شرح بيعة العقبة الأولى والثانية للأطفال
شرح بيعة العقبة الأولى والثانية للأطفال
أسباب البيعتين ومقدمتيهما
حاول النبي -صلى الله عليه وسلم- بكل طاقته أن ينشر دعوته في مكة، فاستجاب له عدد من أبنائها، ولكن حجم الصد عن الدعوة من حملات تكذيب وتشكيك وتشويه له -صلى الله عليه وسلم- وتعذيب لأصحابه كان فظيعا للغاية، وعندما تأكد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الدعوة لا يمكنها الاستمرار في مكة أخذ يبحث عن موطن آمن لها ولأتباعها، ويمكن أن تشكل فيها دولتها الحامية.
وحاول ذلك عندما زار الطائف ، ولكن قومها ردوه أسوأ رد، كما حاول أيضا مع القادمين لمكة المكرمة في مواسم الحج، وكان من تقدير الله -عز وجل- أن لقيه ستة شباب من الخزرج سكان يثرب، فاستمعوا له -صلى الله عليه وسلم-، وعلموا أنه النبي المنتظر لِما كانوا يسمعونه من جيرانهم اليهود، وأرادوا أن يسلموا معه حتى لا تسبقهم اليهود عليه، فأسلم هؤلاء الشباب -رضوان الله عليهم-.
بيعة العقبة الأولى
بعد إسلام هؤلاء الشباب وعودتهم إلى يثرب عرضوا أفكارهم على بعض أصدقائهم فاقتنع بذلك مجموعة من الأوس والخزرج ، وجاء منهم إلى مكة المكرمة في العام التالي لتلك الحادثة في موسم الحج اثنا عشر شابا من القبيلتين، والتقوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبايعوه على أن لا يشركوا بالله -سبحانه وتعالى- شيئا، ولا يسرقون، ولا يزنون، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتون ببهتان يفترونه بين أيدينه وأرجلنم، ولا يعصونه في معروف.
ووعدهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إن وفّوا فلهم الجنة، وإن غشوا من ذلك شيئاً، فيقام عليهم الحد في الدنيا فهو كفارة له، وإن أسرّوا ذلك إلى يوم القيامة فأمْرُهم إلى الله -عز وجل-؛ إن شاء عذّبهم، وإن شاء غفر لهم،وبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معهم سيدنا مصعب بن عمير -رضي الله عنه- ليعلمهم القرآن والدين، فلم يبق بيت من يثرب إلا ودخله الإسلام، وتواعدوا في الموسم القادم.
بيعة العقبة الثانية
في الموسم التالي وكان ذلك في السنة الثالثة عشرة من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، جاء مجموعة من مسلمي يثرب مع قومهم المشركين، ولكنهم في اليوم المتفق عليه انسلوا من فراشهم أثناء نوم أقوامهم، وتوجّهوا ليبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الثانية، وكان عددهم ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتين.
جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه عمه العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- وكان ما زال مشركاً، ولكنه جاء ليستوثق من صدق المبايعين، فتكلم بما يبين خطورة الأمر وأنهم إذا لم يستطيعوا حماية النبي -صلى الله عليه وسلم- فقومه يحمونه ولا داعي للبيعة، فردوا عليه أنهم سيكونون أهلا لهذا الأمر، ثم طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتكلم، فتكلم وتمت البعة، وكان من بنود البيعة:
- السمع والطاعة في النشاط والكسل.
- النفقة في العسر واليسر.
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
- ألا تأخذهم في الله لومة لائم.
- أن تنصروه -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم إليهم، ويمنعونه مما يمنعون منه أنفسهم وأزواجهم وأبناءهم، ولهم الجنة.