فوائد مربى التين
هل مربى التين مفيد للصحة
يحتوي المربى بشكل عام على مادّةٍ تُسمّى البكتين (بالإنجليزية: Pectin)، والتي تمتلك خصائصَ البريبيوتيك (بالإنجليزيّة: Prebiotic)؛ وهي المواد التي تُغذّي البكتيريا النافعة في الأمعاء وتُحفّزها على النمو، وبالتالي فإنّها قد تحسّن صحة الأمعاء، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّه وخلال عمليَّة طهي المربى قد يَنخفض محتواه من بعض العناصر الغذائيَّة الحساسة للحرارة مثل فيتامين ج .
وقد أشارت دراسةٌ مخبرية نُشرَت في مجلة Progressive Horticulture عام 2015، إلى انخفاض محتوى المربى من مركبات الفينول (بالإنجليزية: Phenolics)، والفلافونويد (بالإنجليزيَّة: Flavonoid)، والأنثوسيانين (بالإنجليزية: Anthocyanins) أثناء تحضير المربى، ممَّا قد يُخفّض من الخصائص المضادة للأكسدة في المربى، كما لُوحِظ في الدراسة أيضاً انخفاضٌ في محتوى المربى من المركبات الحيوية كلّما ارتفعت درجة الحرارة أثناء التخزين، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ نسبة الانخفاض في هذه المركبات تختلف باختلاف مكونات المربى، وطريقة تحضيره، وتخزينه.
وعلى الرغم من بعض الفوائد التي يوفرها مربى التين؛ إلّا أنّه يُعدُّ من المنتجات العالية بالسكر، وقد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى زيادة الوزن ، وتسوس الأسنان، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني؛ ولذلك يُنصَح بتقليل تناول المنتجات التي تحتوي على كمية عالية من السكر المُضاف، كالمربى؛ إذ إنّ تناولها بدلاً من تناول الأطعمة من المجموعات الغذائية الخمس قد يؤدي إلى التقليل من استهلاك العناصر الغذائية المهمَّة لصحّة الجسم، وزيادة كمية السعرات الحرارية في النظام الغذائي.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة الانتباه إلى قائمة المحتويات الموجودة على المنتجات أثناء اختيار الأطعمة المغلفة مثل حبوب الإفطار والمربى؛ للتأكد من أنَّ السكر موجود في آخر قائمة المحتويات، حيث تُرتّب المكونات فيها من الأعلى وزناً إلى الأقل، وقد يُعبَّر عن السكر أيضاً بالفركتوز (بالإنجليزية: Fructose)، أو الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose)، أو السكروز (بالإنجليزية: Sucrose)، أو شراب الذرة عالي الفركتوز (بالإنجليزية: Fructose Corn Syrup).
كما يجب مراجعة بطاقة الحقائق الغذائية (بالإنجليزية: Nutrition Facts)، لمعرفة محتوى المنتج من السكر، ويُصنَّف المُنتَج على أنَّه عالٍ بالسكَّر إذا كان إجمالي السكر فيه أكثر من 22.5 غراماً لكل 100 غرامٍ من المنتج، ومنخفضٌ إذا كان إجمالي السكر فيها 5 غرامات أو أقل لكل 100 غرامٍ، ومتوسطٌ إذا كان إجمالي السكر فيه بين هاتين القيمَتَين.
القيمة الغذائية لمربى التين
تختلف القيمة الغذائيَّة لمربى التين تبعاً لطريقة تصنيعه ومكوناته، وفي حال كان المربى يحتوي على ثمار التين بنسبة 80%، مضافٌ لها بعض السكر، والبكتين، فإنَّ العناصرَ الغذائيَّة الموجودة في 100 غرامٍ منه موضّحة في الجدول الآتي:
العنصر الغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
السعرات الحرارية | 217 سعرةً حراريةً |
البروتين | 1.67 غرام |
الكربوهيدرات | 50 غراماً |
السكر | 43.33 غراماً |
الكالسيوم | 67 مليغراماً |
الحديد | 1.2 مليغرام |
بديل صحي للمربى
يحتوي المربى عادةً على كميَّةٍ كبيرة من السكر المُضاف أو المحليات الصناعيَّة، ممّا يجعل تناوله مع خبز التوست على الفطور مثلاً خياراً غير صحيّ، لذلك يُفضَّل دهن الخبز بالفواكه المهروسة بدلاً من المربى؛ فالفواكه المهروسة توفّر نفس المذاق الحلو في المربى تقريباً ولكنها خالية من الإضافات الصناعية وبسعراتٍ حراريّةٍ أقلّ.
