أسباب التبول الكثير
أسباب التبول الكثير
تُعدّ كثرة التبوّل من الحالات الشائعة التي يختبرها العديد من الأفراد في حياتهم، وهي الرغبة أو الحاجة للتبّول أكثر من المُعتاد، نتيجة أسباب مُختلفة ومُتفاوتة في شدّتها ودرجة خطورتها، ولعلّ من أبرز هذه الأسباب تعرّض المسالك البوليّة لمرضٍ أو مشكلةٍ ما، سواءً أكانت المُشكلة في الكلى، أو في المثانة، أو في الأنبوب الذي يتدفّق منه البول إلى خارج الجسم المُسمّى بالإحليل، أو إنْ كانت المشكلة في الحالبين؛ وهما الأنبوبان اللذان يصلان ما بين الكلى والمثانة، وفيما يأتي بعض من أهمّ أسباب التبوّل الكثير مع توضيحها بالتفصيل:
بعض أنماط المعيشة
ويُمكن إجمالها في النقاط الآتية:
- استهلاك كميات كبيرة من السوائل تفوق حاجة الجسم، ما يدفعه للتخلّص من الزائد منها عن طريق التبوّل الكثير.
- استهلاك الأطعمة أو المشروبات التي قد تكون سببًا في تهيّج المثانة وزيادة عدد مرّات التبوّل؛ مثل المُحليّات الصناعيّة، والمشروبات الغازيّة، والحمضيّات من الفواكه.
- تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول؛ إذْ إنّ كلاهما يُعدّان من مُدرّات البول التي تتسبّب في التبوّل الكثير.
مشكلات المثانة والمسالك البولية
إذ قد تتسبّب أمراض الجهاز البوليّ المُختلفة واضطراباته في التبوّل الكثير لدى المُصابين، ويُذكر من هذه المُشكلات ما يأتي:
- عدوى الجهاز البوليّ أو اختصارًا (UTI)، التي تُعدّ السبب الأكثر شيوعًا للتبوّل الكثير، ويُصاحبها التهاب وتورّم جُزء واحد أو أكثر من أجزاء المسالك البوليّة جرَّاء انتقال العدوى من خارج الجسم إلى داخله.
- الإصابة بمُتلازمة فرط نشاط المثانة.
- الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي (:nterstitial cystitis)، أو ما يُعرف بمتلازمة المثانة المؤلمة، التي تتسبّب بزيادة الحاجة للتبوّل.
- الإصابة بسرطان المثانة، وهو من الأسباب النادرة جدًا لكثرة التبوّل.
الحمل
يُعدّ الحمل من أسباب كثرة التبول عند النساء، إذ يبرز تأثير الحمل في زيادة الحاجة للتبوّل لوجود عدّة عوامل، والتي يُذكر منها الآتي:
- ارتفاع هرمون موجّهة الغُدد التناسليّة المشيمائيّة، المعروف بهرمون الحمل (HCG)، والذي يزيد من تدفّق الدم لمنطقة الحوض عمومًا، وفي الكليتين على وجه التحديد، وهو ما يزيد كفاءة عمل الكلى وتكوين البول بسرعة أكبر، وتكرار الحاجة للتبوّل، ويظهر تأثير هرمون (HCG) خلال الأشهر الأولى من الحمل، إذ يُعدّ التبوّل الكثير وقتها من الأعراض الأولى الدّالة على الحمل.
- زيادة الفضلات التي يجب التخلّص منها بواسطة الكلى؛ نظرًا لحاجة الجسم للتخلّص من فضلات الجنين أيضًا.
- ضغط الجنين على منطقة الحوض عمومًا والمثانة على وجه الخصوص، إذ يظهر هذا التأثير مع زيادة حجم الجنين خلال أشهر الحمل، وتناقص مساحة تخزين البول عن المُعتاد، ما يدفع الحامل للتبوّل بكثرة، بالإضافة للضغط الأكبر الحاصل خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وذلك عند التفاف رأس الجنين نحو قاع الحوض واستعداده للولادة، ما يتسبّب بالحاجة للتبوّل أكثر من المُعتاد.
- انتفاخ قدميّ المرأة الحامل وكاحليها، فيحدث خلال ساعات الليل امتصاص الجسم وتخلّصه من السوائل المُتجمّعة في قدمي المرأة الحامل، لينجم عنه كثرة التبوّل ليلًا، خاصّة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل.
الإصابة بالسكري
تُعدّ كثرة التبوّل من الأعراض الأولى الدّالة على الإصابة بالسكريّ، سواءً أكان من النوع الأول أم الثاني، إذْ يُحاول الجسم السيطرة على نسب السكّر في الدم وخفضها عن طريق التبوّل الكثير، عدا عن أنّ ارتفاع الجلوكوز في الدم قد يكون سببًا في تلف الأعصاب المسؤولة عن المثانة لدى البعض، لينجم عن ذلك صعوبة السيطرة على عمل المثانة (سلس البول)، والحاجة للتبوّل أكثر من المُعتاد.
