عادات وتقاليد حضارة المايا
عادات وتقاليد حضارة المايا
كانت حضارة المايا (Maya Civilization) واحدة من أكثر الحضارات التي شهدت تجمعاً سكانياً كبيراً في أمريكا الوسطى، ويبدو أنها كانت من أكثر الحضارات أمنًا من غزوات شعوب المنطقة الأخرى، وهو الأمر الذي انعكس عليها فشهدت ازدهاراً وتطوراً كبيرين لم تشهده باقي التجمعات البشرية الأخرى.
أما أهم العادات والتقاليد التي سادت هذه الحضارة فقد كانت على النحو الآتي:
الصلاة والدين
كان شعب المايا حريصًا على أداء جميع الطقوس الدينية من عبادة وصلاة وتضحية، ويبدو أن أغلب مظاهر حياتهم كانت تدور حول تلك الطقوس والعادات الدينية، التي يتولى إدارتها الكهنة، كما كان يُشارك فيها أفراد من العائلة المالكة، وفي هذه الاحتفالات الدينية كان الناس يقومون بالرقص والغناء، وارتداء أفضل الملابس.
الاعتقادات الفكرية
كان شعب المايا يعتقد أن السماء مكونة من عدة طبقات، وهذه الطبقات مدعومة بأربعة أشجار مختلفة الأنواع والألوان، كما كانوا يعتقدون أن الأرض المسطحة هي عبارة عن ظهر تمساح كبير الحجم، كما كانوا يعتقدون بضرورة التضحية بالدم لبقاء الناس والآلهة بأمان.
الفنون والثقافة
شهدت هذه الحضارة بناء العديد من المعابد والقصور بشكل هرمي ومتدرج، كما تم تزينها بالعديد من النقوش المتقنة الرسم، كما حققت تطوراً ملحوظاً في مجال الرياضيات، حيث استخدموا الصفر في العمليات الحسابية، كما برعوا في علم الفلك وطوروا أنظمة تقويم تعتمد على وجود 365 يوم.
دراسة السماء ومتابعة الأرصاد
اهتم شعب المايا بعلوم الفلك كثيرًا، حيث كانت لديهم مراصد خاصة يدرسون من خلالها السماء، ويتابعون حركة الشمس والقمر وكذلك الكواكب، وكانوا يستخدمون علم الفلك من أجل تحديد موعد بعض الأحداث المهمة لديهم، فضلًا عن تحديد مواعيد الاحتفالات الرسمية.
التعليم
كان التعليم مقتصرًا على القلة من شعب المايا فقط، ومن هؤلاء الكهنة، والمحاربين، والقادة، وهؤلاء أغلبهم ينتمون إلى طبقة النبلاء، أما عامة الناس من البسطاء والفقراء فلم يكن لهم القدرة على التعلم بطريقة رسمية، لذلك كان كبار السن يقومون بمهمة تدريس الصغار في المنزل، ويتضمن ذلك تعليمهم بعض الطقوس، والمهارات اليومية مثل الزراعة والصيد، كما ويتم تعريفهم ببعض الأساطير التي كانت شائعة لدى شعب المايا.
الحليّ والمجوهرات
يبدو أن شعب المايا أحب صناعة الحلي والمجوهرات وارتدائها بشكل كبير، حيث كان يرتديها الرجال والنساء على حد سواء، ومن الحلي التي برعوا في صناعتها الأساور، والقلائد، وأقراط الأذن، ويشار إلى أنّ الشخص الذي كان يرتدي عدداً أكبر من الحلي تكون أهميته وقيمته بين الناس أكثر، وكانت هذه الحلي في الغالب تُصنع من مادة الذهب واليشم.
الملابس الفاخرة
كان شعب المايا يرتدي الملابس بناءً على الحالة الاجتماعية التي يتمتع به الفرد، وعلى هذا الأساس فمن كان يتمتع بمنزلة مرموقة كان يرتدي أفخر أنواع الملابس، أما عامة الناس أو العبيد فقد كانوا ممنوعين من ارتداء هذا النوع من الملابس.
ممارسة الرياضة
أحبّ شعب المايا ممارسة الرياضة، ولعل من أكثر الألعاب انتشارًا لديهم لعبة الكرة ، والتي غالبًا ما كانت تقام على ملعب حجري، حيث تُمرر الكرة بين اللاعبين شريطة عدم لمسها لليد أو الأرض، وتنتهي اللعبة بمجرد تمكن أحد الفريقين من تمرير الكرة عبر الطوق الحجري، وتجدر الإشارة إلى أنه بعد الانتهاء من اللعبة كان الفريق الفائز يُكافأ، بأن يتم إعداد وليمة فاخرة من الطعام له، أما الفريق الخاسر فيتم معاقبتهم بالضرب بالعصا وفي بعض الأحيان تصل العقوبة إلى درجة القتل.
الاستحمام بحمامات البخار
عرف شعب المايا بناء حمامات البخار منذ وقت بعيد، وهي عبارة عن هياكل حجرية تحتوي على فتحة في سقفها، وفي هذه الحمامات يتم سكب الماء على الحجارة الساخنة ليتشكّل البخار الساخن الذي يملأ الحمام، وكان شعب المايا يستخدمها لعلاج العديد من الأمراض فضلًا عن كونها وسيلة لتنشيط الجسم.
دفن الموتى
كانت من عادات شعب المايا دفن الميت داخل منزله، أو في المنطقة الخلفية منه، وعادةً ما كان يُدفن معه مجموعةً من الأصنام التي كانوا يعبدونها، كما كان يتم دفن أشياء مع الميت تتعلق بطبيعة المهنة التي كان يُمارسها في حياته، ففقد كان الكاهن أو رجل الدين يُدفن مع مجموعة الكتب المقدسة الخاصة به.
القيمة العليا للأسلاف المتوفين
يبدو أن أحد أهم العادات لشعب المايا هو اعتقادهم أن الأسلاف المتوفين يتمتعون بمكانة الآلهة، وعلى هذا الأساس كان الأحياء يعبدون أسلافهم، كما كانوا يقدمون الطعام والممتلكات المادية لتلك الآلهة طلبًا للعون والمساعدة.
تقديم القرابين
يُقدم شعب المايا العديد من القرابين للآلهة وذلك للحصول على رضاها وبركاتها عليهم، ويبدو أن تلك القرابين كانت غالبًا ما تكون بنوع معين من الحيوانات، كما كانت تشمل التضحية بالإنسان بطريقة بشعة للغاية في مناسبات خاصة، مثل وفاة الحاكم أو اعتلاء حاكم جديد، أو في حالة الجفاف الشديد، وهي طقوس يقم بها الكهنة فقط.
حرق جثث النبلاء
كان شعب المايا غالبًا ما يقوم بحرق جثث الأشخاص من طبقة النبلاء، كما كانوا يبنون الأضرحة الكبيرة لدفن الموتى من العظماء، أيضًا في بعض الفترات الزمنية حنط شعب المايا رؤوس القتلى من طبقة النبلاء واللوردات.