم

خَرْقٌ تَخُبُّ بها الرّكابُ، وتُوضِعُ

أُصْفيكِ أقصَى الوُدّ، غَيرَ مُقَلِّلٍ،

إنْ كانَ أقصَى الوُدّ عندَكِ يَنفَعُ

وأرَاكِ أحْسَنَ مَنْ أرَاهُ، وإنْ بَدا

مِنكِ الصّدُودُ، وبَانَ وَصْلُكِ أجمعُ

يَعتَادُني طَرَبي إلَيكِ، فَيَغْتَلي

وَجْدي، وَيَدعوني هَوَاكِ، فأتْبَعُ

كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعٌ، وَيَسُرُّني

أنّي امْرُؤٌ كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعُ

شَرَفاً بَني العَبّاسِ، إنّ أبَاكُمُ

عَمُّ النّبيّ، وَعِيصُهُ المُتَفَرّعُ

وَأرَى الخِلاَفَةَ، وَهيَ أعظَمُ رُتبَةٍ،

حَقّاً لَكُمْ، وَوِرَاثَةً مَا تُنزَعُ

أعْطاكُمُوها الله عَنْ عِلْمٍ بِكُمْ،

والله يُعْطي مَنْ يَشَاءُ وَيَمْنَعُ

مَنْ ذَا يُسَاجِلُكمْ، وَحَوْضُ مُحَمّدٍ

بِسِقَايَةِ العَبّاسِ فيكُمْ يَشفَعُ

مَلِكٌ رِضَاهُ رِضا المُلُوكِ، وَسُخطُه

حَتْفُ العِدى، وَرَداهُمُ المُتَوَقَّعُ

مُتَكَرِّمٌ، مُتَوَرّعٌ عِنْ كُلّ مَا

يَتَجَنّبُ المُتَكَرّمُ المُتَوَرّعُ

يا أيّهَا المَلِكُ الذي سَقَتِ الوَرَى،

مِنْ رَاحَتَيِهِ، غَمَامَةٌ ما تُقلِعُ

يَهْنِيكَ في المُتَوَكّلِيّةِ أنّهَا

حَسُنَ المَصِيفُ بها، وَطَابَ المَرْبَعُ

فَيْحَاءُ مُشْرِقَةٌ يَرِقُّ نَسيمُهَا

مِيثٌ تُدَرّجُهَُ الرّياحُ وأجْرَعُ

وَفَسيحَةُ الأكْنَافِ ضَاعَفَ حُسنَها

بَرٌّ لَهَا مُفْضًى، وَبَحْرٌ مُتْرَعُ

قَدْ سُرّ فيها الأوْلِيَاءُ، إذِ التَقَوْا

بِفِنَاءِ مِنْبَرِهَا الجَديدِ، فَجُمّعُوا

فَارْفَعْ بدارِ الضّرْبِ باقيَ ذِكْرِها،

إنّ الرّفيعَ مَحَلُّهُ مَنْ تَرْفَعُ

هَلْ يَجْلُبَنّ إليّ عَطْفَكَ مَوْقِفٌ

ثَبْتٌ لَدَيكَ، أقُولُ فيهِ وَتَسْمَعُ

مَا زَالَ لي مِنْ حُسنِ رَأيِكَ مُوْئلٌ

آوِي إلَيهِ، مِنَ الخُطُوبِ، وَمَفزَعُ

فَعَلاَمَ أنكَرْتَ الصّديقَ، وأقبَلَتْ

نَحوِي رِكابُ الكَاشِحِينَ تَطَلَّعُ

وَأقَامَ يَطْمَعُ في تَهَضّمِ جَانِبي

مَن لم يكُنْ، من قَبلُ، فيهِ يَطمَعُ

إلاّ يَكُنْ ذَنْبٌ، فعَدْلُكَ وَاسعٌ،

أوْ كَانَ لي ذَنْبٌ، فَعَفْوُكَ أوْسَعُ

قصيدة إن رقّ لي قلبك

فيما يأتي ذكر لأبيات القصيدة:

