فلسفة جبران خليل جبران
فلسفة جبران خليل جبران
إن حياة جبران المضطربة والصراع الذي عاشه؛ جعلت منه أديبًا له رؤية فلسفية نيتشوية تدعو إلى الإنسانية العليا، حيث إنّه يجرّد أدبه ونفسه بفلسفته من الدين، فمضى جبران يقطع دربه الفلسفي، فكتب أبرز كتبه الذي سماه بـ"النبي" متصوّرًا فيه إنسانًا على هيئة "زرداشت" الشخصية التي هي من نتاج فكر نيتشه.
كما أن فلسفته الجبرانية تدعو إلى التأمل في روعة الوجود والإحساس ببهجة الحياة، إذ تمثل فلسفته فلسفة حياة وروحانية. لقد جمع جبران في أسلوبه الأدبي بين المتناقضات ولكنه كان صادقًا، إذ يُفكر بريشته وألحانه مخلّفًا وراءه مجالًا رحبًا لمن يرغب في تفسير ما كتبه على الوجه الذي يريده، مُعتبرًا أنّ أدبه يتميز بالتجديد، لتبقى رؤية فكرية إنسانيّة وتأملية مستوحاة من المناهج الفلسفيّة للشرق والغرب.
كتابه النبي
يمكن القول إنّ شخصية النبي هي خلاصة أفكار جبران، حيث إن الفلسفة الجبرانيّة تقوم على النفور عن كل ظواهر الحياة الواقعية، والاتّجاه نحو الإيمان الحدسي للإنسان الأعلى، والذي يُشيّد على ما تهفو إليه الروح ويرنو له القلب دون الاستناد إلى الاجتهاد العقلي المنطقي، أو الجدل بالكلام، وقد أجاد في تشخيص الداء الذي كان عليه المجتمع، غير أنه لم يحسن بانضباط في وصف العلاج الترياق لهم.
الشاعر والفنان جبران خليل جبران
وُلد جبران في السادس من كانون الثاني من عام 1983، لأسرة متواضعة من بلدة بشري، تزوج والده خليل - السوري الأصل - من والدته بعد أن كان لها طفل اسمه بطرس من زواج سابق، فبعد زواجهما أنجبت طفلها جبران وشقيقتين له.
حيث نشأ وترعرع في مدينته بشري وهو يميل عند شيخه الراهب كل يوم الذي يعلمه القراءة والكتابة والعلوم الأخرى، وكانت والدته شديدة الملاحظة بمواهبه الفنية وقدراته العقلية الفكرية مما جعلته يهتم في دراسته ويترك العمل معها ومع أخيه.
أدب جبران
كان جبران من عمداء أدب المهجر، ففي عام 1911م أنشأ جبران "الرابطة القلمية" وهي جمعية تهدف إلى تشجيع الكُتاب العرب وتطوير الآداب العربية، وقد عمد إلى تأسيس أسلوب جديد وحداثي، كي ينحو إلى اتجاه أدبيّ نقديّ حديث، حيث إنه لم يرغب بكتابة القصيدة ضمن الشكل التقليدي المعروف عند الشعراء في بدايات القرن العشرين، إذ تمرد على البحر الواحد والقافية الواحدة متأثرًا بالبيئة الثقافية والأدبية الغربية.
شعر جبران
كان يهتم بالدرجة الأولى على وقع الإيقاع بغض النظر عن الوزن والقافيّة، بما يشمل مُختلف الفنون البديعيّة كالجناس، والطباق وغيرها، وقد زوّد جبران أدبه بدوافع التأمل والنزعة الصوفية والفكر الفلسفي الذي استمدّه من تخيلاته وقراءاته المتنوعة ، مُتأثرًا فيها بتراثه الشرقي الغني بالمواضيع الروحية والإلهية، إضافةً لتأثره بحركة الوجدان الغربية المعروفة بالرومانسيّة لتغدو هذه التيارات التي تُسيّر فلسفته الجبرانية، إذ يقول: "الشعر يا قوم، روح مقدّسة..".