مشكلات غدة البروستاتا
هذه المشكلات هي من أسباب كثرة التبول عند الرجال خاصةً ، فغدّة البروستاتا؛ هي الغُدّة المسؤولة عن إنتاج بعض السوائل المكوّنة للسائل المنويّ لدى الرجال، والتي قد يزيد حجمها أكثر من الحدّ الطبيعيّ، لتتسبّب بالضغط على المثانة والجهاز البوليّ وزيادة حاجة المُصاب للتبوّل الكثير؛ مثلما يحدث عند الإصابة بتضخمّ البروستاتا الحميد أو اختصارًا (BPH) ، ولحسن الحظّ، فإنّ مُراجعة الطبيب بهذا الخصوص واستعمال بعض العلاجات يُساهم إلى حدٍّ كبير في السيطرة على المُشكلة وحلّها.
استعمال أدوية مدرات البول
وهي الأدوية التي تزيد من طرح الجسم للسوائل عن طريق البول، فتكون سببًا في حدوث كثرة التبول، لذلك يصف الطبيب مدرات البول بهدف التخلّص من السوائل المُتجمّعة في الجسم، أو لعلاج ارتفاع الضغط لدى بعض الأفراد.
فرط كالسيوم الدم
وهو ارتفاع نسبة الكالسيوم في الجسم نتيجة الإصابة بأمراض مُعيّنة، نذكر منها:
- الغرناويّة (Sarcoidosis)،
- مرض السلّ.
- فرط هرمونات الغدّة الدرقيّة.
- فرط هرمونات جارات الدرقية.
- الخمول وقِلة الحركة.
- الإصابة بأحد أنواع السرطان؛ مثل سرطان الثدي، أو الكلى، أو الرئة، أو الورم النّخاعيّ المُتعدّد.
ويُشار إلى أنَّ أعراض ارتفاع الكالسيوم تظهر على المُصابين كالآتي:
- الحاجة للتبوّل أكثر من المُعتاد.
- الإمساك.
- الشعور بالغثيان والتقيّؤ.
- الشعور بالعطش الشديد.
- المعاناة من توعّك المعدة.
- الشعور بالتّعب والإعياء.
- الشعور بالضعف والألم في عضلات وعظام الجسم.
- الشعور بالاكتئاب، واضطراب الإدراك.
- المُعاناة من اضطرابات ومُشكلات في القلب في بعض الحالات النادرة؛ مثل اضطراب نظم القلب.
أسباب أخرى
بالإضافة لما سبق، قد يكون التبوّل الكثير ناجمًا أيضًا عن الأسباب والعوامل الآتية:
- سلس البول الإجهاديّ، الذي يتسبّب بتنقيط البول أو التبوّل أثناء القيام ببعض الأنشطة البدنيّة؛ مثل الركض، أو الضحك، أو السعال والعطاس، وهو عادًة ما يُصيب النساء.
- الاضطرابات والمُشكلات العصبيّة؛ مثل الجلطة الدّماغيّة، إذ إنّ التبوّل الكثير قد يكون ناجمًا عن تلف الأعصاب المُسيطرة على المثانة وعملها.
- تعرّض منطقة الحوض للعلاج الإشعاعيّ؛ مثلما يحدث عند علاج بعض حالات السرطان.
- تكوّن الحصى، سواءً في في المثانة أو الكلى.
- الإصابة بأحد الأمراض المُنتقلة جنسيًّا؛ مثل عدوى الكلاميديا.
- الإصابة بالتهاب الرتوج (Diverticulitis)؛ وهو بروز أكياس صغيرة من جدار الأمعاء الغليظة.
- عوامل أخرى: وهي كما يأتي:
- الإصابة بالقلق.
- تضيّق الإحليل.
دواعي مراجعة الطبيب
عادةً ما يرتبط التبوّل الكثير بمُشكلات أو اضطرابات تستدعي التشخيص الطبيّ والعلاج، رغم أنّها قد تكون أمرًا طبيعيًّا لا يدعو للقلق في حالات أُخرى، ولذا يُوصى بمُراجعة الطبيب في حال تزامن التبوّل الكثير مع واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:
- البول المصحوب بالدّم.
- فُقدان الوزن المُفاجئ.
- زيادة الشهيّة، أو الشعور بالعطش الشديد.
- تأثّر حياة الفرد وأعماله بمُشكلات الجهاز البوليّ.
- الحُمّى أو القشعريرة.
- التقيّؤ.
- مُلاحظ وجود رائحة غريبة للبول.
- تعكّر البول.
- ألم البطن، أو الشعور بألم في جانبيّ الجسم.
- الحاجة للتبوّل أكثر من 3 مرّات ليلًا.
- خروج إفرازات من المهبل أو القضيب.
ملخص المقال
يُعدّ التبوّل الكثير من المُشكلات الشائعة نوعًا ما؛ نظرًا لتعدّد واختلاف الأسباب والعوامل المُرتبطة به، فقد تكون الأسباب عند الأطفال مختلفةً عن البالغين مثلً ا، وقد تكون كثرة التبوّل ناجمًة عن أمر طبيعيّ؛ مثلما يحدث عند الحمل، أو بعد شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل، أو قد تكون ناجمًة عن وجود مُشكلة مرضيّة تستدعي التشخيص والعلاج؛ مثل الإصابة باضطرابات الجهاز البوليّ، أو السكّريّ، أو وجود الحصى في المثانة أو الكلى، وتختلف الأعراض المُصاحبة لهذه المُشكلة تبعًا لاختلاف أسبابها، ولكن في حال تسبّب البول الكثير بالإزعاج للفرد وتعارض مع أنشطته اليوميّة، أو صاحبه أعراض مقلقة، فيجب عندها مُراجعة الطبيب لتحديد أسبابه وعلاجها كما يجب.