إنْ رَقّ لِي قَلْبُكِ مِمّا أُلاقْ

مِنْ فَرْطِ تَعذِيبٍ، وفرْطَِ اشتياقْ

وَجُدْتِ بالوَصْلِ عَلى مُغْرَمٍ،

فَزَوّديني مِنْكِ قَبْلَ انْطِلاَقْ

قَدْ جَعَلَ الله إلى جَعْفَرٍ

حِيَاطَةَ الدّينِ، وَقَمْعَ النّفاقْ

مَنْ لَمْ يُبِحْكَ النّصْحَ مِنْ قَلْبِهِ،

فَمَا لَهُ في دِينِهِ مِنْ خَلاقْ

فاسْلَمْ لَنَا يَسْلَمْ لَنَا عِزُّنَا،

وابْقَ، فإنّ الخَيرَ ما عشتَ باقْ

إنّ دِمَشْقاً أصْبَحَتْ جَنّةً،

مُخضَرّةَ الرّوْضِ، عَذاةَ البِرَاقْ

هَوَاؤها الفَضْفَاضُ غَضُّ الندى،

وَمَاؤُها السَّلسالُ عَذْبُ المَذاق

والدهرُ طَلقٌ بينَ أَفْيَائِها

والعَيْشُ فيها ذو حَوَاشٍ رِقَاقْ

ناظِرَةٌ نَحْوَكَ مُشْتَاقَةٌ

مِنكَ إلى القُرْبِ، وَوَشْكِ التّلاقْ

وَكَيْفَ لا تُؤثِرُها بالهَوَى، 

وَصَيْفُها مِثْلُ شِتَاءِ العِرَاقْ

قصيدة أفي مستهلّات الدموع

فيما يأتي ذكر لأبيات القصيدة:

