ملخص عن قصة الإسراء والمعراج
قصّة الإسراء والمعراج
عندما عاد النبي من الطائف إلى مكة كان مهموماً، ليس بسبب ما رآه من أذى، بل بسبب خوفه على الدعوة وألا يجد مكاناً صالحاً لانتشارها، فقد كانت الطائف أملاً له، ولكن كان أهلها أسوأ من أهل مكة، ثم إن مشركي مكة حالوا بينه وبين دخولها، فقد منعوه من دخول بلده حتى جاء مطعم بن عدي وهو سيد من سادات قريش فسمح له بالدخول، وقد طاف حول الكعبة.
وفي ظل كل هذه المآسي التي مرت به، أراد الله -تعالى- أن يُسَرّي عن نفس نبيه ويُرَفّه عنه، فكانت حادثة الإسراء والمعراج، فقد أسرى الله بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس في جزءٍ من الليل.
وقد ركب دابة تدعى البراق، وهناك التقى بالأنبياء -عليهم السلام- فصلى بهم إماماً، ثم عرج إلى السموات العلى، فقد صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات السبع وكان في كل مرة يصعد فيها إلى سماءٍ يرى نبيّ، فيسلّم عليه ويقر بنبوته.
ثم رُفع إلى سدرة المنتهى ورُفع له البيت المعمور، ثم عرج إلى الله -جل جلاله-، وقد فُرضت الصلوات الخمسة في ذلك الوقت، وقد كانت خمسين صلاة، وخُفّفت إلى أن وصلت إلى خمسة بعد أن قال له موسى أن يسأل الله التخفيف، ثم نزل إلى الأرض وعاد إلى مكة المكرمة في نفس تلك الليلة.
هل صعد النبي بجسده أم بروحه؟
اتّفق العلماء على أن الإسراء والمعراج كانا في حال يقظة النبي -صلى الله عليه وسلم- بجسده وروحه وفي نفس الليلة، والدليل هو قول الله -تعالى-: (عبده) في آية: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، وهذا يدل على الروح والجسد معاً.
ماذا رأى النبي في رحلة المعراج؟
عرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيت المقدس إلى السماء السابعة، وقد مر بما قبلها من سماوات، أما ما رآه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-:
- التقى بعدد من الأنبياء
- منهم: آدم، ويوسف، وإدريس، وعيسى، ويحيى، وهارون، وموسى، وإبراهيم- عليهم السلام-.
- رأى الجنة ونعيمها وأنهارها ومنها نهر الكوثر.
- رأى النار ومن يُعذّب فيها.
- سمع النبي صريف أقلام الملائكة.
- رأى البيت المعمور الذي يقع في السماء السابعة ويدخله الملائكة.
- رأى سدرة المنتهى، وقد قدّم إليه جبريل -عليه السلام- اللبن والخمر فاختار اللبن، فقال جبريل: هي الفطرة.
وقت حادثة الإسراء المعراج
أجمع العلماء على أنّ حادثة الإسراء والمعراج حصلت مرة واحدة في مكّة المكرّمة بعد أن بُعث النبيّ، وقبل أن يهاجر إلى المدينة المنوّرة، وتعدّدت آراؤهم في تحديد اليوم الذي حدث فيه الإسراء والمعراج:
- قيل: كانت في ليلة الاثنين، في الثاني عشر من ربيع الأوّل، من دون تحديد السّنة.
- قيل: إنّها كانت قبل الهجرة بسنة.
- قيل: قبل الهجرة بستة عشر شهراً.
- قيل: قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل: بخمس سنوات.