موضوع تعبير عن قيمة العلم
العلم فخر الأمم وأساس تطورها وعظمتها، فهو أعظم ما يسعى إليه البشر، لأنه أساس الأخلاق القويمة، والفكر العميق، والأفكار النيّرة، فقيمته لا يمكن أن تنحصر في بضع كلماتٍ بسيطةٍ، لأنه يعطي قيمة لحياة الإنسان، وهو الذي حثت عليه جميع الديانات والشرائع السماوية، وأمر به الله تعالى، إذ فضّل العلماء على العابدين، وأعلى مرتبتهم، فالعلماء ورثة الأنبياء.
للعلم قيمةٌ لا يمكن مقارنتها بغيرها، وهذه القيمة العظيمة لا يمكن إخفاؤها أبداً، لأنها مذكورةٌ في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، كما أن المتأمل في تاريخ الأمم والحضارات جميعها، يستطيع أن يكتشف قيمة العلم العظيمة، وأن يعرف أنّ العلم هو العماد الذي نشأت عليه الحضارات، وبفضله صعدت الأمم إلى الأمجاد والتطور في جميع مجالات الحياة.
قيمة العلم تتجلى فيما يعطيه ويمنحه للناس من إنجازاتٍ وتطورات، فقد سهل حياة الناس، وقرّب البعيد، وجعل من العالم قريةً صغيرةً يستطيع المرء أن يعرف أخباره من أقصاه إلى أقصاه، فلولا العلم لما استطاعٌ أبٌ أن يطمئن على ابنه البعيد، ولا استطاع طبيبٌ أن يتعلم، ويدرس، ويعالج الآخرين، ويخلصهم من آلامهم، فالعلم هو الذي جعل من الأرض مكاناً أفضل للعيش.
طلب العلم فريضةٌ، وهذا يدلّ على عظمة قيمة العلم، فيقول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ : رجلٍ آتاه اللهُ مالًا ، فسلَّطَه على هلَكَتِه في الحقِّ . ورجلٍ آتاه اللهُ حكمةً ، فهو يقضي بها ويُعَلِّمُها) [صحيح مسلم]، وطالما تغنى الأدباء والشعراء وعبروا عن قيمة العلم، وأعلوا شأنه في كتاباتهم، وتغنوا بفضله الكبير، وفي العلم يقول الشافعي:
فلعلَّ يومًا إن حضرتَ بمجلسٍ
- كُنتَ الرَّئيس وفخرَ ذاك المجلسِ.
بالعلم يعلو البنيان، ويَعلو قدْر الإنسان وشأنه بين النَّاس، ويُصبح صاحب مكانةٍ عظيمةٍ ومَرموقة بينهم، حتى وإن كان أصغرهم في العمر، لأن العلم تاجٌ يزيّن رأس صاحبه، ويجعل منه شخصاً يقتدي به الآخرون، فلا يقدّر العالم إلا من اغترف من نبع العلم وعرف قيمته وقدره، وآمن بأنه الوسيلة التي يتخلص بها العالم من الجهل والظلام، فلولا العلم لظلّ العالم كله غارقاً في ظلامه المادي والمعنوي، ولأصبح كل شيءٍ فيه صعباً للغاية، فالعلم لوّن العالم وجعله أكثر جمالاً وبهاءً وألقاً.
من أراد أن يعلو قدره، ويُشار إليه بالبنان، فما عليه إلا أن يسعى في طلب العلم، وأن يحاول الاغتراف من نبعه قدر المستطاع، فالعلم مهما زاد عند صاحبه، إلا أنه يشعر بحاجةٍ أكبر للارتواء منه.