من هو مؤسس علم الضوء
الضوء
عرف العديد من العلماء واللغويون الضوء، ولكنّنا في هذا المقال سنتّفق على تعريف واحد للضوء: فهو نوع من أنواع الطاقة المشعة المسؤولة عن حاسة الإبصار، ويشار إليها بأنّها إشعاع كهرومغناطيسي. ويمكننا من قراءة التاريخ أن نقول بأن الضوء هو علم قديم قد تطرق له العديد من البشر في مختلف العصور فالإغريق والفراعنة قد وضعوا نظريّاتهم بخصوص الضوء وانكساراته وخصائصه ولكنهم لم يقوموا بعمل بحوث جديّة تتناول هذا النوع من الطاقة بشكل مطلق، وبعد ذلك أتى العلماء المسلمون في القرون الوسطى ووضعوا النظريات وتطبيقاتها وكتبوا المؤلّفات عن الضوء، وكان من السباقين في هذا المجال العالم المسلم الكبير الحسن ابن الهيثم.
الحسن ابن الهيثم
ولد الحسن ابن الهيثم أشهر علماء العرب والمسلمين عام 965م، ونشأ في مدينة البصرة في العراق وتنقّل بين العديد من البلدان حتّى استقر في آخر أمره في القاهرة في مصر، كان دائم التفكير والانشغال في القراءة والبحث، فلم يكن يلهو ويلعب مثل أقرانه، بل كان يبذل الجهد الكبير في البحوث والاطلاع على الكتب، فكان يمتاز بالذكاء الشديد، وكان عقله يحثه دائما على مخالطة العلوم الحديثة والاكتشافات العلميّة الجديدة في عصره، وكان ملازماً لمن كان في عصره من العلماء كالفرارابي، وابن سينا، والخوارزمي ، والأصفهاني وغيرهم، وعلى الرغم من الأوضاع السياسيّة الصعبة التي كانت في ذلك العصر نشأ ابن الهيثم في أجواء علمية، إلى أن توفي في القاهرة سنة 1039 للميلاد.
ابن الهيثم وعلم الضوء
لقد كان ابن الهيثم من السباقين في علم الضوء، فهو من وضع الأسس لهذا العلم بكتابه المناظروالذي ألفه عام 1021 للميلاد، مستنبطاً تلك الأسس من خبرته في مجال الطب والتجارب العلمية، وبذلك أصبح ابن الهيثم أحد المؤسسين لعلم الضوء وغيرها من العلوم التي بدّلت آراء العديد من العلماء في مجالات شتّى، وبسبب ذلك تمّت تسميته بأمير النور. برع ابن الهيثم في علم البصريات، فهو أول من أجهض نظرية اليونانيين أقليدس وبطليموس والتي تقول: "بأنّ العين يخرج منها ضوء تبصر من خلاله الأشياء"، وذلك من خلال براهين رياضية وهندسية يقول من خلالها بأن العين ترى من خلال إنعكاس الضوء على الأشياء من حولها وليس من خلال شعاع ينبثق من العين فتبصر به ما حولها، فكان ابن الهيثم أول من درس العين دراسة علمية معرفاً بذلك أجزاءها، وكان هو أول من قام بتشريحها ورسمها.