فضل المعلم في الإسلام
فضل المعلم في الإسلام
أعلى الله تعالى من منزلة المعلم في الإسلام، فجعل له حقوقاً على تلاميذه، لذلك ينبغي على المتعلم أن يتخلق بأخلاق العلم مع من له فضلٌ عليه، فيروى أنّ الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- كان إذا جلس في مجلس معلمه الإمام مالك -رحمه الله تعالى- يقلب الأوراق برفقٍ شديدٍ؛ حتى لا ينزعج معلمه منه، وفيما يلي ذكر فضل المعلم في الإسلام:
علو المكانة
فقد رفع الإسلام من مكانة ومنزلة المعلم، وأعلا من قدره بين البشرية، فقد قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
العلماء ورثة الأنبياء
حيث شهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للعلماء بأفضليتهم، فقال: (إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ).
الأفضلية على العالمين
اختص للعالم فضلٌ لم يكن لغيره من العالمين، فقد روي أنّه ذُكر لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- رجلان أحدهما عابدٌ، والآخر عالمٌ، فقال رسول اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم).
وفي ذلك تثبيت لدور المعلم في بناء المجتمعات بناءً سليماً، ومن باب حفظ المكانة لمعلم الناس الخير؛ أكمل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديثه فقال: (إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ)، فهو أساس الخلافة والعمار في الأرض.
محاربة الشيطان
يشكل العالم خطراً كبيراً على الشيطان، وذلك لأن العالم يعرف مسالك الشيطان ومكائده، فلا يقبل إغواءه، ويحذَّر الناس منه، ويأمرهم بالخير على ضد ما يأمرهم بالشر، فيسد باب الشرور والمعاصي ويجعل الشيطان خائباً خاسراً.
أهمية العلم في الإسلام
خلق الله تعالى الإنسان ووهب له من أسباب العلم ما يعينه على البحث والتجربة، فزوّده بجميع أدوات العلم والمعرفة، وهيأ له الأرض لذلك، كما خلق له السمع والبصر ليعينه على طلب العلم ، فقال في القرآن الكريم: {وَاللَّـهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهاتِكُم لا تَعلَمونَ شَيئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ}.
وقد كانت أول آية كريمة نزلت على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، والقراءة مفتاح العلوم كلّها، فلا يمكن الوصول إلى صواب العمل إلّا بالعلم الصحيح، فالعلم بالكون والأنفس والآفاق يوصل إلى العلم والمعرفة بالله تعالى، الذي خلق الكون وأوجد جميع العوالم، فقد جعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- طلب العلم فريضة على كل مسلم.