علاج غضروف الركبة
كيف يتم علاج غضروف الركبة؟
تتراوح الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج غضروف الركبة المعروف أيضًا بالغضروف الهلالي بين اتخاذ بعض الإجراءات والتدابير المنزلية إلى الخضوع للعمليات الجراحية، ويعتمد الطبيب في تحديد ذلك على العديد من العوامل؛ ومنها ما يأتي:
- عمر المصاب.
- التاريخ المرضي للمصاب وصحته العامة.
- شدة الإصابة.
- مدى قدرة المصاب على تحمل بعض أنواع الأدوية والإجراءات العلاجية.
- طول المدة التي يحتاجها المصاب للشفاء.
- رأي المصاب في الخيار العلاجي.
وفيما يأتي أبرز الطرق والخيارات العلاجية المستخدمة لعلاج وتخفيف أعراض غضروف الركبة :
بروتوكول العلاج الأوليّ
يرتكز بروتوكول العلاج الأولي لتمزق غضروف الركبة على اتباع بعض التدابير المنزلية بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية المسكنة للألم والتي يمكن صرفها بدون وصفة طبية، وفيما يأتي توضيح لكل منهما:
- طريقة رايس: (RICE method) تشمل الراحة (Rest)، وتطبيق الثلج (Ice)، والضغط ( Compression )، والرفع ( Elevation )، وفيما يأتي توضيح كل منها:
- الراحة: وذلك من خلال أخذ قسطٍ كاف من الراحة والتوقف عن أداء النشاط البدني المسبب للإصابة، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر استخدام عكازات لتخفيف الحمل والوزن الزائد على الركبة حتى تتعافى.
- الثلج: وذلك من خلال تطبيق الكمادات الباردة أو لف كيس من الثلج بمنشفة ووضعها على الركبة المصابة بشكل متكرر يوميًا لمدة 15 دقيقة في كل مرة؛ إذ يشار إلى أن الثلج يمكن أن يخفف من الألم والتورم، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم وضع الثلج بشكل مباشر على المنطقة المصابة؛ إذ قد يتسبب ذلك بتلف الأنسجة.
- الضغط: وذلك من خلال لف المنطقة المصابة أو المؤلمة بضمادة مرنة بدون إحكامها بشدة بهدف تقليل التورم والمساعدة على دعم الركبة.
- الرفع: ويتم ذلك من خلال الاستلقاء ووضع وسادات تحت الركبة المصابة لرفعها فوق مستوى القلب؛ إذ يساعد ذلك على تخفيف التورم.
- الأدوية: يمكن أخذ بعض مسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية لصرفها بهدف تخفيف الألم الناجم عن تمزق غضروف الركبة، ومنها: الباراسيتامول، وبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؛ كالآيبوبروفين ( Ibuprofen) والتي يشار إلى أنها قد تساهم أيضًا في تقليل الالتهاب والتورم، ولكن تجدر استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل أخذ أي دواء أو في حال كان الألم شديدًا؛ إذ قد يصف الطبيب أنواعًا أقوى من مسكنات الألم، بالإضافة إلى ضرورة الحرص على قراءة النشرة المرفقة مع الدواء.
حقن الكورتيزون
قد يصف الطبيب في بعض الأحيان أحد أنواع حقن الكورتيزون، والتي تستخدم بشكلٍ رئيسي في حال حدوث التهاب وتورم في الركبة ومصاحبة تمزق غضروف الركبة لالتهاب في المفاصل، ويجدر بالذكر أن هذه الحقن قد تخفف من الألم المصاحب للتمزق بشكل مؤقت إلا أنها غير قادرة على شفاء المصاب من تمزق غضروف الركبة.
العلاج الفيزيائي
في البداية يُقيّم أخصائي العلاج الفيزيائي حالة الركبة ثم يضع برنامجًا فرديًا للمصاب يشمل تمارينًا لإعادة التأهيل بحيث تتناسب هذه التمارين مع نوع التمزق الحاصل، كما يقدم توصيات للمصاب بخصوص برنامج التمرين المقترح، ويشار إلى أن الهدف الرئيسي من هذه التمارين هو المساعدة على تقوية عضلات الركبة والساقين تدريجيًا؛ مما يساهم في زيادة قوة وثبات الركبة فضلًا عن دور هذه التمارين في مساعدة الركبة على استعادة ن طاق حركتها بالكامل.
