سبب نزول سورة قريش
التعريف بسورة قريش
سورة قريش وتسمى أيضاً سورة لإيلاف وهي سورة مكية نزلت قبل الهجرة النبوية، وهي من المفصّل في القرآن ومن قصار السور، ونزلت بعد سورة الفيل، عدد آياتها أربع آيات، تقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم المسمّى جزء عمّ ، وترتيبها في المصحف الشريف مئة وستة.
تتناسب مع السورة التي قبلها وهي سورة الفيل؛ ففي السورتين ذكرٌ لنعمة من نعم الله عز وجل على أهل مكة، فالسورة الأولى وهي سورة الفيل تضمنت قصة إهلاك عدوهم أبرهة الأشرم الذي جاء ليهدم بيت الله الحرام وهو أساس عزتهم ومجدهم، وكان معه الجنود والفِيَلة، وأما سورة قريش فقد ذكرت نعمة أخرى وهي اجتماع أمرهم، والتئام شملهم، وتمكنهم من الارتحال صيفاً وشتاءً في تجارتهم في مأمن دون خوف من الاعتداء عليهم في الطريق.
سبب نزول سورة قريش
نزلت سورة قريش في قبيلة قريش بذكر فضل ومِنّة الله تعالى عليهم، فهي تتحدث عن النعم التي أنعم الله تعالى بها على قبيلة قريش، حيث إنها أشهر قبائل العرب التي كانت تعيش في الجزيرة العربية والتي كان ينتمي إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تذكر هذه السورة أن الله عز وجل قد أمّنهم من الخوف سواء في جوارهم لبيت الله الحرام أو في سفرهم ورحلاتهم، وأطعمهم بدل الجوع الشديد، إضافة إلى الرزق الذي أفاضه الله عليهم برحلتيْ الشتاء الصيف، فقد كان لهم رحلتان للتجارة هما: رحلة الصيف التي كان طريقها إلى الشام، ورحلة الشتاء التي كانت إلى اليمن.
فالله عزّ وجل وسّع لهم في الرزق، وأعطاهم القبول والأمان في الأرض، فاستطاعوا أن يأمنوا على أنفسهم وأموالهم وطعامهم وتجارتهم، ويجدوا قوتهم، ولذا أرشدهم في هذه السورة أن يؤمنوا به ويشكروا هذه النعم؛ فمن آمن واستجاب لأمر الله تعالى اجتمع له أمان الدنيا وأمان الآخرة، ومن عاند واستكبر وبقي على الكفر وعصاه، سلب منه هذا الأمان.
وقد ذكر الله تعالى في كتابه بما يوافق ذلك ويدلّ عليه، في قوله: (وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّـهِ فَأَذاقَهَا اللَّـهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ).
مقاصد سورة قريش
بيان النعم التي أنعمها الله عز وجل على قريش، فقد جعلهم بجوار البيت الحرام آمنين، فأمنهم في رحلاتهم وتجارتهم، فاجتمع لهم نعمتا الأمن والغنى، الامتنان على قريش بهذه النعم وبيان ما يجب عليهم تجاه هذه النعم، من شكر لله تعالى وعبادته وحده عز وجل الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من الخوف.
دوام النعم وبقاؤها يكون بشكرها، وذلك بشكر المنعِم وإخلاص العبادة لله عز وجل وحده، وعدم الإشراك به، وطاعته بما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.