أفي مُسْتَهِلاّتِ الدّموعِ السّوَافحِ،

إذا جُدْنَ، بُرْءٌ من جوًى في الجَوَانحِ

لَعَمْرِي، لَقَدْ بقَى وَصِيفٌ بهُلكه

عَقابيلَ سُقمٍ للقلوب الصّحَائحِ

أسًى مُبرِحٌ، بَزّ العُيُونَ دُمُوعَها،

لمَثْوَى مُقيمٍ في الثّرَى غيرِ بَارِحِ

فَيالكَ مِنْ حَزْمٍ وَعَزْمٍ طَوَاهُما

جَديدُ الرّدى، تحتَ الثرى وَالصّفائحِ

إذا جَدّ نَاعيهِ، تَوَهّمْتُ أنّهُ

يُكَرّرُ، مِنْ أخبارِهِ، قَوْلَ مازِحِ

وَما كنتُ أخشَى أنْ يُرَامَ مَكانُهُ

بشيءٍ سوَى لحظِ العُيونِ الطّوَامحِ

وَلَوْ أنّهُ خَافَ الظُّلامَةَ لاعْتَزَى

إلى عُصَبٍ غُلْبِ الرّقابِ، جحاجحِ

فَيَا لَضَلالِ الرّأيِ كَيفَ أرَادَهُ

أحِبّاؤهُ بالمُعْضِلاتِ الجَوَائحِ

تَغَيّبَ أهلُ النصرِ عَنهُ وَأُحضِرَتْ

سَفاهَةُ مَضْعُوفٍ، وَتَكثيرُ كاشحِ

فألاّ نَهاهُمْ، عَنْ تَوَرّدِ نَفْسِهِ،

تَقَلُّبُ غَادٍ في رِضَاهُمْ، وَرَائحِ

وَألاّ أعَدّوا بَأسَهُ وَانْتِقَامَهُ،

لكَبْشِ العَدُوّ المُستَميتِ المُناطحِ

قَتيلٌ يَعُمُّ المُسْلِمِينَ مُصَابُهُ،

وَإنْ خَصّ من قُرْبٍ قُرَيشَ الأباطحِ

تَوَلّى بعَزْمٍ للخِلافَةِ نَاصِرٍ،

كَلُوءٍ، وَصَدْرٍ للخَليفَةِ ناصِحِ

وَكَانَ لتَقوِيمِ الأُمُورِ، إذا التَوَتْ

عَلَيه وَتَدبيرِ الحُرُوبِ اللّوَاقحِ

إذا ما جَرَوْا في حَلبَةِ الرّأيِ بَرّزَتْ

تَجاريِبُ مَعرُوفٍ لَهُ السّبقُ قارِحِ

سقى عَهدَهُ، في كلّ ممسى وَمَصْبَحٍ،

دِرَاكُ الغُيومِ الغاديات الروائح

تَعَزّ أمِيرَ المُؤمِنِينَ، فإنّهَا

مُلِمّاتُ أحداثِ الزّمانِ الفَوَادِحِ

لَئِنْ عَلِقَتْ مَوْلاكَ صُبحاً فبَعدَما

أقامَتْ على الأقوَامِ حسرَى النّوَائحِ

مَضَى غَيرَ مَذمُومٍ، وَأصْبَحَ ذِكرُهُ

حُليَّ القَوَافي، بَينَ رَاثٍ وَمادِحِ

فلَمْ أرَ مَفقُوداً لَهُ مِثْلُ رُزْئِهِ،

وَلا خَلَفاً مِنْ مِثْلِهِ مِثلَ صَالحِ

وَقُورٌ تُعَانيهِ الأُمُورُ، فتَنْجَلي

غَيَابَتُهَا عَنْ وَازِنِ الحِلمِ، رَاجحِ

رَمَيتَ بهِ أُفْقَ الشّآمِ، وَإنّمَا

رَمَيْتَ بنَجْمٍ في الدُّجُنّةِ لائِحِ

إذا اختَلَفَتْ سُبلُ الرّجالِ وَجَدْتَهُ

مُقيماً عَلى نَهجٍ من القول، وَاضِحِ

سَيُرْضِيكَ هَدْياً في الأُمورِ وَسيرَةً،

وَيكفيكَ شَعبَ الأبلَخِ المُتَجانِحِ

7الآداب
مزيد من المشاركات
كلمات عن الأم روعة

كلمات عن الأم روعة

لا يوجد كلمات ولا عبارات توصف ما هي الأم من روعتها وجمالها وعظم حاجتها، وهنا في مقالي هذا سوف تجد بعض من الكلمات عن الأم روعة. كلمات عن الأم روعة قلب الأم هو هبة الله الرائعة. الأم هي الطبيعة التي منها أتينا وإليها نعود. وراء كلّ رجل عظيم، أم وأب عظيمان. أمّي.. أنت حياة الروح.. أنت الأغلى من عيني. إن صغر العالم كلّه، فالمرأة تبقى كبيرة. الأمّ تصنع الأمة. عندما نريد أن نتحدّث عن الأم فإنّ الكلام لا ينتهي. أمّي لن أسميك امرأةً سأسميك كل شيء. أمّي هي التي صنعتني. إنّ مستقبل الطّفل رهين بأمّه.
متى يظهر البطن للحامل

متى يظهر البطن للحامل

بطن الحامل تتسائل معظم الأمهات الحوامل لأوّل مرّة عن شكل البطن عندما يكبر، ومتى سوف يظهر الحمل بشكل واضح، ويكون هذا الأمر مهم جداً عندهن من دافع الشغف انتظار شيء شديد لم يكن موجود من قبل، فهو دلالة على مدى تعلّق الأم بجنينها وحبها له، وعن مدى تقبلها للحجم الجديد التي سوف تتمتع به بعد أشهر قليلة من بداية الحمل، وهنا سوف نجيب عن كل هذه الأسئلة ونتمنّى أن تفي بالغرض. بداية يجب على كل أم أن تعرف أنّ كلّ سيدة تختلف عن الأخرى وأنّ المرأة البدينة والقصيرة وتختلف عن ذات القوام الطويل والنحيف، غير أنّ
افضل زيت لتنعيم الشعر

افضل زيت لتنعيم الشعر

جفاف الشعر مع التقدم في العمر تقل كمية إنتاج الزيوت للشعر، وهذا يُفقد الشعر رطوبته، ممّا يؤدي إلى تعرّضه للجفاف، ومن المعروف أنّ فروة الرأس لا تخلق رطوبة كافية للشعر، ويتم تزيت الشعر من خلال الزيوت المصنوعة في جذور الشعر ليبدو الشعر رطباً، وجميلاً، وهناك الكثير من الزيوت التي سنتحدث عنها وتستخدم للمحافظة على رطوبة الشعر ونعومته، وتحميه من الجفاف. أفضل الزيوت لتنعيم الشعر يرغب الكثير من الناس بجعل شعرهم ناعماً ومضيئاً بالرغم من وجود العديد من العوامل التي تؤثر وتتلف الشعر وتعرضه للجفاف، سواء
ذكرى عيد المولد النبوي

