شعر عن الحزن
شعر عن الحزن
الحزن هو شعور قاسٍ يفقد صاحبه كل معاني الحياة، يجعله دوماً مشغول البال محاولاً الخروج من مشكلته، لكنه ليس بالأمر المحمود فلم يكن يوماً حلاً لأي أمر مهما عظم، فلا يصح أن نتركه يتسلل إلى نفوسنا فيقتلها ويسيطر علينا، علينا دوماً أن نعمل على حلّ ما يواجهنا من مشاكل دون التخاذل والاختباء وراء خوفنا ويأسنا، وفيما يأتي أبرز الأشعار عن الحزن:
قصيدة ليس الغريب
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشام واليَمَنِ
إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ
على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي
وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها
الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني
وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ
ولا بُكاءٍ ولا خوف ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً
عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ
يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا
وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً
عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي
وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها
مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها
وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا
بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ
نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً
حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني
مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً
وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني
غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا
وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً
عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ
مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا
خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا
ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ
وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني
وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً
وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا
حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا
أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
فَرِيدٌ .. وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً
عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ
مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم
قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ
مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي
فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا
وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي
وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا
وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها
وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها
لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً
يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا
مَا وَضّـأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا
بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ
قصيدة أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته
تغيرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته
عقدت بك الأيمان بالنجح واثقاً
فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته
وكان اعتقادي أنك الدّهر مسعدي
فخانتني الأيام فيما اعتقدته
أردت لك العمر الطّويل فلم يكن
سوى ما أراد الله لا ما أردته
فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
ويا وحدة من صاحب قد فقدته
وداع دعاني باسمه ذاكراً له
فأطربني ذكر اسمه فاستعدته
فقدت أحب الناس عندي وخيرهم
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته
قصيدة أيّها الحزن
أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي
أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ
أنتَ في كُلِّ مكـانٍ
أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ.
دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ
مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ.
عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ؟!
أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ؟
أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ؟
ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ
تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ.
تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ
ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ.
مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ؟!
وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ
أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!
إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا
إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ
قصيدة كتابُ حياةِ البائسينَ فصولُ
كتابُ حياةِ البائسينَ فصولُ
تليها حَواشٍ للأسى وذيولُ
وما العمرُ إِلا دمعةٌ وابتسامةٌ
وما زادَ عن هذي وتلكَ فضولُ
ولولا يدُ الإِنسانِ ما كان للأسى
إِلى شاعرِ الطيرِ البريءِ وُصُولُ"
قصيدة إذا ما تبينَتِ العبوسةُ في امرئٍ
إذا ما تبينَتِ العبوسةُ في امرئٍ
فلا تلحهُ واسألْ سؤالَ حكيمِ
أَجَلْ سَلْهُ قَبل اللومِ فيما انقباضُه
وقيم رَمى الدنيا بطرفِ كظيمِ
لعل طِلابَ الخيرِ سرُّ انقباضِه
وعلةُ حزنٍ في الفؤادِ مقيمِ
فما تحمدُ العينانِ كل بشاشةٍ
ولا كلُّ وجهٍ عابسٍ بذميمِ
قطوبُ كريمٍ خابَ في الناسِ سعيُه
أحبَّ من البشرى بفوزِ لئيمِ
قصيدة رَأَيْتُ التَّعَزيَّ مما يهيجُ
رَأَيْتُ التَّعَزيَّ مما يهيجُ
على المرءِ ساكنَ أو صابِه
وما نالَ ذو أسوةٍ سلوةً
ولكن أتَى الحُزْنُ من بابه
تفكرَ في مثلِ أرزائهِ
فذكرَه ما به ما به
قصيدة رأيت الدهرَ مختلفاً يدورُ
رأيت الدهرَ مختلفاً يدورُ
فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ
وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً
فم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ
أبيات حزينة للشاعر الأسير أبو فراس الحمداني
أقُولُ وقَدْ نَاحتْ بِقُرْبي حمامَةٌ: أيا جَارتا هَل تَشعرينَ بحَالي؟
مـعاذَ الهَوى! مَا ذُقتِ طارقةَ النَّوى، ولا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمومُ ببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ عَلى غُصُنٍ نائي المسافةِ عالِ؟
أيا جَارتا، مَا أنصفَ الدَّهرُ بيننا تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي
تَعَالَي تَرَيْ رُوحاً لَديَّ ضَعِيفَةً، تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي
أيَضحَكُ مأسُورٌ، وتَبكي طَلِيقَةٌ، ويسكتُ محزونٌ ويندبُ سالِ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدَّمعِ مقلةً؛ ولَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ
أبيات حزينة لعبد العزيز جويدة
الحُزنُ الكامِنُ في عُمقي حُزنٌ مَجهولُ الأسبابْ
والقلبُ الساكِنُ في جَنبي مِثلُ السِّردابْ
الحزنُ الكامِنُ في عُمقي حزنٌ مَجهولُ الأسماءْ
حزنٌ يَتَوغَّلُ في جِسمي حتى الإعياءْ
الحزنُ الكامنُ في عُمقي حزنٌ مِن خوفٍ مجهولٍ... خوفٍ مِن كلِّ الأشياءْ
أبيات حزينة للفرزدق
أبَى الحُزنُ أن أنسَى مَصَائبَ أوجَعتْ صَمِيمَ فُؤادٍ كَانَ غَيرَ مَهينِ
ومَا أنَا إلّا مِثلُ قَوم تَتَابَعُوا على قَدَرٍ مِنْ حَادِثَاتِ مَنُونِ
ولَوْ كانَتِ الأحداثُ يَدفَعُها امرُؤٌ بَعِزٍّ، لمَا نَالَتْ يَدِي وعَرِيني
أبيات حزينة لابن رشيق القيرواني
رَأَيْتُ التَّعَزيَّ مما يهيجُ علي المرءِ ساكنَ أوصابِه
وما نالَ ذو أسوةٍ سلوةً ولكن أتَى الحُزْنُ من بابِه
تفكَّرَ في مثلِ أرزائهِ فذكَّرَهُ ما بِهِ ما بِهِ