شعر امرؤ القيس في الفخر
أبرز قصائد امرئ القيس في الفخر
احتوت قصائد الشاعر امرؤ القيس على العديد من الأغراض الشعرية، كالمدح و الهجاء والوصف والغزل، غير أن الفخر احتلّ مكانة كبيرة في شعره، حيث كان شديد الاعتداد بنفسه، مُفتخراً بعظم آماله و بخلائقه وكبر نفسه، لذلك ذكر في شعره صوراً من الفخر والاعتزاز بالنفس، وفيما يلي بعضها:
قصيدة سما لك شوق بعدما كان أقصر
افتخر الشاعر امرؤ القيس بنفسه في قصيدة "سما لك شوق بعدما كان أقصر" وذلك بعد أن وصف ناقته، بقوله:
عَلَيها فَتىً لَم تَحمِلِ الأَرضُ مِثلَهُ
- أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى وَأَصبَرا
هُوَ المُنزِلُ الآلافَ مِن جَوِّ ناعِطٍ
- بَني أَسَدٍ حَزناً مِنَ الأَرضِ أَوعَرا
وَلَو شاءَ كانَ الغَزوُ مِن أَرضِ حِميَرٍ
- وَلَكِنَّهُ عَمداً إِلى الرومِ أَنفَرا
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَهُ
- وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانِ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينُكَ إِنَّما
- نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتَ فَنُعذَرا
قصيدة لمن طلل أبصرته فشجاني
افتخر الشاعر امرؤ القيس في قصيدة "لمن طلل أبصرته فشجاني" برجاحة عقله وشجاعته ونظرة أحبائه له عند شهوده الغارات، وذلك بقوله:
لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُجيبَهُ
- وَأَعيُنُ مَن أَهوى إِلَيَّ رَواني
فَإِن أُمسِ مَكروباً فَيا رُبَّ بَهمَةٍ
- كَشَفتُ إِذا ما اِسوَدَّ وَجهُ جَبانِ
وَإِن أُمسِ مَكروباً فَيا رُبَّ قَينَةٍ
- مُنَعَّمَةٍ أَعمَلتُها بِكِرانِ
لَها مِزهَرٌ يَعلو الخَميسَ بِصَوتِهِ
- أَجَشُّ إِذا ما حَرَّكَتهُ اليَدانِ
وَإِن أُمسِ مَكروباً فَيا رُبَّ غارَةٍ
- شَهِدتُ عَلى أَقَبِّ رَخوِ اللَبانِ
قصيدة ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي
يفتحر الشاعر امرؤ القيس ب حب النساء له وشغف أفئدتهن به، وذلك عندما ذكر قصّته مع محبوبته وبعلها في الأبيات الشعرية التالية:
فَلَمّا تَنازَعنا الحَديثَ وَأَسمَحَت
- هَصَرتُ بِغُصنٍ ذي شَماريخَ مَيّالِ
وَصِرنا إِلى الحُسنى وَرَقَّ كَلامُن
- وَرُضتُ فَذَلَّت صَعبَةٌ أَيَّ إِذلالِ
فَأَصبَحتُ مَعشوقاً وَأَصبَحَ بَعلُه
- عَلَيهِ القَتامُ سَيِّئَ الظَنِّ وَالبالِ
يَغُطُّ غَطيطَ البَكرِ شُدَّ خِناقُهُ
- لِيَقتُلَني وَالمَرءُ لَيسَ بِقَتّالِ
أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي
- وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ
وَلَيسَ بِذي رُمحٍ فَيَطعَنُني بِهِ
- وَلَيسَ بِذي سَيفٍ وَلَيسَ بِنَبّالِ
أَيَقتُلَني وَقَد شَغَفتُ فُؤادَه
- كَما شَغَفَ المَهنوءَةَ الرَجُلُ الطالي
وَقَد عَلِمَت سَلمى وَإِن كانَ بَعلُه
- بِأَنَّ الفَتى يَهذي وَلَيسَ بِفَعّالِ
قصيدة لمن الديار غشيتها بسحام
يفتخر الشاعر امرؤ القيس بنفسه فهو الشجاع الذي يُنازل الأبطال، ولا تنحرف سهامه عن مقصدها، وذلك في الأبيات الشعرية التالية:
وَأَنا الَّذي عَرَفَت مَعَدٌ فَضلَهُ
- وَنُشِدتُ عَن حُجرِ اِبنِ أُمِّ قَطامِ
وَأُنازِلُ البَطَلَ الكَريهَ نِزالُهُ
- وَإِذا أُناضِلُ لا تَطيشُ سِهامي
خالي اِبنُ كَبشَةَ قَد عَلِمتَ مَكانَهُ
- وَأَبو يَزيدَ وَرَهطُهُ أَعمامي
وَإِذا أُذيتَ بِبَلدَةٍ وَدَّعتَه
- وَلا أُقيمُ بِغَيرِ دارِ مُقامِ
قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
يفتخر الشاعر امرؤ القيس بركوبه الجياد، وأنه قطع خرقاً بعيداً بها كجوف العير مضلة، وذلك في الأبيات الشعرية التالية:
ومَجْرٍ كغُلَّان الأَنَيْعَم بالغٍ
- ديار العدو ذي زُهاء وأركان
مطوت بهم حتى تكل مطيُّهم
- وحتى الجياد ما يُقَدن بأرسان
وحتى ترى الجون الذي كان بادنًا
- عليه عوافٍ من نسور وعقبان