ذكرى عيد المولد النبوي

ذكرى عيد المولد النبوي الشريف تتكرّر ذكرى المولد النبويّ في كل عامٍ في اليوم الثاني عشر من شهرِ ربيعٍ الأول، وقد كان مولده -صلى الله عليه وسلم- مولد خير وبركة للخلق أجمعين، تشرفت فيه الدنيا مبتهجة بمولده، المبعوث رحمة للعالمين. وكان مولده باتفاق أهل السير في يوم الاثنين من شهر ربيعٍ الأول من عام الفيل، لحديث أبي قتادة الأنصاري عن النبي لمّا سُئِل عن صيام يوم الاثنين، قال: (ذاك يوم ‌ولدت ‌فيه، ويوم بثعثت). وقد وُلد رسول الله بجوارِالكعبة الشريفة، في شِعب بني هاشم في الجانب الشرقي لمكة المكرمة،
طريقة القهوة السعودية

طريقة القهوة السعودية

القهوة السعودية القهوة السعوديّة هي نوع من أنواع القهوة الشهيرة، التي يتم تقديمها في المناسبات العامة والأفراح وبيوت العزاء، حيث إنها تعتبر تقليداً عربيّاً شرقيّاً أصيلاً، وقد توارثته الأجيال عن أجدادها، والقهوة السعودية هي قهوة مرّة المذاق نوعاً ما، وتقدم في فناجين خاصة، ووعاء خاص يسمى الدلّة، كما أنّ أبرز مواصفات هذه القهوة أنّها تُقدّم بكمية قليلة بما مقداره رشفة أو رشفتين فقط في قاع الفنجان، والقهوة السعودية لها طريقة معيّنة في الإعداد، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال. إعداد القهوة
ما هي الحجامة وأنواعها

ما هي الحجامة وأنواعها

الحجامة تعتبر الحجامة من أنواع الطب البديل والطب النبوي، وهي تقوم على امتصاص الدم الفاسد من الجسم بواسطة كؤوس زجاجية، ولها أنواعها المختلفة، ويعود تاريخها إلى 3000 سنة قبل الميلاد، إذ كانوا يستخدمونها الآشوريين في نقش المقابر، ثمّ امتدت لباقي أنحاء العالم، أصبح الفراعنة يستخدمونها في علاج الأمراض المختلفة، وفي هذا المقال سنتحدث عن فوائدها ونصائح عند عملها. الحجامة في الطب النبوي تعتبر الحجامة أحد أنواع العلاجات التي ركز عليها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، حيث ذكرها بالعديد من الأحاديث
شرح حديث إنما الأعمال بالنيات

شرح حديث إنما الأعمال بالنيات

شرح حديث إنّما الأعمال بالنيات شرح قول النّبي: (إنّما الأعمال بالنيات) إنّ المراد من قول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنّما الأعمال بالنّيات)؛ أي أنّ الأعمال واقعة وحاصلة بالنّوايا، وكلّ أعمال البرّ لا بدّ لها من نيّة تسبق هذا العمل، ويعدّ هذا الحديث الشّريف من الأحاديث الجامعة، وقد ابتدأ به غالبية العلماء كتبهم؛ ليؤكّدوا على مضمونه من ضرورة الإخلاص في كلّ عمل يقوم به المسلم، والابتعاد عن الشّهرة والرّياء، وهو من رواية الصّحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وفيما يأتي شرحه: إنّما:
كيف أجعل طفلي هادئاً

كيف أجعل طفلي هادئاً

التحكّم بالغضب ينبغي على الأهل ضبط أنفسهم، ومحاولة عدم تفريغ مشاعر الغضب لديهم أمام طفلهم، وذلك تجنباً لتقليد الطفل لتصرّفاهم وطرقهم في التعبير عمّا في داخلهم، وعليه فيمكن أن يتعلم الطفل إدراة غضبه عن طريق النظر في سلوكيات كلاً من الأم والأب من خلال الحديث بصوت هادئ وبأسلوب لطيف بدلاً من الصراخ، والاعتذار في حال بدر من أيّ من الوالدين تصرّف خاطئ، الأمر الذي سيجعل الطفل هادئاً في طباعه، ويقدم الاعتذار لوالديه في حال قصّر بأداء واجباته. تمرين الحديث مع الذات تُعد المحادثة الذاتية طريقة فعّالة