ما هو جبل عرفات
ما هو جبل عرفات
عرفات هو اسمٌ للمنطقة المعروفة التي يجب الوقوف بها في يوم عرفة ، وسمِّي بذلك الاسم؛ لأنَّ إبراهيم -عليه السَّلام- عرف المناسك من جبريل -عليه السلام- فيها، وقيل إنَّ سبب تسميته بعرفات؛ لأنَّ آدم -عليه السلام- عرف حوَّاء فيه بعد أن هبطا من الجنَّة، ويُقال أنَّ السَّبب بهذا الاسم لأنَّ النَّاس يتعارفون عليه يوم الحجِّ، ويُقال إنَّها أُخذت من العَرف، وهو الطِّيب، لأنَّها مقدَّسة.
ويطلق على جبل عرفة اسم جبل إلال؛ وسمّي بذلك لأنّ الحجّاج عند رؤيتهم للجبل ألووا في السير؛ أي بذلوا الجهد للوصول إليه.
الموقع الجغرافي لجبل عرفة
يعدُّ عرفة من المناسك المكانيَّة في فريضة الحجِّ، ويقع جبل عرفات في مكَّة المكرَّمة على الطريق الواصل إلى مدينة الطائف، ويبعد عن مكَّة من جهة الشرق بحوالي اثنانِ وعشرون كيلو متراً، ويبعد عن مشعر منى بحوالي عشر كيلو مترات.
وكما يبعد عن مزدلفة ستة كيلو مترات، وهو جبلٌ منبسطٌ يوجد فيه جبل الرحمة، ومحاطٌ بسلسلةٍ من الجبال، ومن جهة مسجد نمرة يوجد وادي عرنة وهو الحد الفصل بينه وبين الحرم.
حدود جبل عرفة
حدَّد الفقهاء حدود عرفات من الجبل العالي المشرف على عرنة شمالًا عن جبل الرَّحمة، وهو شرقي عرفة، إلى الجبال الجنوبية المقابلة له، وهي حدُّ عرفة من الجنوب، إلى ما يلي حوائط بني عامر، وهي بساتين لبني عامر، والذي يليها هو المسجد، ويسمَّى الآن مسجد إبراهيم وهو ليس من عرفة؛ لأنه ليس من ضمن المحدود.
معالم موجودة في جبل عرفة
جبل عرفات من أشهر الجبال في مكَّة المكرَّمة وأهم مزاراتها، وفيه من المعالم ما يحرص المسلمين على الوصول إليها، والنَّيل من أجرها وعظيم مكانتها، ومن هذه المعالم التي تزيد من أهمية جبل عرفة ما يأتي:
- جبل إلال
يوجد في جبل عرفة تلةٌ صغيرةٌ تشبه البرث وتُسمّى النابت؛ لأنها تشبه النبتة في الأرض السهلة، وتُسمّى أيضًا البادية القرين، وهي التي يصعد عليها الحجَّاج يوم الوقوف، وهي من أهمِّ واجبات الحجِّ، روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (قد وقفتُ ها هُنا، وعرفةُ كلُّها مَوقفٌ).
- مسجد نمرة
نمرة هو الجبل الذي نزل عليه الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة في حجَّة الوداع، وتمَّ بناء مسجد نمرة عليه، وأصبحت مساحته الآن حوالي مئةً وأربعةً وعشرون ألف مترٍ مربعٍ، ويتسع لأكثر من ثلاثمئة ألف مُصلِّي.
- مسجد الصخرات
يقع أسفل جبل الرَّحمة على يمين من يصعد عليه، وفيه صخراتٌ كبارٌ وقف عندها الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- عشية يوم عرفة، وقد كان على ناقته، وهو مرتفع عن الأرض قليلاً.
- جبل الرحمة
وهو الاسم المشهور عنه، وله أسماء أخرى مثل اسم جبل الدعاء، يعدُّ من أهمِّ معالم جبل عرفات، ويحرص الحجَّاج على الوقوف عليه تأسِّيًا بالرَّسول -صلى الله عليه وسلم-، وللتضرُّع إلى الله في الدُّعاء والعبادة، وهو أفضل مكان للوقوف في عرفة.
حكم صعود جبل عرفة في السُنة
على المسلم أن يعلم أنَّه لا يوجد فرق بين الوقوف عند الصخرات التي وقف عندها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبين الوقوف في أيِّ مكان آخر في عرفة، أمَّا صعود الجبل فهو غير مشروعٍ قطعًا في الشريعة الإسلاميَّة، فلم يرد عن الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه صعد الجبل ولم يستقبله.
وعلى الحجَّاج اغتنام وقتهم في العبادة والدُّعاء، وعدم التَّزاحم من أجل صعود للجبل؛ فيضيعوا وقتهم الثَّمين فيما لا يعود بفائدةٍ عليهم، فلا يوجد سبب لصعود جبل عرفة على وجه الخصوص، ودليل ذلك ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (قد وقفتُ ها هُنا وعرفةُ كلُّها مَوقفٌ).
ويعد الوقوف بعرفة ركن الحجّ الأعظم؛ الذي لا يتمّ الحج بدونه، ولا حاجة لصعود الجبل كلّه والتزاحم، بل يكتفي الحاجّ بالوقوف في أي مكان في عرفة.