علاج نقص فيتامين أ
علاج نقص فيتامين أ
تعتمد طرق علاج نقص فيتامين أ على درجته، وفيما يأتي توضيح ذلك:
- علاج نقص فيتامين أ من الدرجة بسيطة: ويكون ذلك بتناول الأغذية الغنيّة به.
- علاج نقص فيتامين أ من الدرجة الشديدة: يسبب هذا النقص ظهور بعض الأعراض، ويكون علاجُه بتناول مُكمّلات فيتامين أ بشكلٍ يوميّ، بدءاً بـ 60000 وِحدة من نوعٍ من مكملات فيتامين أ يُسمّى Vitamin A Palmitate In Oil مرّةً واحدةً يوميًاً لمدًة يومين، يليها تناول 4500 وِحدة مرّةً واحدةً في اليوم، وفي حال وجود التقيؤ ، أو سوء الامتصاص، أو احتماليّة حدوث جَفاف المُلتحمة فإنّه يجب إعطاء جُرعة قدرها 50,000 وِحدة للرضَّع الأقلّ من 6 أشهر، أو 100,000 وِحدة للرضَّع من عمر 6 أشهرٍ إلى عام، أو 200,000 وِحدة للأطفال الأكبر من عام، ويجب إعطاؤه للبالغين مدّة يومين مع جرعةٍ ثالثةٍ بعد أسبوعين على الأقلّ، ويُوصى بأخذ الجرعات نفسها للرضَّع، والأطفال المصابين بمرض الحصبة الحادّ.
- الأشخاص الذين يعانون من الحصبة بدرجة شديدة: تُعدُّ الإصابة بنقص فيتامين أ عامل خطرٍ لمرض الحصبة الحادّ؛ حيثُ إنَّ العلاج بفيتامين أ يُمكن أنّ يُقلل من فترة الحصبة، وحدّة الأعراض، وخطر الوفاة.
- الأطفال المولودون من أمهات مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزيّة: HIV): إذ يجب أن يحصلوا على 50,000 وِحدة من فيتامين أ خلال 48 ساعة من الولادة، كما يجب تجنب إعطاء جرعاتٍ كبيرةٍ لفتراتٍ طويلة؛ وخاصّةً للرضَّع؛ لتجنّب الإصابة بسُمِّية فيتامين أ.
- علاج نقص فيتامين أ عند النساء الحوامل أو المرضعات: حيث يُوصى ألّا تزيد الجرعاتُ العلاجيّةُ عن 10,000 وِحدة؛ لتجنّب أيّ ضررٍ محتملٍ على الجنين أو الرضيع، وينطبق ذلك على الجرعات الوقائية أيضاً.
لمحة عامة حول نقص فيتامين أ
يُعدّ نقص فيتامين أ من المشاكل الصحيّة التي تنجم عن عدم استهلاك مصادره الغذائية لفترة طويلة وينتشر ذلك بشكل خاص في البلدان ذات الدخل المحدود كأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وقد يسببه أيضاً انخفاض نسبة امتصاصه بالجسم نتيجة أمراض الجهاز الهضمي التي تعيق امتصاص الأمعاء للدهون، مثل: مرض حساسية القمح (بالإنجليزيّة: Celiac Disease)، أو التليّف الكيسيّ (بالإنجليزيّة: Cystic Fibrosis)، أو قصور البنكرياس، حيث يُعدّ فيتامين أ من الفيتامينات الذائبة في الدهون، أو عند تعارض تخزينه في حالة اضطرابات الكبد، حيث تُخزّن معظم كميّات هذا الفيتامين في الكبد ، أو قد ينجم النقص نتيحة الأسباب الثلاثة أعلاه كالذي ينتشر بين الذين يعانون من نقصٍ شديدٍ في البروتين والسعرات الحراريّة (بالإنجليزية: Protein-energy undernutrition) لفتراتٍ طويلة.
