ما هو مرض البروستات
البروستاتا
تعرّف البروستاتا على أنّها غدّة ذكرية تناسلية، تتواجد في أسفل البطن وأعلى المثانة، محاطة بالعديد من الأوردة التي تساعد في تدفق الدم إلى العضو الذكري أثناء حدوث الانتصاب، وتتمثّل وظيفة البروستاتا في إفراز السائل المنوي، فتفرز هذه الغدة سائلاً شفافاً، يحتوي على العديد من العناصر مثل: أملاح الصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، وكذلك تفرز بعض الأنزيمات مثل: الفايبرينولاسين، ويتضمّن كذلك على بعض العناصر اللاب روتينية المساعدة في القضاء على البكتيريا والجراثيم والتخلص منها، وتحتوي هذه الغدة أيضاً على عناصر أخرى معقدة، منها: اللستين، والأحماض الأمينية.
أمراض البروستاتا
التهاب البروستاتا
يجب أن نعلم بأنّ هناك فرق بين تضخّم البروستات والذي ينتشر بين كبار السن، وبين التهاب البروستاتا الذي قد يتعرّض له أي شخص وفي أي مرحلة عمرية بعد البلوغ، ويعتبر التهاب البروستاتا من أكثر الأمور المثيرة للجدل سواء كان ذلك في أعراض المرض أو المضاعفات أو حتى نتائج التحاليل لفحص غدة البروستات، وحجم الغدة، وغيرها من الأمور، وهناك بعض الأشخاص الذين يعانون من التهاب في البروستات بل والتهاب مزمن ولا يشكون من أي آلام أو أعراض، وهناك أيضاً من يشكو من آلام وأعراض التهاب غدة البروستاتا مع أن التحاليل المخبرية لا تظهر أي جراثيم، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى الآتي:
- هناك جراثيم تصيب غدة البروستات والتي لا يمكن كشفها بالتحاليل المخبرية البسيطة، وبالأخص الفيروسات؛ لذلك تظهر نتائج تحاليل المخبر سليمة.
- ظهور بعض الجراثيم غير الضارة والمتعايشة مع غدة البروستات في نتائج التحاليل المخبرية، وهنا قد يتعاطى الشخص المصاب العقاقير الحيوية لفترة طويلة دون تحسن، بل قد تزيد هذه العقاقير الأمر سوءاً.
- قد تمتلئ غدّة الربوستاتا بالصديد وذلك لاحتوائها على الكثير من الحويصلات، فيصبح من الصعب أن يصل إليها المضاد الحيوي، لذلك لا بدّ من وجود بعض المضادات الحيوية الفعالة والتي تتمتّع بمواصفات مميزة تمكنها من عبور الأنسجة وصولاً إلى مناطق الالتهاب في الغدة، وأيضاً مدى إمكانية هذه المضادات وقدرتها في الذوبان بالدهون، وأن تكون من النوع القاعدي حتى تتمكن من الوصول إلى خلايا البروستات ذات العصارة الحامضية، لذا يجب الحذر الشديد من تناول المضادات الحيوية دون علم الطبيب.
احتقان البروستات
يقصد بذلك الزيادة غير الطبيعية للدورة الدموية، حيث تكون أعلى من المعدل الطبيعي، حيث تكبر حجم البروستات، وتظهر بعض الأعراض للمصابين بذلك، أمّ أسباب احتقان البروستاتا فهي:
- إسراف الشخص في ممارسة العادة السرية.
- المعاشرة الجنسية بين الزوجين تكون غير منتظمة، ولابد من الاعتدال في ذلك من غير إسراف أو حتى تفريط.
- وقد يحدث الاحتقان للأشخاص المكبوتين جنسياً، حيث يقوم هؤلاء الأشخاص بتفريغ كبتهم من خلال مشاهدة الصور والأفلام الإباحية.
- وقد يحدث الاحتقان أيضاً بسبب العزل -وهو الإنزال خارج المهبل-.
- التهابات في البروستاتا.
- المشروبات الكحولية تسب حدوث احتقان.
- إسراف الشخص في شرب الشاي والقهوة، والإكثار من المأكولات الحارة والتوابل.
- عندما تُصاب غدة البروستاتا بالاحتقان فإن ذلك يجعلها متهيئة لتواجد ونمو الجراثيم، حيث يعتبر الشخص الذي يعاني من احتقان البروستات أكثر عرضة من غيره لتواجد الجراثيم ونموها.
