أسباب الفتوحات الإسلامية
أسباب الفتوحات الإسلامية
تكمن الأسباب الدافعة إلى الفتوحات الإسلامية في العديد من الأمور، وفيما يأتي بيان البعض منها:
نشر الدعوة الإسلامية
فإن من المقاصد العظيمة للفتوحات الإسلامية نشر الدين الإسلامي والعمل على تبليغ الإسلام وإيصاله لمختلف الناس، والدفاع عن الدولة الإسلامية، وتجدر الإشارة إلى أنّ القتال لا يُشرع من أجل الدعوة إلّا في حالتين؛ أولهما: رفض دعوة الإسلام والوقوف مادياً في سبيل نشرها وتبليغها، والثانية: فتنة الناس في دينهم ومحاربتهم في عقيدتهم.
رفع الظلم ودفعه
فالواجب على المسلمين رفع الظلم أينما وُجد، مهما كان الظالم أو المظلوم، فمن مميزات الشريعة الإسلامية عدالتها المطلقة؛ أي أنّ لكلّ الناس مجموعةٌ من الحقوق، دون تمييز فردٍ أو جماعةٍ أو طبقةٍ، وقد دلّ على عدل الدين الإسلامي، ومحاربة أهل الظلم والبغي قوله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
تعريف الجهاد في سبيل الله
الجهاد في اللغة من الجُهد؛ أي الطاقة، أو من الجَهد؛ أي المشقة والتعب، ومنه بذل الجُهد في سبيل الله؛ أي الجهاد في سبيله تحقيقاً لمرضاته، ويتفرّع الجهاد إلى أربعة أنواعٍ؛ النوع الأول: جهاد النفس بتعليمها أوامر الله تعالى، ثمّ جهادها بقيامها بالأوامر، ثمّ جهادها بالدعوة إلى ما تعلّمت وعملت، ثمّ جهادها بالصبر في جميع ما سبق، والنوع الثاني: جهاد الشيطان في شهواته وشبهاته، والنوع الثالث: جهاد المنافقين باللسان واليد والمال والقلب، والنوع الرابع: جهاد الكفار بالقلب واللسان واليد والمال.
فضل الجهاد في سبيل الله
للجهاد في سبيل الله -تعالى- العديد من الفضائل والمنازل؛ إذ إنه التجارة الرابحة؛ فهو سبب للنجاة من عذاب الله تعالى، والفوز بأعلى الدرجات والمنازل في الجنة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
وهو من أفضل الأعمال عند الله -سبحانه- بعد الإيمان، كما أنّه ذروة سنام الإسلام، ومن الأعمال التي تفضّل على الدنيا وما فيها، والله -تعالى- يُعين المجاهد في سبيله، ويثيبه الدرجات العالية، والمجاهد في جهاده كالعبد الصائم القائم، وذلك لأنّ الجهاد يُعلي كلمة الله تعالى، وينصر رسالة ودين الإسلام، وينشر العدل ويحقّقه، ويدثر الظلم، وبالجهاد تتحقّق نصرة المسلمين.