وتؤثر هذه الحالة بشكل خاص في كلٍّ من الأطفال الصغار والحوامل، وتُعدّ من أحد الأسباب الرئيسيّة للإصابة بالعمى الذي يُمكن الوقاية منهُ، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض والوفاة الناتجة عن العدوى من الدرجة الحادة، وتُقدِّر منظمة الصحة العالمية أنَّ هناك ما يُقارب 250 مليون طفلٍ يعانون من نقص فيتامين أ قبل دخولهم المدارس، وأنّ نحو 250 إلى 500 ألف من الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين أ يصابون بالعمى كلّ عام، ويموت نصفهم في غضون 12 شهراً بسبب فقدانهم للبصر، أمّا بالنسبة للنساء الحوامل فمن المُرجح أنَّ نسبةً كبيرةً منهنّ في المناطق ذات الدخل المنخفض يعانين من نقص فيتامين أ، ممّا يُسبب العشى الليليّ لديهنّ، وقد يزيد خطر وفاتهنّ؛ وخاصّةً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ولكن يجدر التنويه إلى أنّ النساء بشكل عام يُوصون بتجنّب تناول المُكمّلات أو الأغذية الغنيّة بفيتامين أ خلال فترة الحمل، أو عند التخطيط له؛ إذ إنّ تناوله بكميّاتٍ مرتفعةٍ قد يُسبّب التشوهات الخُلقية للجنين (بالإنجليزيّة: Teratogenic Effects).
أعراض نقص فيتامين أ
يمكن لنقص فيتامين أ أن يُسبّبَ ظهور بعض الأعراض كالتعب والإرهاق، كما أنّ نقصه بدرجتيه البسيطة أو الشديدة قد يرفع خطر الإصابة بالعدوى، والتهاب المعدة والأمعاء، ويزيد من خطر الإصابة بالعقم ، والإجهاض، ويؤدي لضعفٍ في عمليّة التئام الجروح، وفي الآتي بعضٌ من الأعراض الشائعة الأخرى لنقص فيتامين أ:
- جفاف العينين: تُعدّ مشاكل العين من المشكلات الشائعة المُتعلقة بنقص فيتامين أ، ففي الحالات الشديدة يُمكن أن يؤدي عدمُ الحصول على ما يكفي من فيتامين أ إلى الإصابة بالعمى الكامل، أو موت القرنيّة ، والتي تتميّز بظهور علاماتٍ تسمى ببقع بيتو (بالإنجليزيّة: Bitot's spots)؛ وهي بقعٌ رغويّة بيضاويّة، أو ثلاثيّة، أو غير منتظمة على بياض العينين، كما أنَّ العين الجافة، أو عدم القدرة على إنتاج الدموع؛ هي واحدةٌ من أولى علامات نقص فيتامين أ؛ حيث بيّنت دراسةٌ من جامعة جونز هوبكينز عام 1995 أجريت على 4766 طفلاً في نيبال؛ منهم 4318 طفلاً يعانون من جفاف المُلتحمة (بالإنجليزي: Xerophthalmia)، خضع فيها الأطفال لفحص العين قبل إعطاء فيتامين أ وبعد إعطائه مدة 16 شهراً، وكان دور المُكمل فعّالاً في الحد من الإصابة بجفاف الملتحمة وانتشارها.
- مشاكل أخرى في العين والرؤية: كضعف الرؤية في الظلام أو ما يُسمّى بالعمى الليليّ، والإصابة بتَلَيُّن القَرْنِيَّة (بالإنجليزيّة: Keratomalacia)، والإصابة بثقب في القرنية، وضعف البصر الشديد؛ بسبب الأضرار التي لحقت بشبكيّة العين.
- جفاف الجلد: إذ إنَّ فيتامين أ يُعدُّ مُهمّاً لتكوين ومُعالجة خلايا الجلد، كما أنّه يساعد على مكافحة الالتهابات الناتجة عن بعض المشاكل الجلديّة، وبالتالي فإنّ عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين أ قد يُسبّب المشاكل الجلديّة؛ كتطوّر الإكزيما وغيرها؛ وهي حالةٌ تُسبّب حكّة الجلد، وجفافه، والتهابه، وعلى الرغم من ذلك يجدر التنويه إلى أنّ الإصابة بالمشاكل الجلديّة تنتج عن العديد من الأسباب، ولكنّ النقص المزمن في فيتامين أ قد يكون أحد أسبابها.