تضخّم البروستاتا الحميد
تزداد احتماليّة الإصابة بتضخّم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) مع تقدم الرّجال بالعمر، ويُرجح أنّ يكون السبب وراء زيادة حجم البروستاتا وتضخمها وجود خلل في توازن الهرمونات الجنسيّة لدى كبار السن، وتُسبّب هذه المشكلة بعض الأعراض المُزعجة؛ نتيجة تأثيرها في مجرى البول، كما تُسبّب مشاكل في القناة البوليّة والكلى، ونذكر من هذه الأعراض ما يأتي:
- الحاجة الملحة والعاجلة للتبول.
- تكرار التبول؛ وخاصة في الليل.
- صعوبة بدء التبول.
- انسياب ضعيف للبول، أو توقف مرور البول عدّة مرات أثناء التبول.
- عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل.
- أعراض أقل شيوعاً:
- عدم القدرة على التبوّل.
- ظهور دم في البول.
- عدوى المسالك البولية.
التهاب البروستاتا
يمكن أن يُصيب التهاب البروستاتا (بالإنجليزية: Prostatitis) الرجال في جميع الأعمار، إلّا أنه يُعد أكثر شيوعاً لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والخمسين سنة، وهناك عدّة أنواع من التهاب البروستاتا، نذكر منها ما يأتي:
- التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد: ويحدث بشكل مفاجئ؛ نتيجةً لعدوى بكتيريّة، وقد تتضمن أعراضه الحمّى، والقشعريرة، وظهور الدم في البول .
- التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن: تُعتبر هذه المشكلة نادرة الحدوث ويصعُب علاجها؛ إذ تتكرر العدوى البكتيريّة بشكل مستمر، وقد يُفيد استخدام المضادات الحيويّة لمدة طويلة في علاج هذه الحالة.
- التهاب البروستاتا المزمن: أو ما يُعرف بمتلازمة ألم الحوض المزمن (بالإنجليزية: Chronic pelvic pain syndrome)، تعد من المشاكل الشائعة لدى الرجال، وتُسبّب ألماً في أسفل الظهر، وأعلى الفخد، ومقدمة العضو الذكري، وغالباً ما يشعر المصاب بألم عند القذف.
سرطان البروستات
في الحقيقة، لا تزال الأسباب المُؤديّة لحدوث سرطان البروستاتا غير معروفة إلى الآن، ولكن يعدّ التقدّم في العمر ووجود تاريخ مرضي في العائلة بالإصابة به من العوامل المُساهمة في حدوثه، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من السرطانات عادةً لا ينتشر في مراحله الأولى إلى أجزاء أُخرى من الجسم، ولكن هناك أنواع أخرى من سرطان البروستاتا تصل فيها الخلايا السرطانية إلى مجرى الدم واللمف لتنتشر إلى أجزاء أخرى في الجسم، وخاصة العظام مسببةً سرطان العظام.
علاج أمراض البروستاتا
في حالة الالتهاب البروستات الخفيف يكون العلاج بتناول العقاقير الطبية الخاصة بذلك، ويجب على الشخص المصاب الحصول على راحة تامة، وأن يبتعد قدر المستطاع عن الجماع و المثيرات الجنسية.
أمّا في حالة الالتهاب الحاد أو المزمن، فيكون العلاج أولاً بتشخيص حالة الشخص المصاب، وذلك بأن يعمل اختبار، وفي هذا الاختبار يتم أخذ عينة من بول الشخص، ومن ثم يتم تحليلها، ثم تؤخذ عيّنة أخرى من سائل البروستاتا، وأيضاً تأخذ عينة أخرى من البول، وبحسب هذه النتائج تشخّص حالة المريض، ويكون إمّا بسبب وجود التهاب في مسلك البول فقط أو غدة البروستاتا، ويكون العلاج حسب ما ينتج من اختبار المزرعة، حيث إذا وُجد جراثيم أو ميكروبات معينة يتم أخذ مضاد حيوي وذلك حسب نتيجة المزرعة، ومن أشهر هذه المضادات الحيوية: مضاد السيروفلوكساسن.
ويأخذ العلاج في هذه الحالات فترة طويلة، وقد تصل إلى أكثر من ثلاث شهور وذلك من أجل الخلاص وبشكلٍ كامل من أي التهاب مزمن في غدة البروستاتا، وإذا لم يكن هناك جراثيم أو ميكروبات، يُرجع ذلك إلى وجود انقباضات في عضلة الحوض، وهذا الحالة تشبه التهابات البروستاتا، وتعالج هذه الحالة بتناول العقاقير المضادة للالتهابات، والعقاقير الباسطة للعضلات، وللوقاية من أمراض البروستاتا يكون بتجنب المثيرات الجنسية، وكذلك العادة السرية، وعلاج أي حالة من أمراض البروستات بشكلٍ سليمٍ بزيارة الطبيب، وكذلك العمل على علاج أي تجمع صديدي في الجسم.