أين يعيش حيوان الكانجرو
الكنغر
الكنغر أحد الثدييات الجرابيّة التي تنتمي إلى عائلة الكنغريّات، ويُطلَق اسم كنغر (بالإنجليزيّة: Kangaroo) على الكناغر كبيرة الحجم، بينما تُسمَّى الكناغر مُتوسِّطة الحجم الوَلَّر (بالإنجليزيّة: Wallaroos)، أمّا الكناغر صغيرة الحجم فتُسمَّى الوَلَّب (بالإنجليزيّة: Wallabies)، وللكنغر رأس صغير، ورجلان خلفيّتان كبيرتان وقويّتان تساعدانه على القَفز، وذيل عضليٌّ طويل يساعده على التوازُن، وله جراب يُكملُ الكنغر الصغير فيه تطوُّرَه بعد الولادة.
موطن الكناغر
تُعَدُّ أستراليا الموطن الأصليّ للكناغر، وتعيش الكناغر في أستراليا بما في ذلك تسمانيا، والجُزُر البحريّة المُحيطة بها، مثل جزيرة الكنغر، إضافة إلى الجُزُر التي تقع شرق أرخبيل بسمارك، وغينيا الجديدة، ونيوزيلندا، وتفضّل بعض أنواع الكناغر العيش في أماكن مُحدَّدة ضمن موطنها الكبير؛ فالكنغر الرماديّ يفضّل العيش في غابات أستراليا، وتسمانيا ، أمّا كنغر الوعل فيُفضّل العيش في غابات الأوكالبتوس الموسميّة في شمال أستراليا ، أمّا كنغر الأشجار فيُفضّل العيش في الغابات المطيرة في كوينزلاند، وفي جزيرة غينيا الجديدة ، أمّا كنغر الجرذ المسكي فيُفضّل العيش في الغابات المطيرة في شمال شرق كوينزلاند.
اعتاد السكّان الأصليّون لأستراليا على اصطياد الكناغر قَبل الاستيطان الأوروبّي؛ وذلك للحصول على اللحم، والجِلد، والعظام، والأوتار، كما يظهر الكنغر في كثير من أساطيرهم، واحتفالاتهم، واليوم يُعَدُّ الكنغر رمز أستراليا الوطنيّ، ويَظهر رَسْمه على شعار النّبالة الأستراليّ، وعلى بعض العُملات، وعلى شعار خطوط كانتس الجويّة.
أنواع الكناغر
هناك العديد من أنواع الكناغر، نذكر منها:
- الكناغر الكبيرة، وتشمل:
- الكنغر الأحمر (الاسم العلميّ: Macropus rufus): وهو أكبر أنواع الكناغر، حيث يَصل وزنه إلى 90 كيلوغراماََ، ويتراوح طول جسمه من الرأس حتى الردف من 1- 1.6م، أما ذيله فيتراوح طوله ما بين 90-110 سم.
- الكنغر الشرقيّ الرماديّ (الاسم العلميّ: Macropus giganteus).
- الكنغر الغربيّ الرماديّ (الاسم العلميّ: Macropus fuliginosus).
- الكنغر الوعل (الاسم العلميّ: Macropus antilopinus).
- كناغر الأشجار، وتضمّ 12 نوعاََ من الكناغر، منها:
- كنغر شبه جزيرة هون (الاسم العلميّ: Dendrolagus matschiei).
- كنغر الأراضي المُنخفِضة (الاسم العلميّ: Dendrolagus spadix).
- الكنغر الجرذ، ويضمّ عدّة أنواع، منها:
- كنغر الجرذ الصحراويّ (الاسم العلميّ: Caloprymnus campestris).
- كنغر الجرذ قصير الأنف (الاسم العلميّ: Bettongia).
- كنغر الجرذ المسكي (الاسم العلميّ: Hypsiprymnodon moschatus): وهو أصغر أنواع الكناغر، حيث يَزِن 340 غراماََ، ويتراوح طول جسمه ما بين 15.24 - 20.32 سنتيمتراََ، أمّا الذيل فيتراوح طوله بين 12.7 - 15.24سنتيمتراََ.
الكنغر القافز
يُعَدُّ الكنغر واحداََ من أكثر الحيوانات البرّية كفاءة في التنقُّل من مكان إلى آخر؛ فهو يتحرَّك قفزاََ، ويُقدَّر أنّ قفزة الكنغر الأحمر على سبيل المثال تَنقلُه مسافة 7.6 أمتار للأمام، وتَرفعُه عن الأرض 1.8م، وبعيداََ عن سرعة الحركة والتنقُّل، فالقفز يساعد الكنغر على التنفُّس بكفاءة أكبر؛ وذلك لأنّ حركتَي الهبوط والقفز تُؤدِّيان إلى انقباض وتقلُّص عضلات المعدة، ممّا يجبر الهواء على الدخول إلى الرئتين والخروج منهما دون بَذْل الكثير من الطاقة، ويَتمكَّن الكنغر من القفز بفضل التكيُّفات الآتية:
- حجم الإصبع الرابع من القَدَم: تتكوَّن كلّ قَدم من أقدام الكنغر من خمسة أصابع، ويكون الإصبع الأوّل صغيراََ جدّاََ، وقد يكون أحياناََ غير موجود، أمّا الإصبعان: الثاني، والثالث، فهما صغيران ومُندمِجان معاََ باستثناء الأظافر التي تَظلّ مُنفصِلة، كما أنّ الإصبع الرابع ضخم الحجم، ويُمثِّل مركز حركة التنقُّل، وبه ترتبط عظمة ساق الكنغر التي تساعد على رَفْع القَدَم عن الأرض، وفي ما يتعلّق بالإصبع الخامس، فهو يُوفِّر دَعماََ إضافيّاََ ودفعة للقفز أيضاََ.