كما أن العلاج الفيزيائي يساعد على تحضير الركبة للجراحة قبل الخضوع لها، ويساهم في العودة إلى الأنشطة الطبيعية بشكل أسرع بعد الجراحة؛ لذا يعد أداء هذه التمارين جزءًا مهمًا من خطة العلاج المتبعة للتعافي من تمزق غضروف الركبة، ولكن يجدر بالذكر أن اللجوء للعلاج الفيزيائي لا يُعوّض غالبًا عن الجراحة، ونادرًا ما يُلغي الحاجة إلى إجراء الجراحة خاصةً لدى الأشخاص الأصغر سنًا أو الأشخاص غير المصابين بالتهاب المفاصل.
الجراحة
قد يوصي الطبيب المختص باللجوء للجراحة في بعض حالات تمزق غضروف الركبة، وفي العادة يتم إجراء عملية جراحية للركبة تعرف بجراحة الركبة بالمنظار (Arthroscopic knee surgery)، ويتم ذلك من خلال الخضوع لإجراء تنظير مفصل الركبة (Knee arthroscopy)، وخلال هذا الإجراء يدخل الطبيب كاميرا مصغرة في الركبة من خلال إحداث شق صغير فيها، لرؤية الجزء الداخلي من الركبة، وبعد ذلك يتم تحديد موقع الغضروف المصاب وإصلاح الضرر أو إزالته، بناءً على موقع التمزق، ونوع التمزق أو نمطه، وحالة الغضروف المصاب.
تتضمن الحالات والأسباب التي قد يوصي فيها الطبيب باللجوء للجراحة ما يأتي:
- استمرار الشعور بالألم وعدم الاستجابة للخيارات العلاجية الأخرى؛ كالراحة أو العلاج الفيزيائي.
- المعاناة من تقييد في حركة الركبة وعدم القدرة على ثنيها أو تحريكها بشكلٍ سليم.
- لتقليل خطر التعرض لمشاكل المفاصل في المستقبل؛ كالفصال العظمي (Osteoarthritis).
وفيما يأتي بيان لأنواع العمليات الجراحية التي قد يوصي الطبيب بإجرائها لعلاج تمزق غضروف الركبة:
الاستئصال الجزئي للغضروف الهلالي
يعرف الاستئصال الجزئي للغضروف الهلالي (Partial meniscectomy) بأنه إجراء جراحي يتم خلاله استئصال أو قطع الأنسجة التالفة من الغضروف الهلالي مع الحفاظ على باقي الغضروف، ويشار إلى أن هذا الإجراء يسمح في العادة للمصاب بتحمل الوزن على الفور، كما يوفر له نطاق كاملًا من الحركة بعد الجراحة بفترة وجيزة، ولكن في حال كان الغضروف غير قابل للإصلاح؛ فقد تدعو الحاجة إلى كشط ونحت الحواف الممزقة مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من غضروف الركبة.
إصلاح الغضروف الهلالي
في بعض الحالات قد يحاول الطبيب إصلاح واستعادة الشكل الطبيعي لغضروف الركبة مع الحفاظ على أنسجته، وذلك حتى يتمكن من أداء وظيفته المتمثلة بدعم وحماية مفصل الركبة، ويتم ذلك من خلال خياطة الأجزاء الممزقة مع استخدام مجموعة متنوعة من الأجهزة، ويشار إلى أن هذه العملية تتطلب عادةً فترة إعادة تأهيل طويلة تتضمن الخضوع للعلاج الفيزيائي لاستعادة القوة والقدرة على الحركة، بالإضافة إلى استخدام العكازات والدعامات؛ إذ يتم بشكل عام استخدام الدعامة لمدة أسبوعين إلى ستة أسابيع، واستخدام العكازات خلال هذه الفترة كلها أو لفترة من الوقت يحددها الطبيب.
كما يجدر بالذكر أنه خلال هذا الإجراء قد لا تلتئم جميع التمزقات الحاصلة في الغضروف عند محاولة إصلاحها؛ لذا قد يحتاج بعض المصابين إلى الخضوع لجراحة ثانية، وبشكل عام تعتمد الإجراءات المتبعة بعد الجراحة على نوع التمزق، والتقنيات الجراحية التي تم استخدامها، وعوامل أخرى خاصة بحالة المريض، ولكن في الغالب يعود معظم المصابين إلى نمط حياتهم الطبيعية تدريجيًا بعد الجراحة واستكمال العلاج الفيزيائي.
