شعر عن الرحمة
بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ مغتنمًا
قال أبو القاسم ابن عساكر في أبيات عن الرحمة :
بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ مغتنمًا
- ولا تكنْ مِن قليلِ العرفِ محتشما
واشكرْ لمولاك ما أولاك من نعمٍ
- فالشكرُ يستوجبُ الإفضالَ والكرما
وارحمْ بقلبِك خلقَ الله وارعَهُم
- فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رَحِما
بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ واللسنِ
بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ واللسنِ
- واشكرْ لربِّك ما أولى مِن المننِ
وارحمْ بقلبِك خلقَ اللهِ كلَّهم
- يُنلْك رحمته في الموقفِ الخشنِ
تَوَكّلْتُ في رزقي على الله خَالقِي
- وأيْقَنْتُ أنَّ الله لا شَكَّ رَازقِي
ومَا يَكُ مِنْ رزقٍ فَليْسَ يَفُوتُني
- ولوْ كانَ في قاعِ البِحَار العَوامِق
سَيأتي بِه ِالله العَظيمُ بِفَضْلِه
- ولوْ لمْ يَكُنْ مِنّي اللسَانُ بِنَاطِق ِ
فَفِي أيّ شَيءٍ تذهَبُ حَسْرةً
- وقَد قَسَمَ الرَّحْمَنُ رزق الخلائق
إليك إله الخلق أرفع رغبتي
- وإنْ كنتُ يا ذا المنِّ والجودِ مجرمَا
وَلَمَا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي
- جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تَعَاظمَنِي ذنبي فَلَمَّا قَرنْتُه
- بِعَفْوكَ رَبي كَانَ عَفْوكَ أَعْظَما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ
- تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا
فيا ليت شعري هل أصير لجنةٍ
- أهنأ وإما للسعير فأندما
يا رحمة اللَه زوري
- يا رحمة اللَه زوري
- وأنعمي بحضور
- ويميمي سوح قوم
- في ضنك عيش مريري
- إنا مددنا يدينا
- إلى الرحيم الغفور
- مولاى الموالي تعالى
- ليس له من نظير
- حاشاه حاشاه عما
- يقول كل كفور
- سبحانه من مليك
- ومن عليم قدير
- ومن علي كبير
- ومن سميع بصير
- نحمده نشكره نثني
- عليه طول الدهور
- نرجوه نسأل منه
- تيسير كل عسير
- وكشف كل مهم
- وجبر كل كسير
- والعفو عن كل ذنب
- مع صلاح الأمور
- وأن يديل ويبدل
- غمومنا بالسرور
- وأن يريح كروباً
- قد خيمت في الصدور
- ويرفع القحط عنا
- و الظلم من كل زور
- وكل أمر مهول
- وفتنة وشرور
- فيا مغيث أغثنا
- قبل القنوط المبير
- وارحم شيوخاً ضعافاً
- وصبية في الحجور
- وارحم بهائم عجفاً
- أوردت بحدب مضير
- رب اسقنا رب جدنا
- بكل جود غرير
- يضحي به كل وادٍ
- يجري بماء نمير
- وتصبح الأرض تزهو
- بكل نبت نضير
- من كل زوج ونوع
- من رائق وكثير
- ويمسي الكل منا
- في نعمة وحبور
- وكل قلب مراح
- وكل طرف قرير
- وأجعل إلهي هذا
- عوناً على كل خير
- وطاعة وصلاح
- ذخر اليوم النشور
- وقوة وبلاغاً
- لنا لحسن المصير
- وللنزول بدار
- طابت لكل صبور
- وكل عبد منيب
- وكل عبد شكور
- دار النعيم ودار الخلد
- ودار السرور
- وسلما وسبيلاً
- إلى اللقاء الخطير
- لقاء رب كريم
- فرد لطيف خبير
- وجنة ونجاة
- من حر نار السعير
- يا رب يا رب جيرنا
- فأنت خير مجير
- يا رب يا رب عطفا
- على الضعيف الفقير
- يا رب يا رب صفحا
- عن الذليل الحقير
- يا رب يا رب عفواً
- عن الذميم الصغير
- يا رب واختم بخير
- إن حان حين المسير
- إلى القبور سلام
- منا على أهل القبور
- ثم الصلاة على أحمد
- على السراج المنير
إنْ كنتَ لا ترحمُ المسكينَ إن عَدِما
قال زين الدين العراقي:
إنْ كنتَ لا ترحمُ المسكينَ إن عَدِما
- ولا الفقيرَ إذا يشكو لك العَدما
فكيف ترجو من الرحمنِ رحمتَه
- وإنَّما يرحمُ الرحمنُ من رَحِما
إنَّ منْ يرحمُ أهلَ الأرضِ قد
قال أبو الفضل ابن حجر:
إنَّ منْ يرحمُ أهلَ الأرضِ قد
- جاءنا يرحمه من في السَّما
فارحمِ الخلقَ جميعًا إنَّما
- يرحمُ الرحمنُ منَّا الرُّحما
سامحْ أخاك الدَّهرَ مهما بدَتْ
قال أبو الفتح محمد بن أحمد الكندي:
سامحْ أخاك الدَّهرَ مهما بدَتْ
- منه ذنوبٌ وقعُها يعظُمُ
وارحمْ لتلقَى رحمةً في غدٍ
- فربُّنا يرحمُ مَن يرحمُ
إن كنتَ ترجو مِن الرحمنِ رحمتَه
قال ابن يعقوب:
إن كنتَ ترجو مِن الرحمنِ رحمتَه
- فارحمْ ضعافَ الورَى يا صاحِ محترمًا
واقصدْ بذلك وجهَ اللهِ خالقِنا
- سبحانَه مِن إلهٍ قد برى النَّسما
واطلبْ جزا ذاك مِن مولاك رحمتَه
- فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رحِما
بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ واللسنِ
قال ابن الشوائطي:
بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ واللسنِ
- واشكرْ لربِّك ما أولى مِن المننِ
وارحمْ بقلبِك خلقَ اللهِ كلَّهم
- يُنلْك رحمته في الموقفِالخشنِ