صفات أبي بكر الصديق الجسمية والخلقية
صفات أبي بكر الصديق
الخلفاء الراشدون هم أفضل الصحابة على الإطلاق، وأفضلهم سيدنا أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، فقد حاز مكانةً عظيمةً عند الله ورسوله وسائر المسلمين إلى يومنا هذا، ومن أبرز صفاته الجسمية والأخلاقية ما يأتي:
صفات أبي بكر الجسمية
لُقّب أبو بكر -رضي الله عنه- بالعتيق؛ وذلك لجمال وجهه وحُسن صورته، ومن أبرز صفات الجسمية المذكورة في الروايات والمصادر ما يأتي:
- أبيض البشرة.
- نحيف الجسم، قليل اللّحم.
- له انحناءٌ في ظهره.
- أقنى الأنف؛ أي مرتفع ومُحْدَوْدِب وسطه.
- بارز الجبهة.
- غائر العينين؛ بمعنى أنّ عينيه غارزتان.
- خفيف شعر الوجه.
صفات أبي بكر الخُلُقية
اتّصف أبو بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- بالعديد من الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة، ومن أبرزها ما يأتي:
- شدّة حُبّه للنبي -صلى الله عليه وسلم-
حيث فاق حبّ النبي في قلبه مبلغاً لم يصل إليه أحد، وظهر ذلك في الكثير من المواقف، ومنها خوفه عليه من الأذى وبذل نفسه في سبيل حمايته.
- اليقين والصدق
كان أبو بكر -رضي الله عنه- يوقن بما جاء به الرسول، فلم يشكّ يوماً فيما أخبر به، وامتلأت حياته بالتصديق المستمر للنبيّ الكريم، ولذلك لُقِّب بالصدِّيق.
- رِقّة القلب
كان -رضي الله عنه- من أكثر الناس رقِّةً في قلبه، ويظهر ذلك في عباداته وصلاته وتلاوته للقرآن، فكان خاشعاً فيها ولا يتمالك نفسه بالبكاء، وقد قال عنه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (أرحَمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكْرٍ).
- قوة الإيمان بالله -تعالى-
حيث كان شديد الإيمان بالله -عزّ وجلّ-، لِذلك قال عنه أحد الصحابة الكِرام: "لو وُزِنَ إيمانُ أبي بكرٍ بإيمانِ أهلِ الأرضِ لرجَحَ".
- الشجاعة
تميّز أبو بكر -رضي الله عنه- بالحزم و الشجاعة ، ففي غزوة بدر بنى الصحابة عريشاً للنبيّ، ثم سألوا مَن يحرس النبي، وهنا يقول عليّ -رضي الله عنه-: "فوالله ما دنا منا أحداً إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس الرسول -عليه الصلاة والسلام-، لا يهوي إليه أحد إلا هوى إليه؛ فهو أشجع الناس".
ومن المواقف المشهورة التي ظهرت فيها شجاعته؛ عندما كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يطوف ويُصلّي في الحرم، فجاء كفّار قريش حوله يستهزئون به، وأمسكه أبو جهل من إزاره وجذبه وتَفَل عليه، وهنا يصف عليّ موقف أبي بكر فيقول: "فوالله ما دنا منا أحد، إلا أبو بكر يضرب هذا، ويجبه هذا، ويتلتل هذا وهو يقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله".
- العلم الغزير
حيث لازم -رضي الله عنه- النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، واكتسب بسبب ذلك علماً وفقهاً كثيراً، حتّى قيل إنّ أبا بكر كان مِن أعلم النّاس.
- صبره الشديد وثباته في المحن
ويظهر ذلك خاصة عند وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد صُدِم الصحابة صدمة كبيرة، فخرج بإيمانه الراسخ وصبره العظيم قائلاً: "مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ، فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ"، ثم تلا عليهم: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).
- التواضع
تميّز -رضي الله عنه- ب التواضع رغم كونه خليفةً للمسلمين، وكان يحبّ مجالسة الناس ومساعدتهم، واستمرّ يحلب أغنام الحيّ بعد خلافته وهو يقول: "لَعَمْرِي لأَحْلِبَنَّهَا لَكُمْ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَلا يُغَيِّرَنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ".
- شدّة كرمه
كان أبو بكر -رضي الله عنه- كثير التصدّق والإنفاق في سبيل الله، وقد وجد عمر -رضي الله عنه- فرصةً لمنافسة أبي بكر بالصدقة، وذلك عندما أمر النبيّ أصحابه بالإنفاق في سبيل الله، فجاء عمر بنصف ماله، ثمّ جاء أبو بكر بماله كلّه، فقال له النبيّ: (ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ؟ قالَ: أبقَيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ)، فقال عمر: (لا أسابقُكَ إلى شيءٍ أبدًا).
التعريف بأبي بكر الصديق
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب، وهو أول خليفةٍ بعد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان أول مَن أسلم من الرجال، وأسلم على يديه الكثير من الصحابة الكِرام، ولقّبه النبيّ بالصدّيق؛ لاشتهاره بالسَّبْقِ إلى تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة في حادثة الإسراء والمعراج.
وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يحبّه كثيراً، حيث سأله أحد الصحابة فقال: (أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قالَ: عَائِشَةُ قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قالَ أَبُوهَا قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالًا)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا إنِّي أَبْرَأُ إلى كُلِّ خِلٍّ مِن خِلِّهِ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ الله).