- أربطة الساق: يمكن تشبيه الأربطة الموجودة في ساقَي الكنغر الخلفيَّتَين بالزُّنبرك، فهي مَرِنة ونابضة، إذ إنّه عندما يضرب الكنغر الأرض بقدمه، تَنضغِط الأوتار مثل الزُّنبرك تماماََ؛ وذلك لتجميع الطاقة المَرِنة، ممّا يساعد الكنغر على القفز، تماماََ كما يَرتدُّ الزُّنبرك بَعد ضَغْطه.
- الذيل: يعمل ذَيل الكنغر على دَعم قوّة القَفز، فعندما يتحرّك الذيل للأسفل، يندفع الكنغر للأعلى، تماماََ كما يحدث في لعبة السيسو.
تغذية الكناغر
جميع الكناغر حيوانات عاشبة، ويتكوَّن نظامها الغذائيّ من مجموعة واسعة من النباتات ، وللكناغر معدة مُقسَّمة إلى حُجرات تعمل بطريقة شبيهة بمعدة المُجتَرَّات، حيث يمكنها استعادة الطعام الذي ابتلعَته مُؤخَّراََ لتعيد مَضْغه ويُسمَّى الطعام في هذه المرحلة جِرَّة (بالإنجليزيّة: Cud)، ثمّ تُعيد ابتلاعَه من جديد؛ لاستكمال عملية الهضم، وترعى مُعظم الكناغر العُشب، أمّا كنغر الأشجار فيأكل كلّ ما يتوفَّر له من أوراق الأشجار، والزهور، والسراخس، والطحالب، والحشرات ، ويَستخدمُ يديه لسَحب أغصان الأشجار العالية؛ وذلك ليُجرِّدها من الأوراق.
الحياة الاجتماعيّة والتكاثُر
تعيشُ الكناغر في جماعات تتكوَّن من عشرة أفراد أو أكثر، ويضمّ القطيع عدداََ من الذكور والإناث، ويقود القطيع الذَّكَر المُسيطِر (بالإنجليزيّة: The boomer)، والذي يكون عادةََ أقوى الذُّكور وأضخمهم، ويحتفظ الذَّكَر المُسيطِر بحقِّه في التزاوُج مع الإناث، ويظلُّ يَقِظاََ لمُحاوَلات الذُّكور الأخرى في مُنافَسَته، وقُبَيل التزاوُج يَفحصُ الذَّكَر مذرق الأنثى، وفي كثير من الأحيان تتبوّل الأنثى فيَشمُّ الذَّكَر بولَها أكثر من مرّة، ويُعتقَد أنّ الذَّكَر يفعل ذلك ليتأكَّد من أنّ الأنثى مُستعِدّة للتزاوُج.
تَلِد أنثى الكنغر صغيرَها قَبل أن يكتملَ نُموُّه، وذلك بعد فترة حَمْل تمتدُّ من31–36 يوماََ، وفَوْر خروجه من الرَّحِم، يبدأ صغير الكنغر (بالإنجليزيّة: Joey) بالزَّحْف وتسلُّق جسم الأمّ إلى الجِراب؛ للعثور على ثدي الأمّ والبَدء بالرضاعة، ويبقى في الجِراب لمدّة تسعة أشهر يبدأ بعدها بالخروج بين فترة وأخرى، إلّا أنّه يستمرُّ بالرضاعة حتى يبلغ عمره عاماََ ونصف، ومن الحقائق المُدهشة التي تتعلَّق بأنثى الكنغر أنّها تتمكّنُ من التحكُّم بنُموِّ جنينها، فتدخلُه في حالة كُمون (بالإنجليزيّة: Diapause)، حيث يتوقَّف خلالها عن النُّمو، ويظلّ هكذا حتى يصبحَ صغيرها الأكبر عُمراََ قادراََ على تَرْك الجِراب، حينها يستكملُ الجنين نُموَّه من جديد، ويمكن أن تستخدمَ الأمّ هذه الميِّزة في حالات الجفاف، أو عند وجود نَقْص في الغذاء، كما يمكن لأنثى الكنغر أن تنتجَ نوعَين من الحليب، يكون الأوّل مناسباََ للمولود الجديد، ويكون الآخر مناسباََ للكنغر الأكبر عُمراََ.