سر بسم الله الرحمن الرحيم
سِرّ بسم الله الرّحمن الرّحيم
لقول بسم الله الرحمن الرحيم فضائل عظيمة وأسرار جليلة، منها ما يأتي:
- افتتح الله سبحانه وتعالى أفضل كتاب بها؛ وهو القرآن الكريم .
- في قولها ستر للعورات عن نظر الجنّ؛ قال صلى الله عليه وسلم: (سَترُ ما بين أعينِ الجنِّ وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ).
- تجب البسملة على المسلم إذا أراد الذّبح.
- يُسَنّ للمسلم أن يستفتح فيها كثيراً من العبادات ، منها ما يأتي:
- الوضوء، والغُسل، والتيمّم.
- قراءة القرآن الكريم، أو الحديث الشريف ، أو في بداية مجالس الذِّكر.
- يُسَنّ للمسلم أن يستفتح بها كثيراً من المباحات، منها ما يأتي:
- الأكل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكُلْ ممَّا يلِيكَ).
- الجِماع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لو أنَّ أحدَكم إذا أراد أن يأتيَ أهلَه، فقال: باسمِ اللهِ: اللهمَّ جنِّبْنا الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا، فإنَّهُ إن يُقدَّرُ بينهما ولدٌ في ذلك، لم يضُرَّه شيطانٌ أبداً)..
- شُرِعت في كلّ أحوال الإنسان من قيام، وقعود، وأكل، وقراءة قرآن، وغيره، وذلك ليظلّ الإنسان ذاكراً لله تعالى، طالباً للإخلاص له في كلّ أعماله، وليطلب بها التبرّك والتيمّن؛ ففيها للإنسان البركة والحفظ والرعاية.
معنى البسملة
تُعدّ كلمة البسملة اختصاراً لبسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وذلك كقولنا حوقلة أو حمدلة، ويُراد بقولها طلب البركة والعون من الله سبحانه وتعالى وأسمائه قبل البدء بفعل أو قول معين، والباء في بدايتها للاستعانة والتبرُّك.
وكلمة اسم التي تلحق بها هي مفردٌ مضاف يفيد العموم، وذلك كما في قول الله تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ )، فنعمة لفظ مفرد مضاف للفظ الجلالة، وتفيد بذلك عموم نِعَم الله عزّ وجلّ، كما أنّ لفظ اسم في البسملة مفرد مضاف إلى لفظ الجلالة يُفيد عموم أسماء الله الحُسنى، أمّا لفظ الجلالة فهو أعظم اسم من أسماء الله الحُسنى، وهو خاصّ جاء بعد العموم ليشير إلى الأهميّة والشرف.
أمّا الرّحمن الرّحيم فهما من أسماء الله الحُسنى، جاءا بدلاً من لفظ الجلالة فكانا تابعان له، وقيل: هما نعت في هذا الموضع، و الرَّحمن اسم على وزن فَعْلان، وهو اسم لله تعالى يدلّ على أنّه صاحب رحمة واسعة شاملة، تشمل الخلق جميعاً بما فيهم الكافر، فهو سبحانه يغدق رحمته وينشرها على عباده جميعاً، والرَّحيم اسم على وزن فَعيل، يُراد به أنّ الله عزّ وجلّ صاحب الرحمة الخاصّة بالمؤمنين ، قال تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).
الآراء في اعتبار البسملة من القرآن
اتّفق أئمّة القراءات وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم على إثبات قراءة البسملة في مطلع السُّوَر القرآنيّة جميعها عدا التوبة، حيث اتفقوا على أنّ سورة التوبة لا تستفتح بالبسملة، واتفقوا كذلك على أنّها آية في سورة النمل، وأنّها ثابتة خطّاً في أوائل السور كلّها في المصحف عدا سورة التوبة أيضاً.
واختلف الفقهاء بهذا الخصوص في غير ذلك؛ فذهب بعض العلماء إلى أنّ البسملة آية من كلّ سورة في القرآن الكريم، وذهب بعضهم إلى أنّها آية في سورة الفاتحة فقط، وذهب آخرون إلى القول بأنّها ليست آيةً مطلقاً، وقال بعضهم هي آية في بعض القراءت دون قراءات أخرى.