عصور الأدب الأندلسي
عصور الأدب الأندلسي
انقسمَ العصر الأندلسيّ إلى عصور أدبيّة مختلفة، تميّزت كلّ منها بطابعٍ خاصّ، وفيما يأتي توضيح لأهم هذه العصور وحال الأدب فيها.
الشعر الأندلسي في عصر الولاة
في هذا العصر كان اهتمام الناس متركّز ومنصبّ بشكل تام على الفتوحات، لذا لم يكن هنالك اهتمام بالشعر والأدب إلا الشيء القليل، فنجد أسماء قليلة ممّن نظموا الشعر في عصر الولاة مثل: أبي الأجرب جعون بن الصمة وأبي الخطار حسام بن ضرار الذي أتى على الأندلس واليًا سنة 125 هجريّة.
الشعر الأندلسي في عصر الإمارة
وفي هذا العصر نجد الشعر انتعش وازدهر، وكان العدد الأكبر من شعراء هذا العصر هم أمراء أمويّون، فنجد عبد الرحمن الداخل ينظم شعر في غاية الرقة والقوة في الوقت ذاته، ويكتب في الموضوعات الشعرية كلها، إلا أنه برز ولمع في موضوع الفخر والحنين، أمّا ممن نظموا الشعر من العامة يحيى بن حكم، ويمكن تصنيف شعره في ثلاث مراحل وهي كالآتي:
- مرحلة الشباب
ركزت هذه المرحلة على في موضوعات الغزل وما يتصل بذلك.
- المرحلة الثانية
هي مرحلة التعقل والحكمة والأناة وتميل إلى موضوعات النقد الاجتماعي.
- المرحلة الثالثة
وهي مرحلة الزهد التي تركز على الموت والفناء.
الشعر الأندلسي في عصر الخلافة
ظهر ابن عبد ربه في هذا العصر الذي أبهر كل من سمع مدائحه، وظهر أيضًا مجموعة من الشعراء ومنهم: ابن الهاني الألبيري والزبيدي وجعفر بن عثمان المصحفي و ابن دراج القسطلي وابن الفرج الجياني.
نظم ابن عبد ربه في الأغراض الشعرية المتداولة الشائعة، ولما كبر وبلغ به العمر، نظَمَ الممحصات، وهي قصائد نقض فيها كل ما قاله وآمن به في الصبا، فأصبحت أشعاره كلها قائمة على الزهد والمواعظ والتخفف من الحياة الدنيا.
واستخدم الحكم المستنصر المصحفي في الكتابة، فهو الحاجب الشاعر الذي أسرته الطبيعة، وكان مأخوذً بها وينعكس ذلك على وصفه لها في شعره، وللمصحفي أشعار يتذمر فيها من الزمان، بينما اختص الجياني في الكتابة والتاريخ، وكان له بعض أشعار قليلة في الغزل العذري العفيف.
الشعر الأندلسي في عصر ملوك الطوائف
تعرض الشعراء في هذا العصر للنفي والسّجن، وتحولت وتغيرت منازل ومكانة الشعراء، فمنهم من كان في مكانة مرموقة قديرة ثم أصبح في أقل مكانة، وشعراء ارتفع شأنهم وقدرهم لمدحهم للحاكم، وبالرغم من كل هذه الأحداث الدامية، إلا أن الشعراء نظموا الكثير من القصائد، وعُدّت هذه القصائد من أهم قصائد العصر الأندلسي.
ومن الطرق التي لجأ إليها الشعراء لتصبير أنفسهم تذكُّرُ الماضي واستحضاره المفارق بكلّ المقاييس لما يعيشونه في هذا العصر، ومن ناحية البيئة، فلا شك أن وجودهم وسط طبيعة الأندلس الساحرة والخلابة أثّرت أيّما تأثير على شعرهم، فكانت ألفاظهم رقيقة وعذبة وجميلة، واستخدموا الشعراء كل ما يحقق ويدعم موسيقى الصوت كفنون البديع.