الاستئصال الكامل للغضروف الهلالي
يعرف الاستئصال الكامل للغضروف الهلالي (Total meniscectomy) بأنه إزالة الغضروف الهلالي بشكل كامل وبأنسجته التالفة أيضًا، وبالرغم من أن هذا الإجراء عادةً ما يخفف من الأعراض التي يعاني منها المصاب؛ إلا أنه يقلل من استقرار المفصل والحماية الموفرة له، ولذا لا يفضله معظم المصابين خاصة صغار السن، كما يحاول الأطباء في مثل هذه الحالات اللجوء إلى الاستئصال الجزئي وإزالة أقل قدر ممكن من الغضروف الهلالي؛ إذ يشار إلى أن الاستئصال الكامل للغضروف الهلالي قد يزيد من خطر الإصابة بالفصال العظمي في الركبة.
زراعة الغضروف الهلالي
قد يُلجأ إلى زراعة الغضروف الهلالي في حال تمزقه بالكامل بحيث تدعو الحاجة إلى إزالته، وي تم زراعة الغضروف الهلالي عبر التبرع به من شخص متوفى إلى المصاب، ومن ثم يتم تثبيته في العظم الأصلي للمفصل بواسطة سدادات، وفي العادة يُوصى بإجراء هذه العملية للمصابين الصغار، والذين لا يعانون من التهاب المفاصل في الركبة.
متى يتمكن المصاب من العودة إلى أنشطته المعتادة؟
يجدر استشارة الطبيب قبل ممارسة المصاب بتمزق غضروف الركبة لأي نشاط جديد، وفي حال موافقة الطبيب فإنه يمكن للمصاب أداء بعض الأنشطة بشرط ألا تؤدي إلى تفاقم ألم الركبة أثناء فترة التعافي، وبشكل عام يجدر عدم الاستعجال في العودة إلى ممارسة الأنشطة السابقة والنشاط البدني السابق؛ إذ قد يؤدي استخدام الركبة قبل أن تلتئم بشكلٍ كامل إلى حدوث المزيد من الإصابات، ويشار إلى وجود بعض العلامات التي قد تدل على شفاء غضروف الركبة، والتي تشمل ما يأتي:
- القدرة على ثني الركبة المصابة بشكل كامل وتقويمها دون الشعور بألم.
- عدم الشعور بألم في الركبة المصابة عند المشي، أو الركض، أو العدو السريع، أو القفز.
- اختفاء التورم من منطقة الركبة المصابة.
- امتلاك الركبة المصابة لنفس القوة التي تمتلكها الركبة غير المصابة.
ملخص المقال
يقع غضروف الركبة أو ما يعرف بالغضروف الهلالي بين عظم الفخذ وعظم الساق، ويعمل كوسادة تقوم على امتصاص الصدمات؛ لكن قد يتعرض غضروف الركبة في بعض الأحيان للتمزق أو التلف أثناء ممارسة الأنشطة التي تشكل ضغطًا عليه أو تؤدي إلى تدوير مفصل الركبة، ولذا توجد العديد من الخيارات العلاجية التي تهدف إلى تخفيف الألم والتورم ومنع حدوث المضاعفات، والتي يعتمد الطبيب على العديد من العوامل لاختيار أحدها؛ كعمر المصاب وشدة الإصابة وغيرها، وتتضمن الخيارات العلاجية اتباع بعض التدابير المنزلية وأخذ الأدوية المسكنة للألم، أو حقن الكورتيزون، أو الخضوع للعلاج الفيزيائي، أو التدخل الجراحي في نهاية المطاف، والذي قد يتراوح بين استئصال الغضروف الهلالي بشكل جزئي أو كامل، أو إصلاح الغضروف الهلالي، أو زراعة غضروف جديد، وبشكل عام يُنصح المصاب بعدم أداء أي أنشطة قد تفاقم من حالته خلال فترة التعافي؛ إذ قد يؤدي استخدام الركبة قبل أن تلتئم إلى حدوث المزيد من الإصابات وتفاقم الوضع سوءًا.