ما هي الحضارة المصرية
الحضارة المصريّة
الحضارة المصريّة من أهم الحضارات في العالم القديم، كما أنّها من أقدم الحضارات الّتي دونت تاريخها. ويُقسم تاريخ الحضارة المصريّة إلى قسمين رئيسيين؛ أمّا القسم الأوّل فهو عصر ما قبل التّاريخ الذي كان بداية استقرار الإنسان المصري في منطقة وادي النّيل في عام 6000 قبل الميلاد تقريباً، وفي تلك الفترة عَرف المصريون الزّراعة واستأنسوا الحيوانات، كما تقدمت الحضارة المصريّة في هذا العصر، وأُسست دولتين فيها هما الدّلتا والصعيد، وفي عام 3100 قبل الميلاد وُحِّدت هاتين الدولتين في دولة واحدة، وكان ذلك في عهد مينا موحد القطرين. أما القسم الثّاني فهو العصر التاريخي لمصر وفي هذا العصر عَرف المصريون الكتابة ، وظهرت فيه ثلاث دول وثلاثون أسرة ملكيّة.
العصر التّاريخي للحضارة المصريّة
يتضمن العصر التّاريخي للحضارة المصريّة أربعة عهود رئيسيّة، وهي:
- العهد العتيق: يضم هذا العهد الأسرتين الأولى والثّانية، وفيه تم إقرار الوحدة السّياسية وأُسّست الحضارة المصريّة على أُسسٍ متينة وصلبة. ومن أهم الملوك الفراعنة في هذا العهد نينا ( نرمر) وديمون ( دن - سمتى ) من الأسرة الأولى، وحوتب سخموى، وبرايب سن (نفر كا رع) من الأسرة الثّانيّة.
- الدّولة القديمة: يضم هذا العهد الأسر الملكيّة الثالثة، وحتى السّادسة في الفترة من 2690 وحتّى 2180 قبل الميلاد تقريباً، ويتميّز هذا العصر بأمنه الداخلي، كما أنّ مصر قد وصلت في هذا العهد إلى مجدها في العلوم المختلفة من فلكٍ، وطبٍ، وهندسة، ويعتبر هذا العصر عصر إنشاء الأهرامات ، وهذا ميّزه عن غيره من العصور، كما أنّ العمارة في هذا العصر قد تطورت وازدهرت بشكلٍ ملحوظ. ومن أهم ملوك الدّولة القديمة: زوسر الّذي بنى الهرم الأكبر( الأسرة الثّالثة )، وخفرع ومنكاورع ( من الأسرة الرّابعة )، وكذلك أوناس من الأسرة الخامسة.
- الدّولة الوسطى: يضمّ هذا العهد الأسرة الحادية عشر، وحتّى الأسرة الرّابعة عشر، في الفترة الواقعة ما بين 2060 - 1710 قبل الميلاد تقريباً، في هذا العهد كان الاهتمام بالسّياسة الخارجيّة واضحاً، حيث سيطرت مصر على النّوبة السفلى، وتعتبر فترة حكم الأسرة الثّانية عشر فترة ذهبيّة للدّولة، ويضم عهد الدولة الوسطى أيضاً عصر ضعف واضمحلال شمل الأسر من الخامسة عشرة، وحتّى الأسرة السّابعة عشرة، إذ احتل الهكسوس مصر في هذه الفترة، وعلى الرّغم من ضعف الدّولة في نهاية هذا العصر إلّا أننا نرى تطوّراً في أساليب الحرب كاستخدام العجلات الحربيّة.
- الدّولة الحديثة: تضم الدولة الحديثة الأسرات من 18 - 20، وفي هذه الفترة استطاعت مصر أن تفرض سيطرتها على المناطق الممتدة من شمال سوريا وبلاد الرّافدين، وحتّى الشّلال الرّابع في السّودان، وكانت عاصمة مصر في ذلك الوقت هي طيبة، وفي هذا العهد بنيت المعابد، كمعبد الكرنك، والأقصر، كما حدث فيه انقلاب ديني عندما قام أخناتون بعبادة قرص الشّمس أي توحيد الآلهة إله واحد، وقام أخناتون أيضاّ بجعل تل العمارنة عاصمة مصر بدلاً من طيبة.
وفي عهد الدّولة الحديثة كان هنالك فترة ضعف واضمحلال شملت الأسر 21-25 حيث غزا الآشوريّون مصر، إلّا أنّهم استطاعوا التّخلص من هذا الغزو بقيادة بسماتيك الأول مؤسس الأسرة 26، وفي فترة حكم الأسر 27-30 كان الفرس يسيطرون على مصر، واستمروا في ذلك حتّى طُردوا منها عندما غزا الإسكندر الأكبر مصر، وكانت هذه هي نهاية تاريخ الفراعنة.
