قصة سيل العرم للأطفال
قصة بناء قوم سبأ للسد
هو سد عظيم يقع في قرية من قرى اليمن في مدينة سبأ، كانت قبائل اليمن قد اتفقت حينها على بناء هذا السدّ، وقيل إنّهم استمروا في بنائه سنة كاملة، وحين انتهوا من بنائه وأحاطوه بالنحاس، أنعم الله -تعالى- عليهم بأن ملأه بالماء، فتحكموا في هذا السد وفق ما يحتاجون، فكان السد خير مورد للماء لهم، وقد عرف هذا السد باسم سد مأرب.
الرفاه الذي عاشه قوم سبأ
قال -تعالى-: (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)،وصفت الآية الكريمة النعم الّتي أنعمها الله -تعالى- على أهل قرية سبأ؛ فقد أُعطوا من النعم ما لم يؤت أحداً من أهل زمانهم، وفي الجنّتين الوارد ذكرهما في الآية الكريمة دلالة على الثمر الوفير المتنوّع والماء الوراد من مسيرة عشرة أيّام ليستقر في سدّهم سدّ مأرب.
وفي وصف الجنّتين فقد قيل إن الشخص كان إذا دخل أحد البستانيْن العظيميْن فيسير فيهن ويحمل ما يجمع به الثمار، فما إن يصل آخر البستان حتى تمتلئ جعبته بالثمار دون أن يحرّك يده بالقطف، وهذا دلالة على كثرة الثمار وتزاحمها في البستان.
إعراض قوم سبأ عن الإيمان
قال -تعالى-: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ).
اغترّ أهل القرية بما لديهم من نعم وظنّوا انّهم أفلحوا بمهارتهم لا بفضل الله -تعالى-، فكذّبوا من أرسل إليهم من الأنبياء، وقيل إن الله -تعالى- قد بعث لهم ثلاث عشرة رسولًا وكلّهم كُذّبوا، وأعرض أهل القرية عن شكر الله -تعالى- على نعمه الجزيلة الّتي أنعمها عليهم، حتّى أنهم أنكروا أن الفضل لله -تعالى- في ما هم في من النعم ونسبوا الفضل لأنفسهم ولذكائهم.
عقاب الله لهم بانهيار السد وحدوث السيل
كانت عاقبة أهل قرية سبأ أن أرسل الله -تعالى- عليهم جرذًا نقب السد الّذي بنوه وهدمه، السد الّذي كان سببًا لوفرة العيش التي عاشوا في ظلّها، فدخل الماء الذي كان من المفترض أن يدخل إلى السد إلى الجنّتيْن، فأغرقهما، وانهار السد على بيوتهم، فأبدل الله الجنّتيْن ذواتا الخير الكثير، بجنّتيْن لا خير فيهما ولا فائدة.
ما يستفاد من قصة سيل العرم
فيما يأتي بعض الأمور المستفادة من قصة قوم سبأ وسدّهم الّذي بنوه:
- بالشكر تدوم النعم، وبالإعراض عن الله -تعالى- تزول النعم، لذا يحرص المسلم على تأدية حق الله -تعالى- في شكره على نعمه الّتي لا تعد ولا تحصى.
- يدرك المسلم أن ما لديه رغد العيش والرزق الوفير هو من عند الله -تعالى- لا بفضل قدراته العقلية والجسديّة.
الخلاصة: يستفاد مما سبق أنّ المسلم إذا داوم على أداء حق الله -تعالى- في شكره على النعم، ولم يغترّ أو يتكبر بما لديه من أسباب رغد العيش، نال بذلك السعة في النعمة والرضا في الآخرة.