سنن الصيام
السنن المتعلقة بالسحور والفطر
يسنُّ للصَّائم سواءً أصام فرضاً في شهر رمضان أو صام نفلاً في غيره أن يلتزم بجملةٍ من السُّنن التي كان يفعلها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عند السَّحور وعند الإفطار، وهذه الآداب من شأنها أن تُكمل للصَّائم صيامه وتزيد من أجره، وهي كالآتي:
- يسنُّ للصَّائم عدم ترك السّحور لأنَّه بركةٌ، كما يُشرع له أن يتسحَّر بما يشاء من مالٍ حلالٍ، وأفضل طعام السَّحور هو التَّمر والماء؛ تيمناً بسحور النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
- يسنُّ له أن يُؤخِّر السَّحور إلى آخر اللَّيل، أي أن يكون قبل أذان صلاة الفجر بوقتٍ يسيرٍ، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوصي أصحابه أن يأكلوا في آخر اللَّيل حتّى يسمعوا أذان ابن أمِّ مكتوم -رضي الله عنه-؛ وتكمن الحكمة في أفضلية تأخير السَّحور أنَّ الأكل في آخر الوقت يقوِّي جسد الصَّائم ويعينه على الصِّيام وعلى القيام على الطَّاعات.
- يسنُّ للصَّائم التَّعجيل بالفطور فور سماع أذان المغرب ولو بشيءٍ يسيرٍ، ثمَّ يصلِّي المغرب بعد فطره، وقد سنَّ رسول الله هذه السُّنَّة المباركة لمخالفة أهل الكتاب الذين يُؤخِّرون إفطارهم، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ).
- يسنُّ للمسلم أن يتوجَّه إلى الله -تعالى- بالدُّعاء والذِّكر وقت الإفطار؛ لأنَّ هذا وقتٌ من أوقات استجابة الدَّعوات، فيدعو فيه لنفسه ولمن يحبُّ بما يشاء.
- يسنُّ للمسلم أن يذكر الله -تعالى- ويقول "بسم الله الرّحمن الرّحيم" عند الإفطار وبدئه بالطَّعام أو الشَّراب، ثمَّ يقول الدُّعاء المأثور عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (ذهب الظَّمَأُ، وابتَلَّت العُروقُ، وثَبَت الأجرُ إن شاء اللهُ).
- يسنُّ له استخدام السِّواك طيلة فترة صومه؛ تطهيراً لفم الصائم وتزكيةً لنَفَسه.
- يسنُّ له أن يفطر ابتداءً على حبَّاتٍ من رطب، وإن لم يتيسر له فعلى تمراتٍ، وإن لم يتيسّر فيبدأ إفطاره بالماء، ثمَّ يأكل بعد ذلك ما يسَّر الله له.
السنن المتعلقة بأخلاق الصائم
إنَّ الصِّيام لم يشرع في ديننا الحنيف من أجل الامتناع عن الطَّعام والشَّراب والشُّعور بالجوع فقط، وإنَّما جُعل لتتهذَّب نفس الصَّائم ويتحسن خلقه؛ ويجدر بالصائم أن يتمثَّل بالأخلاق التّالية:
- الامتناع عن قول الزُّور، والعمل به.
- حفظ لسانه عن كلِّ لغوٍ ولغطٍ وقولٍ فاحشٍ قد يُفسد صيامه، كالغيبة والنّميمة.
- عدم الخوض في أعراض المسلمين وشهادة الزّور وغيره.
- عدم رد الإساءة لمن أساء إليه بمثلها، فلو شتمه أحدٌ أو سبّه فإنَّ من حسن خلقه أن يكتفي بقول: (اللهمّ إنّي صائم).
السنن المتعلقة بعبادات الصائم
يستحبُّ للصّائم أن يزيد في الطَّعات وكلُّ ما يقرِّبه من الله -تعالى- بشكلٍّ عام أثناء صيامه، وخاصَّةً إن كان صومه في شهر رمضان الذي يُضاعف فيه الأجر والثّواب، وهي فرصةٌ ثمينةٌ لا يفوِّتها عاقلٌ، ومن هذه العبادات:
- الإكثار من قراءة القرآن الكريم، والحرص على مدارسته وتعلُّمه وتعليمه، ويسنُّ أن يحرص الصّائم على ختم القرآن الكريم مرَّةً واحدةً على الأقل في شهر رمضان؛ وذلك لأنَّ شهر رمضان هو شهر القرآن الذّي نزل فيه.
- قيام الليل، وصلاة التَّراويح في ليالي شهر رمضان، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
- الاعتكاف وخاصَّة في العشر الأواخر من شهر رمضان تيمّناً بفعل النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ وذلك لأنَّ الاعتكاف يجعل الصَّائم يخلو بنفسه وينقطع عن شهوات الدُّنيا، مما يزيد من إيمانه وإقباله على خالقه.
- الحرص على تفطير الصَّائمين؛ لأنَّ من يقوم بتفطير صائم كان له من الأجر كأجر الصَّائم، وهذه سنَّةٌ تزيد الأُلفة بين المسلمين وتحقِّق المودة بين أفراده.
- الإكثار من العطاء وإخراج الصّدقات، وتذكّر الفقراء والمساكين، وينبغي على المسلم أن يقتدي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان أجود ما يكون في رمضان.
يستحسن للمسلم إذا عزم على الصّيام في شهر رمضان أو صام تطوّعاً أن يلتزم بجملةٍ من السُّنن منها: أن يحرص على السَّحور في آخر وقته وأن يأكل تمراً وماءً، وأن يعجّل في إفطاره ويبدأ برطب أو تمر أو ماء، كما يستحسن أن يصوم المسلم عن الوقوع في الآثام والمعاصي ويلتزم بالخلق الحسن، أمّا إن كان صائماً في شهر رمضان فيستحبّ الإكثار من قراءة القرآن الكريم وصلاة التّراويح والاعتكاف، وغيرها من العبادات الكثير.