صحة حديث (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)
صحة حديث (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)
نص الحديث وتخريجه
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ).
وهذا الحديث متفقٌ عليه بهذا اللفظ، أخرجه البخاري ومسلم -رحمها الله-، والأحاديث المتفق عليها هي أعلى درجات الحديث صحة ، يقول ابن باز -رحمه الله- في حال صحة الحديث المتفق عليه: الحديث المتفق عليه صحيح، وكذلك ما رواه أحدهما أي ما رواه البخاري وحده، أو مسلم وحده فهو صحيح.
وهناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي تحثُّ على صلة الرحم ، وتبين أثرها على الفرد والمجتمع؛ ومنها ما أخرجه البخاري في صحيحه والذي يُعد أعلى كتب الأحاديث صحة: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
شرح الحديث
توضيح شرح الحديث فيما يأتي:
- اشترط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلة الرحم كشرط للإيمان بالله واليوم الآخر، فكأنَّه بيّن أنَّ من يقطع رحمه لم يؤمن بالله واليوم الآخر؛ لأنَّه لم يخف من العقوبة المترتبة على قطع الرحم .
- الرحم هم الأقارب بالنسب؛ من جهة الأم والأب وأقربهم الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا، ثمَّ الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم، والأعمام والعمات وأولادهم، والأخوال والخالات وأولادهم.
- صلة الرحم لا تستلزم المصاحبة، فالصلة تحصل بكل ما اعتبره العُرف صلة؛ كالزيارة والمكالمة الهاتفية والهدية ونحوها، وأدنى درجاتها إلقاء السلام، وتتدرج وفق القدرة والاستطاعة، فيبدأ العبد بالسلام وتفقد أحوال رحمه، وإن كان الرحم هم من قطعوا العبد فعليه وصلهم لأنَّ الواصل هو من إذا قُطعت رحمه وصلها، واستُدل بهذا القول من الحديث الصحيح: (ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها).
- صلة الأرحام من أحب الأعمال إلى الله -تعالى-، وبه يزيد الله العمر ويُبسط في الرزق وتُيسر أبواب الخير، فعلى العبد المسلم الحرص كل الحرص على صلة الرحم، فهو باب عظيم من أبواب الخير.
فضل صلة الرحم
صلة الرحم تعود على العباد بالعديد من الفوائد، منها ما يأتي:
- صلة الرحم تُعد ثمرة من ثمار الإيمان بالله -تعالى- واليوم الآخر، وهي من مكارم الأخلاق القديمة المعروفة عند العرب، والتي بها يتفاخر الناس ويُعرف بها عظيم خلق الإنسان.
- صلة الرحم من أهم أسباب الزيادة في العمر، والرزق وفتح أبواب الخير، وهي تُنشأ مجتمعًا فاضلًا لا ينسى الغني فيه أخاه الفقير، ويدافع القوي فيه عن الضعيف، وتسوده معاني الإيثار والكرم والمحبة.
- صلة الرحم بين الإخوة باب من أبواب بر الوالدين، ونشر السعادة في الأسر.
- القطيعة بين الأرحام تجلب التعسير في الرزق؛ وسبب من أسباب الشقاء وسخط الله -تعالى-.