صلاة الوتر وقيام الليل
مفهوم صلاة الوتر وقيام الليل
إن صلاة الوتر وصلاة قيام الليل يعتبران من العبادات العظيمة، والتي فيها أجر كبير وسبب للقرب من الله -تعالى- وفي هذا المقال سنبدأ بتعريفهما أولًا، وبيان حكم كلّ واحدة منهما، ثم بيان أهم الأحكام التي تتعلق بكل منهما، وذلك من خلال ما يلي:
صلاة الوتر
تُعرف صلاة الوتر بأنها الصلاة التي تفعل بين العشاء وطلوع الفجر، وقد سميت بذلك لأنّ عدد ركعاتها يكون وترًا، فقد تكون ركعة واحدة، أو ثلاثة، أو أكثر بشرط أن يكون عددها وترًا، وأمّا حكم صلاة الوتر فهي من السنن المؤكدة، فقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يداوم عليها، ويحث عليها الصحابة، ويعطيها أهمية كبيرة، وقد اعتبرها بعض الحنفية واجبة.
صلاة قيام الليل
إن صلاة قيام الليل هي الصلاة التي تكون ما بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، وتصلى مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين، وتسمى أيضًا بصلاة التهجد، وهي من النوافل المطلقة، وأمّا حكمها فهي سنة مؤكدة، أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانَ لا يتركها -عليه الصلاة والسلام-.
وصلاة قيام الليل من أفضلِ الأعمال، فقد بيّن العلماء أنها أفضل من تطوع النهار، وفيها من المشقة بترك لذةِ النوم ما يجعلها أحرى لأن تكون خالصة لله -تعالى-، وفيها لذة مناجاة الله، والتي تكون في جوف الليل، مع التأكيد على بركة ذلك الوقت يقول -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا).
أحكام تتعلق بصلاة الوتر وقيام الليل
ذكر العلماء مجموعة من الأحكام التي تتعلق بصلاة الوتر وصلاة قيام الليل، وسنبين أهم هذه الأحكام من خلال ما يلي:
- استحب العلماء لمن ينام عن صلاة الوتر أو قيام الليل أن يقضيهما إن كان قد تركهما لعذر، وذلك لفضلهما العظيم، ولكثرة ما جاء في الحث عليهما، وقد جاء في الحديث الشريف قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأنَّمَا قَرَأهُ مِنَ اللَّيْلِ)، وقس على ذلك هذه الصلوات.
- استحبّ العلماءُ أن يقومَ المسلم بتأخير صلاة الوتر إلى وقت السحر آخر الليل، وهذا الاستحباب لمن وثق بقدرته على صلاة الوتر آخر الليل، وأما إن لم يثق أنه يقدر على القيام لصلاة الوتر فيستحب أن يوترَ قبل أن ينام.
وذلك لحديث جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَيُّكُمْ خَافَ أَلاَّ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْل فَلْيُوتِرْ ثُمَّ لْيَرْقُدْ، وَمَنْ وَثِقَ بِقِيَامِهِ مِنَ اللَّيْل فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْل مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَل).
- اختلف العلماء في حقيقة صلاة الوتر، فقد عدّها بعضهم جزءًا من قيام الليل والتهجد، وتختم بها صلاة قيام الليل، إلا أنّ البعض الآخر عدّوها صلاة مستقلة عن التهجد.