علاج تمزق العضلات
الإسعافات الأولية لتمزق العضلات
قد يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة تمزق أو إجهاد العضلات (بالإنجليزية: Muscle strains)، وفي العادة يتم علاج أغلب حالات تمزق العضلات في المنزل، حيث تبعًا لمختبرات مايو كلينك فإنّه يمكن علاج الحالات البسيطة من خلال اتباع بروتوكول RICE الذي سيأتي بيانه تفصيلًا في هذا المقال، وفيما يأتي بيان هذا البروتوكول وغيره من الطرق العلاجية:
بروتوكول RICE
يتضمن البروتوكول العلاجيّ عدة إجراءات تعتمد على الراحة، والثلج، والضغط، والرفع والتي يتم اختصارها بكلمة RICE، وفيما يأتي نوضح إجراءات هذا البروتوكول:
- الرَّاحة (بالإنجليزية: Rest): وذلك من خلال أخذ قسطٍ من الراحة والتوقف عن استخدام العضلات المصابة لعدة أيام، خاصةً إذا كانت الحركة تسبب زيادة الألم، ومن الجدير بالذكر أنَّ الراحة الزائدة قد تسبب حدوث ضعفٍ في العضلات، مما يؤدي إلى تأخير الشفاء، لذلك يجب البدء في استخدام العضلات المصابة بشكلٍ تدريجيّ بعد يومين من التعرض للإصابة، مع ضرورة عدم المبالغة في تحريك العضلات.
- الثَّلج (بالإنجليزية: Ice): حيث يؤدي استخدام الثلج إلى تخفيف الألم والتورُّم، ويتم ذلك من خلال وضع كيس من الثلج على المنطقة المصابة أو استخدام الكمادات الباردة فور التعرض للإصابة لمدة 10 إلى 20 دقيقة، ويتم تكرار ذلك لثلاث مراتٍ أو أكثر في اليوم، ويجب التنويه إلى ضرورة عدم وضع الكمادات الباردة أو الدافئة بشكلٍ مباشر على الجلد، إذ يتم وضع منشفة فوق الكمادات الباردة قبل وضعها على الجلد.
- الضَّغط (بالإنجليزية: Compression): وذلك من خلال لف ضمادة مرنة دون إحكامها بشكلٍ شديد على المنطقة المصابة؛ بهدف تقليل التورُّم، ويُشار إلى ضرورة تجنب لف الضمادة لتصبح ضية؛ فذلك يُسبب انتفاخ المنطقة المصابة، ومن العلامات التي تدل على أنَّ الضمادة ضيقة للغاية: الشعور بالتنميل ، أو الوخز، أو زيادة الألم، أو البرودة، وفي حال الحاجة لاستخدام الضمادة لمدة تزيد عن يومين إلى ثلاثة أيام، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة أكثر خطورة لذلك تجدر مراجعة الطبيب في هذه الحالة.
- الرَّفع (بالإنجليزية: Elevation): وذلك من خلال رفع الجزء المصاب فوق مستوى القلب ، خاصةً خلال فترة الليل إذ يسمح ذلك للجاذبية بالمساعدة على تقليل التورم.
طرقٌ أخرى
توجد بعض طرق الرعاية الذاتية الأخرى التي يُنصح بها، وفيما يأتي توضيح هذه الطرق العلاجية:
- يَنصح بعض الأطباء بتجنب مسكنات الألم (بالإنجليزية: Analgesics)، التي تُعطى دون وصفةٍ طبية، حيث إنّ بعض هذه الأدوية قد يرفع من فرصة حدوث النزيف، وذلك في حال استخدامها خلال أول 48 ساعد بعد إصابة العضلات، ومن الأمثلة على هذه الأدوية الأسبرين ( بالإنجليزية: Aspirin)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين صوديوم (بالإنجليزية: Naproxen sodium)، لذلك خلال أول 48 ساعة من التعرض للإصابة يمكن أخذ البارسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لتخفيف الشعور بالألم.
- يُنصَحُ بوضع كمَّادات دافئة على المنطقة المصابة بعد ثلاثة أيام من الإصابة، وتكرار ذلك لعدة مرات في اليوم، حيث يساعد ذلك على تنشيط الدورة الدموية في المنطقة المصابة وشِفائها بسرعة.
- يُنصح بالمحافظة على اللياقة الجيدة بشكل مناسب دون مبالغة وإجهاد، فإذا كانت العضلات قوية ومرنة فإنّ ذلك يقلل من احتمالية التعرض لتمزق العضلات في المستقبل.
- يُنصح بممارسة تمارين التمدد والإحماء قبل ممارسة الرياضة عند العودة إلى الوضع الطبيعي، حيث يساعد ذلك على زيادة تدفق الدم إلى العضلات وتقليل خطر الإصابة مرة أخرى.
