نبذة عن كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب
التعريف بكتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب
خريدة العجائب وفريدة الغرائب؛ هو كتاب من تأليف سراج الدين ابن الوردي (ت 861 هـ)، وتحقيق أنور محمود زناتي، صدر الكتاب في طبعته الأولى عام 2008 عن مكتبة الثقافة الدينية للنشر والتوزيع، ويقع الكتاب في مجلد واحد بواقع عدد صفحات 502 صفحة، وهو من الكتب التي تدرس وتبحث في غرائب البلاد والبحار، ويستقصي الأخبار الغريبة لتاريخ المدن وثقافتها وعلومها.
موضوعات كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب
اشتمل كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب لابن الوردي على عدة موضوعات تعلقت بالمسافات بين البلدان والطبيعة الجغرافية للبلاد وميزاتها وسماتها، وأبرز موضوعات هذا الكتاب ما يأتي:
ذكر المسافات
تحدث ابن الوردي في هذا الباب حول المسافات بين الدول، حيث وثّق من خلال رحلاته أنّ المسافة بين مصر لأقصى الغرب تبلغ ثلاثين مرحلةً، والمسافة بين أقصى المغرب وأقصى المشرق أربعمائة مرحلة، ثم حدد العرض حيث وثّق أنّ العرض من أقصاها في الشمال إلى أقصاها في الجنوب تُماثل المسافة ما بين ساحل البحر المحيط، وصولاً لمنطقة يأجوج ومأجوج والصقالبة.
يقول الكاتب: " وأمّا مسافة هذه الأرض وهذا الخط فمن ناحية يأجوج ومأجوج إلى بلغار وأرض الصقالبة نحو أربعين مرحلة، ومن أرض الصقالبة في بلد الروم إلى الشام نحو ستين مرحلة ".
صفة الأرض وتقسيمها
تحدث ابن الوردي في هذا الباب عن شكل الأرض التي اختلف العلماء في هيئتها وشكلها، حيث قال البعض إنّها مبسوطة مستوية السطح في أربع جهات وهي الشرق والغرب والجنوب والشمال، وقال بعض العلماء أنّ الأرض مثل المائدة أو كالطبل، وقال البعض أنّها تُشبه نصف الكرة، مثل: هيئة القبة والسماء مركبة على أطرافها.
إنّ الصحيح الذي اتفق عليه جمهور العلماء أنّ الأرض مستديرة كالكرة، وأنّ السماء محيطة بها من كل جانب كإحاطة البيضة بالمحة، فالصفار في البيضة هو كالأرض وبياضها هو الماء وجلدها هو السماء.
يقول الكاتب: "غير أنّ خلقها ليس فيه استطالة كاستطالة البيضة بل هي مستديرة كاستدارة الكرة المستديرة السمتوية الخرط حتى قال مهندسوهم: لو حفر وجه الأرض لأدى إلى الوجه الآخر، ولو نقّب مثلاً بأرض الأندلس لنفذ الثقب بأرض الصين".
الغرب الأدنى (الواحات وبرقة وصحراء الغرب والإسكندرية)
تحدث ابن الوردي في هذا الباب حول الواحات، وهي التي سكن بها أقوام من السودان ويُسمون الأمازيغ وهم من أصول عربية، وفيها الكثير من القرى والمياه وتتسم بحرها الشديد، واشتهرت بزراعة الزعفران والعصفر وقصب السكر.
يقول الكاتب: " وينتج بهذه الأرض وما اتصل بها من أرض السودان حمر وحشية منقوشة ببياض وسوداء بزي عجيب لا يمكن ركوبها وإن خرجت عن أرضها ماتت في الحال ".
المحيط وعجائبه
تحدث ابن الوردي في هذا الباب حول المحيط الذي يُعتبر آنذاك هو البحر الأعظم الذي منه أساس كل البحار المتصلة والمنقطعة، وهو بحر كبير ليس له ساحل ولا يعلم عمقه إلّا الله سبحانه وتعالى، وهذا المحيط هو الذي تنبثق منه البحار على وجه الأرض وهي تُعد خلجاناً صغيرةً أمامه.
يقول الكاتب: "وهذا البحر هو عرش إبليس لعنه الله وفيه مدائن تطفو على وجه الماء وفيها أهلها من الجن في مقابلة الربع الخراب من الأرض وفيه حصون وفيه قصور على وجه الماء طافية ثم تغيب".
بحر القلزم وجزائره وما به من العجائب
تحدث ابن الوردي في هذا الباب حول بحر القلزم الذي يُعتبر جزءًا من بحر الهند وفي جنوبه بلاد الحبشة وعلى الساحل الشرقي للبحر بلاد العرب وعلى الساحل الغربي بلاد اليمن، وسُمي القلزم نسبةً لمدينة تقع على ساحله ويقال إن هذا البحر هو الذي غرق فيه فرعون.
يقول الكاتب: "فمن جزائره جزيرة قريبة من أيلة يسكنها قوم يُقال لهم بنو حداب ليس لهم زرع ولا ضرع ولا ماء عذب معاشهم من السمك وبيوتهم السفن المكسرة".
اقتباسات من كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب
اقتباسات من كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب فيما يأتي:
- "وأما بحر الخزر فليس يأخذ من المحيط ولا من غيره شيئاً أصلاً غير أنه مخلوق من مكانة من غير مادة لكن يصب المحيط بواسطة خليج القسطنطينية وهو بحر هائل لو سار السائر على ساحله من الخزر على أرض الديلم وطبرستان وجرجان".
- "فروي في بعض الأخبار أن بعضها فوق بعض وغلظ كل أرض مسيرة خمسمائة عام حتى عدد بعضهم لكل أرض أهلاً على صفة وهيئة عجيبة وسمى كل أرض باسم خاص".
- "قال أبو الريحان الخوارزمي: إن المحيط الذي في المغرب على ساحل الأندلس يسمى بالمظلم أيضاً لا يلج إليه أحد أبداً وإنما يمر بالقرب من ساحله يحرج منه خليج يعرف بنيطش وطربزندة ماراً في جهة الشمال وهو بحر القرك يكر على سور القسطنطينية".
- "جزيرة الجساسة وبها دابة تجس الأخبار وتأتي بها إلى الدجال قال تميم الداري رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اختطفته الجن من صحن دارع ومكث في بلاد الجن وغيرها مدة طويلة ورأى العجائب وقصته طويلة مشهورة".