فضل الأربعين النووية
فضل الأربعين النووية
التعريف بالأربعين النووية
جمع الإمام مُحيي الدين يحيى بن شرف النووي عدة أحاديث في كتابٍ صغيرٍ وسمَّاه: الأربعين في مباني الإسلام وقواعد الأحكام، لكنَّها اشتُهرت بين الناس باسم الأربعين النووية، فهو كتاب عظيم القدر رغم صِغر حجمه، انتقى فيه مؤلِّفه نُخبة من الأحاديث النبوية الشاملة في جوانب متعددة، عقدية، وفقهية وسلوكية.
وقد تلقّى علماء الأُمّة هذا الكتاب بالقبول، واعتنوا به أشد الاعتناء فعملوا على شرحه والتعليق عليه وتخريج أحاديثه، وحفظه وتدريسه، فكان أول من شرحها هو مؤلفها الإمام أبو زكريا النووي، ثم توالت بعده الشروح وكثرت.
فضائل الأربعين النووية
ذكر العلماء فضائلاً متعددة وكثيرة لكتاب الأربعين النووية، منها ما يأتي:
- جمع فيه الإمام النووي -رحمه الله- جوامع الكلم؛ وجوامع الكلم تعني؛ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول الكلام القليل ويفيد المعنى الكبير.
- اختار الأحاديث التي تصلح أن تكون قواعداً كليّة أو عامّة لغيرها من الأحكام الشرعية وقد وصفها بعض العلماء بأنَّ مدار الإسلام على هذه الأحاديث.
- لفت نظر الناس إلى حفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاشتغال به.
- تبليغ حديث رسول الله للناس وإيصاله لهم.
- ذكر الأحاديث محذوفة السند؛ ليسهل على الناس الوصول إلى الأحاديث وحفظها، ويكثر الانتفاع بها، والتزم بكونها أو أكثرها صحيحة من كتابي صحيح البخاري وصحيح مسلم.
- قال الإمام النووي مقولة تُبين فضل هذه الأربعين: "وينبغي لكلِّ راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث، لما اشتملت عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبّره".
سبب تأليف كتاب الأربعين النووية
أما ما ذكره الإمام النووي في سبب جمعه لهذا الكتاب فذكر أنَّ هناك من العلماء من جمع أربعين حديثاً في أصول الدين، وبعضهم في فروع الدين، وبعضهم في الجهاد، وغيرهم في الأدب والخطب والكثير من المواضيع.
فرأى الإمام النووي أن يجمع أربعين حديثاً تضم هذه المواضيع جميعها، وأن يكون كل حديث من هذه الأربعين قاعدة عظيمة من قواعد الدين، فاستخار الله في جمع هذه الأربعين اقتداءً بهؤلاء الأئمة، فوفقه الله لهذا العمل المبارك.
أهم الشروحات على الأربعين النووية
أولى العلماء اهتماماً كبيراً بكتاب الأربعين نووية فكتبوا فيه الشروح، وإنَّ أول من شرحه هو مؤلفه ذاته، ومن أهم من شرحها واعتنى به أيضاً من العلماء ما يأتي:
- شرحها الإمام أبو العباس شهاب الدين أحمد اللخمي الإشبيلي.
- شرحها الإمام أبو الفتح تقي الدين محمد بن علي المعروف بابن دقيق العيد وقد كتب على هذا الشرح تقريرات للشيخ محمد بن أحمد العلوي المغربي.
- شرحها الإمام أبو الربيع نجم الدين سليمان بن عبد القوي المعروف بابن أبي عباس وسمى شرحه: التعيين في شرح الأربعين.
- شرحها الإمام أبو حفص تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندري المعروف بالفكهاني، وقد سمى شرحه المنهج المبين في شرح الأربعين.