العلاجُ الطبيّ
في حال كانت الأدوية التي تصرف دون وصفةٍ طبية غير كافية لتخفيف الألم، فقد يصف الطبيب أدوية أخرى مثل الأدوية المضادة للالتهابات (بالإنجليزية: Anti-inflammatory medications)، أو مرخيات العضلات (بالإنجليزية: Muscle relaxants)، أو الأدوية المسكنة للألم، وقد يساعد العلاج بالتدليك أيضًا على استرخاء العضلات المصابة، وتحسين مدى حركة الشخص.
العلاج الطبيعيّ وتمارين التعافي
في حال كانت إصابة العضلات شديدة فقد يحتاج الشخص إلى الرعاية الطبية، بالإضافة إلى ذلك قد يُوصى بالعلاج الطبيعيّ (بالإنجليزية: Physical therapy)، وقد يُوصى بممارسة بعض التمارين في المنزل للمساعدة على الشفاء، وتُعرف هذه التمارين بتمارين التعافي (بالإنجليزية: Recovery exercises)، ومن الضروريّ استشارة الطبيب قبل القيام بها، وذلك لأنَّ تعريض العضلات المصابة للإجهاد المفرط قد يسبب المزيد من الضرر، وعندما يسمح الطبيب بممارسة التمارين الرياضية بانتظام بعد التعافي من الإصابة، فيمكن الاستفادة من ممارسة تمارين التمدد أو الإطالة (بالإنجليزية: Stretching exercises) لعلاج تمزق العضلات، ويجب على الشخص المصاب عدم القيام بهذه التمارين إلى الحد الذي يسبب الشعور بالانزعاج والألم، وتعتمد التمارين التي يمكن القيام بها على المنطقة المصابة، مع ضرورة تكرار تمارين التمدد لمرتين أو ثلاث مرات، وفيما يأتي نوضح بعض الأمثلة على تمارين التمدد:
- تمارين تمدد أوتار الركبة: حيث يتم إجراء تمارين تمدد أوتار الركبة (بالإنجليزية: Hamstring stretch) لأنَّ أوتار الركبة الضيقة قد تجعل المشي والجري أمرًا صعبًا، وقد تزيد من خطر التعرض للإصابة، لذلك يُنصح بإجراء هذه التمارين، ويتم ذلك من خلال الوقوف مع مباعدة القدمين بمقدار عرض الورك، والانحناء إلى الأمام من منطقة الخصر، ويجب أن يكون هناك تمدد خفيف على طول الجزء الخلفي من الساقين.
- تمارين تمدد الحوض: (بالإنجليزية: Hip flexor stretch)، حيث تُجرى هذه التمارين في حال كانت عضلة الحوض مجهدة، ويم ذلك من خلال الاستلقاء على الظهر وسحب الركبة اليمنى إلى الصدر، مع المحافظة على هذه الوضعية لمدة 10 إلى 15 ثانية قبل فرد الساق مرة أخرى، ويتم تكرار الخطوات السابقة مع الساق اليسرى، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بتمدد في أعلى الفخذ والوركين أيضًا.
- تمارين شد الرقبة: (بالإنجليزية: Neck stretches)؛ حيث تُجرى هذه التمارين في حال كانت عضلة الرقبة مصابة، ويتم ذلك من خلال إمالة الرأس للأمام حتى يتم لمس الذقن بالصدر، ومن ثم إمالة الرأس أولاً إلى اليسار ثم إلى اليمين، حتى تلمس الأذن الكتف.
الجراحة وحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية
قد يؤدي التعرض إلى إصابات العضلات الشديدة إلى إضعاف وظيفة العضلات، مما قد يستدعي الحاجة إلى التدخل الجراحيّ، خصوصًا للأشخاص الرياضيين، الذين يجب أن يكونوا قادرين على الجري أو أن يكونوا رشيقين بما يكفي للمشاركة في الأنشطة الرياضة المختلفة، وقد تساعد حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelet-rich plasma injections) واختصارًا PRP على تسريع عملية تجديد الأنسجة العضلية التالفة، حيث يتم ذلك من خلال استخدام حقن مُركزة من الصفائح الدموية الخاصة بالمريض لتسريع التئام العضلات المصابة، أي أنَّ حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية تستخدم نظام المناعة الخاص بالشخص المعنيّ لتحسين مشاكل الجهاز العضلي الهيكليّ له.
دواعي مراجعة الطبيب
في العادة تكون الخيارات المنزليّة كافية في حال كانت إصابة العضلات تتراوح بين الخفيفة والمعتدلة، ولكن تجدر مراجعة الطبيب في حال حدوث أيّ مما يأتي:
- استمرار الشعور الألم بعد مرور أسبوع على الإصابة.
- عدم القدرة على تحريك الذراعين أو الساقين.
- حدوث نزيف في مكان الإصابة.
- عدم القدرة على المشي.
- الشعور بالتنميل في المنطقة المصابة.