عذاب قوم ثمود
عذاب قوم ثمود
قام قوم ثمود بقتل الناقة التي أرسلها الله -تعالى- آيةً لهم ودليل على بطلان عبادة الأصنام، ولم يصغوا لتحذير نبيهم الذي وعدهم بالعذاب إذا قاموا بقتل الناقة، وعندما علم النبي صالح -عليه السلام- غضب كثيراً، ووعدهم بحلول العذاب عليهم بعد ثلاثة أيام، قال -تعالى-: (فَعَقَروها فَقالَ تَمَتَّعوا في دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذوبٍ).
ومرت ثلاثة أيام على الكافرين من قوم صالح، وهم يهزؤون من العذاب وينتظرون، وفي فجر اليوم الرابع: انشقت السماء بصيحة جبارة واحدة، وأهلكت الصيحة الجبال؛ فهلك فيها كل شيء حي، وما هي إلا صرخة واحدة لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجيء حتى كان كفار قوم صالح قد صعقوا جميعاً صعقة واحدة، أما الذين آمنوا بسيدنا صالح، فكانوا قد غادروا المكان مع نبيهم ونجوا.
التعريف بقوم ثمود
قوم ثمود قبيلة من القبائل العربية، التي كانت تعبد الأصنام، وترجع في أصولها إلى أولاد سام بن نوح، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى أحد أجدادها، وهو ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح، وأرسل الله -عز وجل- لهم نبياً من قومهم، وهو سيدنا صالح الذي ينتمي إلى قبيلة ثمود، لكي يدعوهم إلى عبادة الله -عز وجل-، قال -تعالى-: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ).
ولكن قوم ثمود لم يصغوا لدعوة نبيهم صالح -عليه السلام-، وأخذوا يتهمونه بالكذب وأنه يتهم آلهتهم بأنها بلا قيمة، وهو ينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله وحده، فكانت لدعوته صدى كبير وهزت كبيرهم وصغيرهم، وكان صالح معروفاً بالحكمة والنقاء والخير.
وكان لنبي الله صالح مكانة مرموقة بين أقرانه، وكان يحظى باحترام الكبير والصغير قبل أن يُوحي الله إليه، ويرسله بالدعوة إليهم، حيث قالوا له كما ذكر بالقرآن الكريم: (قالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)، هذا ردهم على دعوة نبيهم الذي أرد لهم الخير.
معجزة قوم ثمود
كذب قوم ثمود دعوة ورسالة نبي الله صالح الذي كان يُعرف بصدقة وحكمته بينهم، ولكن عندما دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام كذبوه، وطالبوه بمعجزة تثبت أنه نبيٌّ من عند الله، فأرسل الله -تعالى- إليهم معجزة خرجت من الصخر الذي كانوا يصنعون بيوتهم منه، حيث عُرف عن قوم ثمود باستخدام الصخر في البناء، وكانوا أقوياء قد فتح الله عليهم ورزقهم من كل شيء.
والمعجزة التي أرسلها الله لهم ناقة خرجت من صخرة من جبل بعد أن انشقت، لتكون معجزة قوية يصدقونها، وهذه الناقة التي ولدت بغير الطريقة المعروفة، جعلت قوم ثمود يندهشون، وكان حليبها يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال.
وطلب منهم نبي الله أن يتركوها تأكل من الأرض، وألا يمسها أحد بسوء، ومن يفعل ذلك سوف يلاقي عذاباً أليماً، هذا ما كان واضحاً في الآية الكريمة، التي تروي قصة معجزة نبي الله صالح، قال -تعالى-: (وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ).