فضل قراءة سورة الحج
فضل قراءة سورة الحج
لم يرد في الأحاديث بيانٌ أنّ لسورة الحج ميزةٌ أو فضلٌ في قراءتها عن غيرها، وإنّما فضلها يكون كفضل قراءة القُرآن ، وورد في بعض الأحاديث أنّها تتميز عن غيرها من السور بأنّها السورة الوحيدة التي تحتوي على سجدتين، وورد ذلك في الحديث: (عن ابنِ عبَّاسٍ قال: فُضلتُ سورةُ الحجِّ على القرآنِ بسَجدتينِ). وروي عن عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه صلّى بالناس وقرأ بهم سورة الحج، وقال لهم: "إنّ هذه السورة فضلت على القرآن بسجدتين"، وعندما يبدأ الإنسان بها بالبسملة فهي توجب الهيبة والغيبة، والأُنس والقُرب من الله -تعالى-، وفي ذلك إغاظةٌ للكافرين.
التعريف بسورة الحج
تاريخ نزول السورة وآياتها
تُعدُ سورة الحج من السور المدنيّة، وعددُ آياتها ثمانٍ وسبعون آية، وجاء عن ابن المُنذر عن قتادة أنها نزلت في المدينة سوى أربع آياتٍ منها مكيات، وهي السورة الثانيّة والعشرون من حيث الرسم القُرآني، والسورة الثالثة من المجموعة الثالثة من قسم المئين. وورد عن ابن عباس أن سورة الحج من السور المكيّة إلّا ثلاثُ آياتٍ منها، وهي من الآية التاسعة عشر إلى الآية الثانية والعشرون منها، وجاء عن قتادة أنها مدنيّة إلا ثلاثُ آياتٍ منها، وهي من الآية الثانية والخمسون إلى الآية الخامسة والخمسون، وجاء عن ابن الزُّبير أنها مدنية، وقال الجمهور هذه السورة بعضها مكيّ وبعضها مدنيّ وهي مختلطة؛ أي لا يُعرف المكيُّ بعينه، والمدنيُّ بعينه، قَال ابن عطية: وهو الأصحُّ.
اسمها ووجه تسميتها
وسُمّيت بهذا الاسم؛ لما ذُكر فيها من بعض مناسك الحج ، وعددُ آياتها أربع وسبعون آية على العد الشامي، وخمس وسبعون آية على العد البصري، وست وسبعون آية على العد المدني، واختلاف العد هو للاختلاف في أماكن الوقوف على رؤوس الآية، وذكر بعضُ أهل التفسير أنها مُشتركةٌ بين المكي والمدنيّ؛ فمثلاً آيات الجهاد والإذن به مدنية؛ لأن الإذن به كان بعد الهجرة، للدفاع عن العقيدة، وحماية المؤمنين من أذى المُشركين، وتوفير حُرية العبادة لهم، وسُمّيت بهذا الاسم في عهد النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وسببُ تسميتها بهذا الاسم؛ لأن الله -تعالى- ذكر فيها أمره لنبيه إبراهيم -عليه السلام- بالدعوة إلى بيت الله الحرام للحج.
موضوعات سورة الحج ومقاصدها
بدأ الله تعالى سورة الحج بذكره لأهوال يوم القيامة ؛ حيثُ تقوم المُرضعة بنسيان رضيعها، وأمر الله تعالى عباده فيها بالتقوى، وورد فيها ما سيُصيب الناس من الخوف والفزع يوم القيامة، حتى يكونوا كالسُكارى من شدة الهول والعذاب. كما أنها ذكرت دلائل قُدرة الله على البعث، ومُحاسبته للناس، وإنذار الكافرين، وبُشرى للمؤمنين، وتوبيخ من يصدُ عن المسجد الحرام، وبيان الصلة بين إبراهيم -عليه السلام- والحج، وذكرها لبعض مناسك الحج، وتقريرها حق المؤمنين في الدِفاع عن أنفُسهم، وأن سعادة المُجتمع والتمكين للمُسلمين يكون على أساس قويم من صلاة وزكاة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وفيها تقرير نسبة العرب إلى أبيهم إبراهيم -عليه السلام-، وميزتهم على غيرهم، وذكرت طمأنة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وما سيقع بالمُكذبين كما حصل في الأُمم السابقة.
وناقشت السورة موضوعات التوحيد والتخويف من الساعة، وإثبات البعث وإنكار الشّرك، ومشاهد القيامة، وآيات الله المبثوثة في صفحات الكون، وحماية الشعائر، والوعد بنصر الله لمن يقع عليه البغي وهو يردّ العدوان، والأمر بالجهاد في سبيل الله ، وأمّا موضوعاتها على سبيل الإجمال، فهي؛ الوصية بالتقوى والطاعة ، وبيان هول الساعة وزلزلة القيامة، والدليل على إثبات الحشر والنشر، وجدال أهل الباطل مع أهل الحق، وذمّ أهل النفاق وعبادة الأوثان، ومدح المؤمنين وبيان رعاية الله لرسوله، وإهلاك الله -تعالى- للقُرى بسبب ظُلمها.