- تأخر نمو الأطفال: وُجد أنّ الأطفال الذين لا يستهلكون كميّاتٍ كافيةً من فيتامين أ قد يعانون من التقزّم أو تأخر النموّ؛ حيث يُعدّ هذا الفيتامينُ ضروريّاً للنموّ بشكلٍ مناسب، كما بيّنت مراجعةٌ من جامعة إيموري عام 2004 أنّ استهلاك مُكمّلات فيتامين أ مع مُكمّلاتٍ أخرى يؤثر بشكلٍ أفضل في تحسين نموّ الأطفال مقارنةً مع استهلاكه وحده.
- العدوى في الحلق والصدر: فقد تكون الإصابة بالعدوى بشكلٍ متكررٍ إحدى المؤشرات على نقص فيتامين أ، ولكنّ الاختلاف بين الدراسات هو عن مدى احتماليّة تأثير مُكمّلات فيتامين أ في التخفيف من عدوى الجهاز التنفسيّ؛ حيثُ بيّنت دراسةٌ من جامعة واجينجين عام 2004 أجريت على كبار السنّ أنّ ارتفاع تركيز مركب البيتا كاروتين في الدم قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحاد، بينما بيّنت مراجعةٌ من مكتبة كوكرين عام 2008 أنّ استهلاك مكملات فيتامين أ لا يؤثر بشكلٍ كبيرٍ في الوقاية من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسيّ السفليّ الحادّة، ويطرأ التأثير الإيجابيّ لاستهلاكها فقط على الذين يعانون من سوء التغذية بنوعيه الحادّ والمزمن، مع التنويه إلى أنّ الجرعة المنخفضة منها والمرتفعة توفر الفوائد ذاتها، إلا أنّ المنخفضة منها ترتبط بأعراض جانبية أقلّ.
لقراءة المزيد حول أعراض نقص هذا الفيتامين يمكن الرجوع لمقال ما هي أعراض نقص فيتامين أ .
الكمية المُوصى بها من فيتامين أ
يُوضح الجدول الآتي الكمية الموصى بها لتناول فيتامين أ المُقاس بالوِحدة الدوليّة لكلٍ من الذكور والإناث لمختلف الفئات العُمرية:
العمر | الكميّة (وحدة دوليّة) |
---|---|
الرُضَّع من 0-6 أشهر | 1333 |
الرُضَّع من 7-12 شهر | 1667 |
الأطفال من 1-3 سنوات | 1000 |
الأطفال من 4-8 سنين | 1333 |
الأطفال من 9 - 13 سنةً | 2000 |
الذكور من 14 سنة وأكثر | 3000 |
الإناث من 14 سنة فأكثر | 2333 |
الحامل الأقل من 18 سنة | 2500 |
المرضع الأقل من 18 سنة | 4000 |
الحامل من 19-50 سنة | 2567 |
المرضع من 19-50 سنة | 4333 |
فوائد فيتامين أ
إنَّ لفيتامين أ دوراً مهمّاً في صحّة الجهاز المناعيّ ، والتكاثر، وهو يلعب دوراً في أداء وظائف القلب، والرئتين، والكلى، والأعضاء الأخرى بشكلٍ صحيح، ويساهم في تكوين الأسنان والحفاظ على صحّتها، وكذلك الأنسجة الهيكليّة والرخوة، والأغشية المخاطية، والجلد، ويُعرَف فيتامين أ أيضاً باسم الريتينول (بالإنجليزيّة: Retinol)؛ وذلك لأنه يُنتج صبغات شبكيّة العين (بالإنجليزية: Retina) مما يُحسِّن البصر؛ وخاصّةً خلال الإضاءة الخافتة، ولهُ دورٌ في الحمل الصحيّ، والرضاعة الطبيعيّة. وعادةً ما يُشخَّص نقص فيتامين أ سريريّاً من قِبَل المُختصّ، ويُعدّ قياس نسبة فيتامين أ، أو المُسمى أيضاً بالريتينول في الدم إحدى الطرق المفيدة لذلك، وتتراوح القيمة الطبيعة له بين 28–86 ميكروغراماً لكلّ ديسيلتر، ولكن يجدر التنويه إلى أنّ النتيجة قد تظهر طبيعيّةً إذا كان النقص بدرجةٍ بسيطة، ويُعدُّ انخفاض مستوياته دليلاً على وجود مرضٍ متقدِّم؛ إذ إنّها لا تنخفض إلا عند استنفاد مخزونه في الكبد.
لقراءة المزيد حول فوائد فيتامين أ يمكن الرجوع لمقال ما فوائد فيتامين A .
مصادر فيتامين أ
المصادر الغذائية لفيتامين أ
يتوفر فيتامين أ بشكلين في النظام الغذائي، وهما بحسب الآتي:
- فيتامين أ المُشَّكل: (بالإنجليزية: Preformed vitamin A) وهو النوع الذي يوجد في المنتجات الحيوانية، ويمتصّه الجسم بشكل أسرع، ويستخدمه بكفاءة أعلى، ومن مصادره ما يأتي:
- الكبدة البقرية، وكبدة الدجاج؛ حيثُ تُعدّ مصدراً غنياً بفيتامين أ؛ ولذلك فإنّ استهلاكها بشكلٍ مرتفعٍ يزيد عن مرّةٍ في الأسبوع قد يُعرض الجسم للإصابة بفرط الفيتامين أ والذي يُعدّ خطيراً وبخاصة على المرأة الحامل .
- الأسماك الدُهنية كالسلمون.
- الألبان والحليب.
- جبنة شيدر.
- صفار البيض .
- الزبدة.
- بروفايتمين أ الكاروتيني: (بالإنجليزية: Provitamin A carotenoids)؛ والذي يتوفر في الأغذية النباتيّة ، وتعتمد قدرة الجسم على تحويل الكاروتينات أو البروفيتامين بشكلٍ فعّالٍ على العديد من العوامل؛ كالوراثة، والنظام الغذائي، وصحّة الشخص العامّة، وتناول الأدوية؛ لذلك يُوصى الأشخاص الذين يتّبعون الأنظمة الغذائيّة النباتيّة؛ وخاصّةً النباتيين بتوخي الحذر بشأن الحصول على ما يكفي من الأطعمة الغنية بالكاروتينات:
- الخضروات الصفراء، والحمراء كالجزر، والبطاطا الحلوة، والفلفل الحلو الأحمر.
- الورقيات الخضراء، كالسبانخ ، والملفوف، والبقدونس، والهندباء البريّة.
- الفاكهة الصفراء كالمانجا، والبابايا، والمشمش، واليقطين.
المكملات الغذائية لفيتامين أ
يتوفر فيتامين أ في المُكمّلات الغذائيّة على شكل مُركباتٍ مُختلفة، وتوفر بعض المُكمّلات متعدّدة الفيتامينات الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية ما يصل إلى 5000 وِحدة دولية من فيتامين أ؛ حيث تزيد هذه الكميّة بشكلٍ كبيرٍ عن الكميّة الموصى بها (بالإنجليزيّة: RDA) منه؛ وذلك لأنّ القيمة اليوميّة (بالإنجليزيّة: DV) المُستخدمة للمُكملات من قِبل مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية تعود للكمية المُوصى بتناولها عام 1968 عِوضاً عن استنادها للمعلومات الأحدث المُتعلقة بالكميات المُتناولة الموصى بها، كما أنَّ مُكمّلات الفيتامينات الغذائيّة المتعددة تُغطّي نسبة 100% من القيمة اليوميّة الموصى بها من مُعظم المُغذيات، وعلى الرغم من أنّ الكثير من الأشخاص يتناولون مُكمّلات فيتامين أ، ولكن لا توجد دلائل كافية تؤكد فائدتها إلّا في حال المعاناة من نقصٍ في مستوياته، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ الدليل الأستراليّ للأكل الصحيّ (بالإنجليزية: Australian Dietary Guidelines) لا يوصي بتناول مكملات فيتامين أ، كما أنَّها تُعدّ غالية الثمن، ومن الأفضل ألّا يتناولها الشخص إلّا بوصفةٍ من الطبيب.
لمعرفة المزيد من مصادر فيتامين أ يمكن الرجوع لمقال أين يوجد فيتامين أ