سبب نزول سورة النجم
سبب نزول سورة النجم
ذكر العُلماء في سبب نُزول قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)، أن اليهود كانت تقول عند موت الصغير: هَذَا صِدِّيقٌ.
ولما وصل ذلك إلى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- قال: (كذبت يَهودُ، ما من نسَمةٍ يخلقُها اللَّهُ في بطنِ أمِّهِ إلا أنَّهُ شقيٌّ أو سعيدٌ)، فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عندَ ذلِكَ هذِهِ الآية.
وذُكر في سبب نُزول قوله -تعالى-: (أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى)، أنها كانت في عُثمان بن عفان -رضي الله عنه-؛ حيثُ أنه كان كثير النفقة والصدقة على الصحابة الكرام، فلَقِيَه عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ولامه على كثرة إنفاقه، وقال له: "أخاف عليك أن تبقى بلا شيء".
حينها أخبره عُثمان أن له ذنوباً كثيرة، ويُريد أن يُكفّرها الله -تعالى- له، فقال له عبد الله: "أعطني زمام ناقتك، وأحمل عنك ذُنوبك في الدُنيا والآخرة"، فَأعْطَاهُ زِمَام نَاقَته وَاقْتصر عَن نَفَقَته.
الغرض من السورة وترتيبها
كان الغرض من نُزول سورة النجم؛ لإثبات صدق ما جاء به النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وأنه من وحي الملائكة، وأنهم عبادٌ لله -تعالى-، ولذلك تحدث الله -تعالى- في السورة عن إبطال ما يُدّعى عنهم بوصفهم بناتٌ لله -تعالى-، وجاءت سورة النجم في ترتيب المُصحف بعد سورة الطور التي نفى الله -تعالى- فيها من أن يكون النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بكاهنٍ أو مجنونٍ أو شاعر.
كما أنها كثيرة التناسب بسورة الطور التي قبلها، فقد ختمها الله -تعالى- بقوله: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)، وافتتح سورة النجم بالحديث عن النجم بقوله: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)، كما تحدث الله -تعالى- في كلا السورتين عن ذُرية المؤمنين، وأنهم يكونون تبعاً لآبائهم.
وبالمُقابل تحدّث عن ذُرية الكافرين من باب التضاد؛ أن لِكُل نفسٍ عملها، فذكر الله -تعالى- عن المؤمنين وذُرياتهم: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ).
سبب تسمية سورة النجم
سُمّيت سورة النجم بهذا الاسم؛ لأن الله -تعالى- ذكر النجم فيها، لقوله: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)، وسُمّيت بهذا الاسم في عهد الصحابة الكرام، كما أن من أسمائها سورة "والنجم" بواو؛ لأن الله -تعالى- ذكر في بداية السورة قسمه بالنجم.
كما تُسمّى سورة "والنجم إذا هوى"؛ لما جاء في الحديث الصحيح: (أنَّهُ أخْبَرَهُ أنَّه سَأَلَ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ عَنِ القِرَاءَةِ مع الإمَامِ، فَقالَ: لَا، قِرَاءَةَ مع الإمَامِ في شيءٍ، وزَعَمَ أنَّه قَرَأَ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ والنَّجْمِ إذَا هَوَى فَلَمْ يَسْجُدْ).
موضوعات سورة النجم
توجد العديد من الموضوعات التي تناولتها سورة النجم، نذكر منها ما يأتي:
- القسم بالوحي .
- ذكر قبائح الكُفار وأقوالهم وعقيدتهم في الملائكة.
- ثناء الله -تعالى- على من يجتنبون الكبائر من الذُنوب.
- بيان جزاء الأعمال يوم القيامة، وإقامة الحُجج على وجود الله -تعالى-.
- الإشارة إلى بعض الأُمم السابقة، والتخويف من أهوال يوم القيامة ، وأمرها بالخُضوع لله -تعالى-.
- إثبات تشريف النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- من خلال القسم بالنجم؛ إشارةً إلى الوحي الذي كان يأتيه، وأنه جاء بالحق من الله -تعالى-.