شعر عن الأخ
الأخ
كلمة أخي تعني أنّ ألمي هو ألمك، وفرحي هو فرحك، وأن أقدّم مصلحتك على مصلحتي، وأن تكون المأوى الذي ألجأ إليه حين الحاجة، وأن أدّخرك لغدر الزمان، وصعوبة الحياة، وأن أجدك عندما أحتاجك، الأخ هو السند، و هو من يفرح فرحاً حقيقيّاً لفرحك، ويحزن لحزنك؛ لذلك أردت أن أعبّر لأخي عن حبّي الشديد له، بذكري لبعضٍ من أبيات الشّعر الجميلة التي تتحدّث عن الأخ، ومن ذلك:
أخوك أخوك من يدنو وترجو
قائل القصيدة هو ربيعة بن مقروم وهو شاعر مخضرم من شبه الجزيرة العربية عاش في عهد الخلافة الراشدةن كتب له العيش لمئة عام، توزعن ما بين العصر الجاهلي والعصر الإسلامي:
أَخـوكَ أَخـوكَ مَـن يَـدنو وَتَرجو
مَــوَدَّتَهُ وَإِن دُعِــيَ اِسـتَـجـابـا
إِذا حـارَبـت حـاربَ مَـن تُعادي
وَزادَ سِـلاحُهُ مِـنـكَ اِقـتِـرابـا
يـواسـي فـي الكَـريهةِ كُلَّ يّومٍ
إِذا مـا مُـضلِعُ الحَدَثانِ نابا
وَكـنـتُ إِذا قَـريـنـي جـاذَبَـتـهُ
حِـبـالي ماتَ أَو تَبِعَ الجِذابا
ألا إنما الإخوان عند الحقائق
يقول أبو العتاهية: أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ
وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ
لَعَمرُكَ ما شَيءٌ مِنَ العَيشِ كُلِّهِ
أَقَرَّ لِعَيني مِن صَديقٍ مُوافِقِ
وَكُلُّ صَديقٍ لَيسَ في اللَهِ وُدُّهُ
فَإِنّي بِهِ في وُدِّهِ غَيرُ واثِقِ
أُحِبّو أَخي في اللَهِ ما صَحَّ دينُهُ
وَأَفرِشُهُ ما يَشتَهي مِن خَلائِقِ
وَأَرغَبُ عَمّا فيهِ ذُلٌّ وَريبَةٌ
وَأَعلَمُ أَنَّ اللَهَ ما عِشتُ رازِقي
صَفِيِّ مِنَ الإِخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ
صَبورٍ عَلى ما نابَ عِندَ الحَقائِقِ
إن أخاك الحق من كان معك
يقول علي بن أبي طالب: إِنَّ أخاك الحَقّ مَن كانَ مَعَك
وَمَن يَضِرُّ نَفسَهُ لِيَنفَعَك
وَمَن إِذا ريبَ الزَمانُ صَدَعَك
شَتَّتَ فيكَ شَملَهُ لِيَجمَعَك
وليس أخي من ودّني بلسانه
وليس أخي من ودني بلسانه
ولكن أخي من ودني في النَّوَائِبِ
ومن ماله مالي إذا كنتُ مُعْدَمًا
ومالي له إن عَضَّ دهر بِغَارِبِ
فلا تحمدن عند الرخاء مُؤَاخِيًا
فقد ينكر الأخوان عند الْمَصَائِبِ.
أخ إن نأت به
أخٌ إن نأت دارٌ به أو تنازحت
فما الوُد منه والإخاء بنازح
يبرك إن يشهد ويرعاك إن يغب
وتأمن منه مضمرات الجوانح
أخ لي عنده أدب
أخ لي عنده دب
مودة مثله نسب
رعى لي فوق ما يرعى
وأوجب فوق ما يجب
أولئك إخواني
أولئك إخواني الّذين أحبّهم
وأوثرهم بالودّ بين إخواني
وما منهم إلا كريم مهذّبٌ
حبيبٌ إلى إخوانه غير خوّان
أخ الزمان
وأخ الزّمان إذا ظفرت بمثله
فاشدد عليه يداً ولا تتردّد
ما جادت الأزمان مثل أخوة
لله تصفو دون أيّ مقصد
هموم رجال في أمورٍ كــثـيرة
وهمّي من الدّنيا صديقٌ مساعد
نكون كروحٍ بين جسمين قسمت
فجسمهما جسمان والرّوح واحد
ولا تحلو الإقامة بين قوم
قساة في شمائلهم شـداد
إذا ما شدت صرحهم بود
تدهور ذلك الصرح المشاد
وان أخفيت عنهم أي أمر
تحدّوا في العداوة ما أرادوا
فلا أدب يروق ولا اجتماع
يشوق ولا معارفتستفاد