ويُمكن تحضير بديلٍ عن المربى بنقع حوالي 20 غراماً من بذور الشيا في 4 ملاعق كبيرة من الماء، ثمّ خلطها مع 150 غراماً من الفواكه المُفضّلة؛ كالتوت أو الكرز، ثمَّ وضعها في وعاء مُغطى في الثلاجة، حيث تُزوّد البذورُ خليطَ الفواكه بالبروتين دون السكرياتٍ المُضافةٍ الموجودة في المربى، وتعطيها قواماً مشابهاً لقوام المربى.
لمحة عامة حول التين
يَنتمي التين إلى الفصيلة التوتيَّة (الإسم العلميّ: Moraceae)، والتي تُعَدُّ إحدى أكبر فصائل النباتات الزهريَّة (بالإنجليزية: Angiosperms)، حيث تضمُّ أكثر من 800 نوعٍ من الأشجار والشُجيرات، ويرجع الموطن الأصليّ لشجرة التين إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وجنوب غرب آسيا، وهي من أوائل النباتات التي زرعها الإنسان، ويُستَخدَم التين الطازج أو المُجفَّف في صناعة المُربى، وحلوى الجيلي، وبعض أنواع الحلويات، وغيرها من الأطباق.
الفوائد العامة للتين الطازج
يُعدّ التين بشكل عام من الفواكه المغذيَّة، ويمكن تناوله طازجاً أو مُجففاً، ويُزوّد التينُ الجسمَ بكميّةٍ جيّدةٍ من الكالسيوم والألياف؛ وقد تساعد الألياف على تحسين صحة الجهاز الهضميّ كونها تُليّن البراز وتُشكّل كتلةً لتسهيل مروره؛ ممَّا قد يُخفف الإمساك، كما أنَّها تعزز البكتيريا النافعة في الأمعاء.
ويحتوي التين أيضاً على كميَّاتٍ صغيرة ومتنوعة من العناصر الغذائية المختلفة؛ لكنّه غني تحديداً بالنحاس الذي يلعب دوراً أساسياً في العديد من العمليات في الجسم؛ كالأيض وإنتاج الطاقة، وتكوين خلايا الدم والأنسجة الضامة والنواقل العصبية، وغنيّ أيضاً بفيتامين ب6؛ الذي يعدُّ ضرورياً في تحليل البروتينات الغذائية وتكوين بروتينات جديدة، كما أنَّه يلعب دوراً مهماً في صحة الدماغ.
ويُعدُّ تناول كميّاتٍ قليلةٍ من التين وجبةً خفيفةً منخفضةً بالسعرات الحراريَّة؛ حيث يحتوي التين الطازج على سكر طبيعي يزوّد الجسم ببعض السعرات الحرارية، إلَّا أنَّ تجفيف التين يؤدي إلى تركُّز السكر فيه؛ لذلك يُعدّ التين المجفف غنياً بالسكر والسعرات الحرارية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ قوة الخصائص المضادة للأكسدة في التين ترتبط بكميّة المركبات الفينولية فيه، وتكمن أهمية مضادات الأكسدة في أنّها قد تُساعد على تقليل تلف الخلايا والإجهاد التأكسدي (بالإنجليزية: Oxidative Stress) الناتج عن الجذور الحرة (بالإنجليزية: Free Radicals)، وقد تكون هذه الجذور الحرة سموم بيئيَّة يتعرض لها الإنسان نتيجة تلوث الهواء أو التدخين، كما يُمكن أن تتكوّن داخل جسم الإنسان.
للاطّلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد التين يمكن قراءة مقال ما هي فوائد التين