رسالة التوابع والزّوابع لابن شهيد
التعريف بالرسالة
كتب ابن شهيد رسالة التوابع والزّوابع على أنّها قصة خيالية تحكي عن البطل الذي يدخل عالم الجن والشياطين ، ويتحدث مع شعراء الجن والشعراء من الشياطين ويُحاورهم، ويُمثل التابع في القصة الجن وتُمثل الزوبعة الشيطان، لأنّه يذكر في مطلعها أن شيطانًا تراءى له، وهو ينظم شعرًا فأجازه ويلاقي بطل القصة بطائفة من شياطين كتاب المشرق، يقوم الشياطين بحمله وإنزاله إلى وادي الجن وفق طلبه ويلتقي هناك بالشعراء.
أقسام الرسالة
قسّم ابن شهيد رسالته إلى أربعة فصول تناول في فصول رسالته الآتي:
- المقدمة
تحدث ابن شهيد في بداية رسالته إلى أبي بكر بن حزم، الذي كان صديق حميمًا له، يخبره فيه كيف تعلم الكثير من المطالعة ، ومن ثم يخبره كيف أن له حبيب قد مات.
وأخذ يرثيه فإذا بجني اسمه "زهير بن نمير" يتصور له، ويلقي إليه بنتحه الشعر، رغبة في اصطفائه، فتتأكد بينهما صحبة فأصبح كلما سدت بوجهه مذاهب الكلام، يدعو تابعه بأبيات لقنها عنه، فيمثل له ويوحي إليه.
- الفصل الأول
يبدأ الفصل الأول بسؤال ابن شهيد أن يأخذه إلى أرض التوابع التي فيها يوجد الشعراء، الذي يتشوق للالتقاء بهم، فيطير به حتى ينزل به في وادي يسمى وادي الأرواح، ويزور في هذا الوادي صاحب امرئ القيس، وطرفه، ثم يتحول إلى توابع شعراء العباسيين كأبي تمام والمتنبي والعديد من الشعراء الآخرين، ويبدأ في زيارته هذه بمساجلة الشعراء ومعارضتهم ويذاكرهم، ويأخذ الإجازة منهم.
- الفصل الثاني
يبدأ ابن شهيد الفصل الثاني، برغبته في لقاء الكتاب بعد ما انتهى من لقاء الشعراء فيأخذه الجني "زهير"، إلى عبد الحميد الكتاب، وإلى الجاحظ فيبدأ بالتحاور معهم، فيأخذان عليه شغفه بالسجع الذي عرف به ابن شهيد، فيدافع عن نفسه، فيجد من صاحب عبدالحميد الكاتب عنفاً، فيقابله بالطعن على بداوة أسلوبه، فيبتسم له ويباسطه.
- الفصل الثالث
يذهب ابن شهيد وتابعه في هذا الفصل إلى حضور مجلس أدب، من مجالس الجن فيدور في هذا المجلس كلام على بيت شعر للنابغة تداول الشعراء معناه من بعده، ولم يلحقوه.
- الفصل الرابع
يسير ابن شهيد والجني "زهير" في أرض التوابع والزّوابع، وقد نشب خلاف بين نار لحمير الحن وبغالهم من عشاقها فيشرفان عليه.
اقتباسات من رسالة التوابع والزّوابع
- " وقالت لنا البغلة: أما تعرفني، أبا عامر؟ قلت: لو كان ثَمَّ علامة! فأماطت لثامها فإذا هي بغلة أبي عيسى، والخال على خدها، فتباكينا طويلًا، وقد أخذنا في ذكر أيامنا فقالت: ما أبقت الأيام منك؟ قلت: ما ترين! قالت: شبَّ عمرو عن الطوق! وما فعل الأحبة؟
قلت: شب الغلمان، وشاخ الفتيان، وتنكرت الأخلاق، ومن إخواننا من بلغ الإمارة، وانتهى إلى الوزارة. فتنفستْ الصُّعداء وقالت: سقاهم الله سَبَل العهد، وإن حالوا عن العهد ونسوا أيام الود! بحرمة الأدب إلا أقرأتهم سلامي! فقلت: كما تأمرين. "
- " إوزة بيضاء شهباء في مثل جثمان النعامة، كأنما ذُرَّ عليها الكافور، أو لبست غِلالة من دمقس الحرير … في ظهرها صفاء، تثني سالفتها وتكسر حدقتها، وتلولب قَمحدُوتها، فترى الحسن مستعارًا منها، والشكل مأخوذًا عنها.
وقد صاحت تلك الإوزة بالبغلة: "لقد حكمتم بالهوى، ورضيتم من صاحبكم بغير الرضى."