رموز الحضارة المصريّة
إنّ للحضارة المصريّة على مختلف عهودها مجموعة كبيرة من الآثار والرّموز الشّاهدة على عظمة المصريين القدماء، ومن أهمّ هذه الرموز:
- أهرامات الجيزة: تعتبر أهرامات الجيزة من عجائب الدّنيا السّبعة، وهي ثلاث أهرامات: خوفو، خفرع، منقرع. بُنيت هذه الأهرامات الثّلاثة ما بين 2575 و 2465 قبل الميلاد في عهد الأسرة الرّابعة، ويعتبر هرم خوفو أقدم هذه الأهرامات، وأكبرها لذلك أطلق عليه اسم الهرم الأعظم، ويعود هذا الهرم إلى الملك الثّاني من الأسرة الرّابعة.
- معبد أبو سمبل: يعتبر كثيرٌ من العلماء والمؤرّخين معبد أبو سنبل أيقونةً فنيّة، فمن خلال الرّسومات والنّقوش الموجودة على جدرانه نجد قصص المصريين القدماء وحكاياتهم، وتظهر براعة المصريين القدماء في هذا المعبد في المجالات الهندسيّة، وكذلك الفلك، والحساب، وفي حدث هامٍّ يَعتقد العلماء أنّ توافق ميلاد وتتويج الملك رمسيس الثاني يكون مع تعامد الشّمس في السّاعات الأولى من الصّباح على وجه تمثال رمسيس الثاني، وهذا دليل على العلاقة المقدسة بين الملك وإله الشّمس.
- مسلّة سنوسرت: مسلّة سنوسرت من المعالم الأثريّة المهمة الباقية من عهد الملك سنوسرت الأول أحد ملوك الأسرة الثّانية عشر، وقد أقيمت هذه المسلّة تخليداً لذكرى جَعل أراضي الفيوم أراضٍ زراعيّةٍ، وهذه المسلّة هي حجر من الجرانيت يبلغ ارتفاعه ثلاثة عشر متراً، وقمّته مستديرة الشّكل ذات ثقبٍ لوضع تمثال أو تاج للملك عليها.
- قصر اللابرنت: بني هذا المعبد بشكلٍ ملاصقٍ لهرم هوارة، وهو معبد الملك امنمحات الثّالث ويضم هذا المعبد 12 بهواً جميعها مسقوفة، ولكل بهوٍ منها بوابة تقابل الأخرى، وله جدار واحد يحيط به، يوجد في هذا البناء 300 حجرة منها ما هو أسفل سطح الأرض، وحجرات أخرى أعلى سطح الأرض، ويوجد في الحجرات السّفلى ضريح للملك امنمحات الثّالث، وكذلك أحزمة التّماسيح المقدسة.
- أبو الهول: يقع تمثال أبو الهول في الجيزة في هضبة الأهرامات، وهو تمثال منحوت من الحجر الجيري له رأس إنسان وجسد أسد، وفي أسفل هذا التّمثال لوحة من الجرانيت بين قدمي التّمثال، وتسمّى هذه اللوحة بلوحة الحلم، بني تمثال أبو الهول في عهد الملك خفرع، وهو من ملوك الأسرة الرّابعة، إلّا أنّ أنف هذا التّمثال قد كُسر في حملة نابليون بونابرت على مصر.
ملوك الحضارة المصريّة
نجد في الحضارة المصريّة مجموعة كبيرة من الملوك الذين حكموا مصر، والذين لهم بصمة واضحة في الحضارة المصريّة، ومن أهم ملوك الحضارة المصريّة القديمة:
- زوسر: هو من بنى هرم سقارة المدرج، وهو من ملوك الأسرة الثّالثة.
- خوفو: هو من بنى هرم الجيزة (الهرم الأكبر)، وهو من ملوك الأسرة الرّابعة.
- خفرع: هو من بنى ثاني هرم في الجيزة، وهو من ملوك الأسرة الرّابعة.
- أخناتون: هو أمنحتب الرّابع من الأسرة الثّامنة عشر.
- توت عنخ آمون : وهو من ملوك الأسرة الثّامنة عشر.
- أوناس: هو من بنى هرم أوناس في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من هرم زوسر المدرج.
- خنم آمون حتشبسوت : هي من ملوك الأسرة الثّامنة عشر.
- رمسيس الثاني: هو من ملوك الأسرة التّاسعة عشر.