نبذة عن جمال الدين الأفغاني
تعريف بجمال الدين الأفغاني
سيد جمال الدين الأفغاني المولود في شهر آب عام 1838 في أسد أباد، هو مفكر وناشط سياسي وأحد رواد النهضة الإسلامية ومدرسة الإصلاح والتجديد، درس كل من الشريعة و الصوفية ، وكان عالمًا باللغة العربية، إضافةً إلى العديد من المجالات الأخرى، مثل: المنطق والفلسفة والرياضيات.
أثبتت الوثائق أنّه حصل على تعليمه في منطقة بحر قزوين وطهران، ثم انتقل إلى كربلاء والنجف، ويروي بعض طلابه أنّه تلقى تعليمه الديني في أفغانستان، وقد أمضى حياته في التنقل بين عدة دول، مثل: الهند وأفغانستان ومصر وباريس ولندن.
جدير بالذكر أنّه أقام في مصر لفترة سمحت له بنشر أفكاره التي تدعو إلى التجديد في الفكر الإسلامي ، وذلك من خلال الدروس والمحاضرات التي كان يُقدمها، وأُطلق عليه لقب رجل الشرق الحكيم، كما لقبه البعض بالسيد.
حياة جمال الدين الأفغاني
قضى جمال الدين الأفغاني معظم حياته متنقلًا بين البلدان، فلم يستقر في بلدة واحدة لفترة طويلة سوى في مصر، إذ أقام فيها لمدة ثماني سنوات، وكان في هذه الفترة يعمل في السياسة و الصحافة والعلوم، كما ألقى العديد من المحاضرات والدروس، واستطاع جذب العديد من الطلاب والمفكرين، مثل: محمد عبده الذي يُعرف باسم الشيخ إمام، و سعد باشا زغلول ، وتميز نشاط الأفغاني السياسي بتركيزه على الاستعمار البريطاني.
أقام جمال الدين الأفغاني في أفغانستان منذ عام 1866م وأصبح مستشارًا للخان بعد عام، وعندما حصل تغيير للحكام انتقل الأفغاني من أفغانستان إلى إسطنبول، ثم بعدها القاهرة عام 1871م، وفي عام 1879م تم ترحيله من مصر، لينتقل بعد ذلك إلى باريس، وهناك بدأ الأفغاني مسيرته في الدفاع عن الدين الإسلامي في وجه الهيمنة الأوروبية.
خلال تواجده في روسيا في الفترة من (1887-1889) م، عمل جمال الدين محرضًا مناهضًا لبريطانيا، وقد انتقل من روسيا إلى إيران، والتي تم أيضًا ترحيله منها في عام 1892م، وتُوفي في إسطنبول عام 1897 بسرطان الفم.
أعمال جمال الدين الأفغاني
من أعمال جمال الدين الأفغاني ما يأتي:
- الكتب
مثل: كتاب (الرد على الدهريين)، الذي كتبه باللغة الفارسية خلال الفترة التي أقام فيها في حيدر أباد، وكتاب (تتمة البيان في تاريخ الأفغان)، الذي تمت طباعته في مصر.
- الصحافة
كان لجمال الدين الأفغاني الكثير من الأعمال الصحفية، إذ كان ناشطًا في عدد كبير من الصحف في مصر وروسيا، إضافةً إلى مجلة العروة الوثقى التي عمل فيها محررًا للمقالات مع محمد عبده، وصحيفة ضياء الخافقين في لندن.
- السياسة
استند مشروعه الذي عمل على تطويره على المحاضرات والمقالات القصيرة المنشورة في الصحف، إضافةً إلى فكرة إيجاد تسوية مؤقتة بين الثقافة الإسلامية التقليدية والتحديات التي تُواجهها من قِبل الغرب سواء العلمية أو الفلسفية، كما أنّ دعوته إلى تحقيق استقلالية الدول الإسلامية كانت عاملًا من العوامل الرئيسية التي أدت إلى تطور مفهوم القومية الإسلامية.
أفكار جمال الدين الأفغاني
تبنى جمال الدين الأفغاني مجموعة من الأفكار التي طرحها ودافع عنها، ومن هذه الأفكار إيمانه بأنّ للعلم أهميةً كبيرةً في تحقيق نهضة الدول الإسلامية والصعود بها من الضعف إلى القمة، للوصول بها إلى مستوى الأمم المتقدمة ليُصبح ذا شأن عظيم، كما اقترح فكرة إنشاء جامعة تضم دول الشرق لتقودهم ضد الاستعمار، وخاصةً ضد الاستعمار البريطاني.
انقسم المحللون إلى قسمين، أحدهم يرى أنّ الأفغاني كان يقصد إقامة جامعة للدول الإسلامية فقط، أما القسم الآخر فيرى أنه كان يقصد إقامة جامعة تشمل جميع دول الشرق الأوسط التي كانت واقعةً تحت أيدي الاستعمار الغربي، إذ كان يقول: "بالضغط والتضييق تلتحم الأجزاء المبعثرة، والأزمة تلد الهمة".