أضرار شرب الماء مع الأكل
هل هنالك ضرر من شرب الماء مع الأكل
هناك الكثير من الادّعاءات حول شُرب الماء مع الأكل، بأنّه يُعيق عملية الهضم، ويخفف من الإنزيمات الهَاضمة والعُصارة الهَضمية، ممّا يجعل الجهاز الهضمي غير قادر على التّنسيق بين الإفرازات الهضميّة، والوجبات الغذائية ولكنَّ هذا الاعتقاد غير صحيح، بل على العكس من ذلك، فإنّ استهلاك السوائل كالماء قد تُحسّن من عملية الهضم، إذ إنّ السّوائل تُسهّل من عملية تحطيم قطع الطّعام الكبيرة، وبالتالي تسهيل حركة انزلاق هذه القطع من المريء إلى المعدة، إلى جانب ذلك تُفرز المعدة الماء أثناء عمليات الهضم بالإضافة إلى العُصارة الهضمية والإنزيمات، إذ يُعدُّ الماء مهماً وضرورياً لعمل الإنزيمات بالطّريقة الصّحيحة.
ويبرُز دور الماء في عملية الهضم بدءاً بإفراز اللعاب، إذ يساعد اللُّعاب بما يحتويه من إنزيمات وماء، على تحطيم الطّعام، وإذابة المعادن وغيرها من المواد الغذائية، حتى يتمكّن الجسم من الاستفادة منها، كما يساعد الماء على هضم الألياف الغذائية الذائبة في الماء، وبالتالي تحافظ هذه الألياف بدورها على صحّة الأمعاء عن طريق تليين البُراز، وتَسهيل تمريره.
أضرار شرب الماء بكميات كبيرة
يُعدُّ استهلاك الماء بكميات كبيرة أمراً صعباً ولكن يُمكن أن يَحدُثْ مثلاً نتيجة الإفراط في استهلاك الماء خلال الأحداث الرّياضية، أو التّدريبات الرّياضية الشّديدة والمُكثّفة، وعلى الرغم من أنّ جميع خلايا جسم الإنسان بحاجة إلى الماء لتؤدي وظائفها بالشّكل الصّحيح، إلّا أنّ الإفراط في استهلاك الماء يُمكن أن يسبب حدوث نتائج صحيّة خطيرة مثل تَسمم الماء (بالإنجليزية: Water intoxication)، وتعرّف الحالة على أنّها اضطراب في وظائف الدّماغ بسبب شُرب كميات كبيرة من الماء، إذ يُقلل الماء الزّائد من الصّوديوم في الدّم، ممّا يؤدي إلى انتقال السّوائل إلى داخل الخلايا، وبالتالي انتفاخها، ولكن تجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الحالات قليلة وغير شائعة.
ويَجدُر الذّكر أنّ حالة تسمم الماء تؤثر بشكل أكبر في الأشخاص المُشاركين في الأحداث الرّياضية أو تدريبات التّحمل، أو الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية نفسية مختلفة، ولتجنُّب الإصابة بتسمم المياه، يُنصَح بشرب ما لا يزيد عن 800 مليلتراً إلى 1 لتر من الماء لكلّ ساعة.
الفوائد العامة للماء
يَتمصُّ الجسم الماء للقيام بوظائفه بطريقةٍ صحيحةٍ، ويساعد على ترطيب الجسم، ومن الجدير بالذكر أنَّ عدم استهلاك كمية كافية مِن الماء يومياً يزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى ، والمشاكل في صمامات القلب، بالإضافة إلى بعض أنواع السّرطان، بالإضافة إلى ذلك هناك فوائد عديدة أخرى كما يلي:
- تحسين وظائف الدماغ، إذ يشكّل الماء ما يقارب 80% من الدّماغ، لذلك يجب الحفاظ عليه رطباً، إذ من المُمكن أنّ يُؤثر نقص الماء في التّركيز والذّاكرة.
- مدّ العضلات بالوقود، إذ يشكّل الماء ما يقارب 75% من الأنسجة العضلية، ولهذا تحتاج العضلات إلى الكثير من الماء، خصوصاً عند الرّغبة بزيادة الكُتلة العضلية.
- المساعدة في عملية الهضم، فالماء يُساعد على تحريك الأطعمة داخل الجسم بانتظام، وبالتالي امتصاص كُلّ العناصر الغذائية الرئيسية، إلى جانب ذلك فإنَّه يُمكن أن يساعدُ على تقليل خطر الإصابة بالإمساك.
- التقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض، إذ يمكن أن يساعد الماء على التقليل من الزّكام، والإنفلونزا، والاحتقان، والمحافظة على صحة الجسم في أحسن حال.
- تحسين المزاج، إذ من الممكن أنّ يؤثر الجفاف الذي يحدث نتيجة قِلّة شرب الماء، في المزاج ويُعكره، ويمكن أن يَخْلق شعوراً أقلّ بالرّاحة ،كما يزيد من سُرعة الانفعال.
وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الماء يمكنك قراءة مقال فوائد شرب الماء للجسم .
لمحة عامة حول الماء
يشكّل الماء ما نسبته 60% من وزن الجسم، وهو ضروريّ للبقاء، كما أنَّه المُكون الكيميائيّ الرئيسيّ في جسم الإنسان، وتختلف كمية الماء التي يحتاجها الجسم بالاعتماد على الظّروف المناخية، والملابس، ومدّة ممارسة التّمارين الرّياضية وكثافتها، وهناك بعض الحالات التي تحتاج إلى استهلاك كمية كبيرة من الماء، مثل مرضى السُّكري أو القلب، بالإضافة إلى الأشخاص الذي يعانون من التّعرق الشّديد.