نشأة المدرسة الوضعية
نشأة المدرسة الوضعية
يعود أصل نشأة المدرسة الوضعية إلى القرن السابع عشر عندما طور الأوروبيون نظاماً للتقييم والتحقق من دقة أفكارهم، كما ظهرت أيضاً عند المسلمين وتطرقوا لها وأضافوا عناصر جديدة في معادلتهم الفلسفية، وذلك لتفسير المشكلات.
أصل النشأة
أول ظهور لمصطلح المدرسة الوضعية كان في عصر الفيلسوف كلود هنري 1760-1825، فقال إنها توجه علمي لنفهم ما وراء الكون، وبعد ذلك تطور مفهوم النظرية في عصر العالم الفرنسي أوغست كونت 1789-1857، فكان تلميذاً لدى الفيلسوف كلود هنري، وكان له دور في وضع أسس المنهج لمصطلح الفلسفة الوضعية، بالإضافة إلى رأيه في أن الوضعية نشأت من التجريبية، بالإضافة إلى ظهور نظريات المعرفة التي وضعها المؤلفون مثل سان سيمون أوكونت وكان لهذه النظرية شكل متطرف بالبداية ولكن بعد ذلك تحول لشكل مثالي.
تفسير المدرسة الوضعية ونظرتها للعلم
فسرت الوضعية أن للعلم تسلسلاً هرمياً وكل مرحلة فيه تعتمد على المرحلة التي سبقتها، وأشهر مثال على ذلك هو الرياضيات، وبعدها الميكانيكا، ثم الكيمياء، ثم الأحياء وأخيراً العلوم الاجتماعية ، لذلك اعتبر العلماء أن علم الاجتماع يمكن أن يجيب على جميع مشاكل المجتمع وفقاً لهذه النظرية، ويرى العلماء أيضًا أن جميع القضايا يجب أن تحلل بالطريقة العلمية، أي يجب المراقبة التجريبية للظواهر التي تم اكتشافها وتحويلها، بالإضافة إلى وضع القوانين العالمية التي فسرتها.
وقد دافعت الوضعية عن الوحدوية المنهجية فعبرت على أن هناك طريقة واحدة فقط تنطبق على مختلف العلوم بالنسبة لواضعي النظرية، ويجب أن يكون لجميع التفسيرات العلمية نفس الشكل حتى يتم اعتمادها، كما أكد العلماء على أن المقصود من المعرفة هو إيجاد أسباب الظواهر والقوانين التي تفسرها.
خصائص المدرسة الوضعية
يتميز المنهج الوضعي بالعديد من الخصائص التي صبغته بصفاتٍ فريدةٍ عن باقي التوجّهات الفلسفيّة المشابهة، نذكر منها:
- العلم والمنطق هما المرجعان الوحيدان للمعرفة الحقيقية.
- الحقائق هي أساس العلوم كلّها.
- لا تختلف الفلسفة عن العلوم التطبيقية من حيث مصداقيّة الوسائل والأدوات التي تستخدمها للوصول إلى الحقيقية.
- الهدف الأساسي والجوهر الذي تسعى إليه الفلسفة بكافة مجالاتها هو إيجاد مبادئ ومفاهيم منطقية مشتركة بين جميع العلوم التي تساهم في إرشاد وتقدّم البشر وكقاعدةٍ متينةٍ لأساسات المجتمع البشري.
- ترفض النظرية الوضعية العلم المبني على الحدس والتكهّنات اللاهوتية والمعرفة الميتافيزيقية .
منطق الوضعية
مصطلح الوضعية هو تعبير أطلقه الفلاسفة بعد مدة على تقسيم المعرفة لفئتين منفصلتين عن بعضهما، فيقصد بالأولى "الواقع " وهي الأمور التي تتعلق بالواقع كقولنا " الثلج أقوى من الخشب" فكل ما نحتاجه هنا هو قطعة خشب وقطعة ثلج واختبار قوة كل منهما؛ لمعرفة صحة هذه الجملة.
أما الفئة الأخرى فهي "العلاقات بين الأفكار " أي أن هناك أشياء تتعلق بالفكر فقط ولا تحتاج أن نطبقها على أرض الواقع مثل العبارات التي ترتبط بالمنطق والرياضيات 2 2=4 و"خالد هو خالد" والرقم الزوجي هو رقم زوجي والرقم الفردي هو رقم فردي، فهي لا تحتاج إلى التجريب والاختبار.