حوار بين عقلي وقلبي
حوار بين العقل والقلب
لأنه الإنسان صاحب الخيار إذا تعددت أمامه الأشياء، كان لا بدّ له أن ترتكز اختياراته على قواعد واضحة ومعروفة، فكل اختيارات الإنسان تعتمد إما على قلبه وعاطفته أو عقله وتفكيره؛ وفيما يلي بعض الحوارات بين العقل والقلب في عدة مواقف:
حوار العقل والقلب
قال العقل في غضب: أيها القلب توقف عن الدق فأنت دائمًا ما تكون هزيلًا ضعيفًا ويستغلك الجميع، فرد القلب بكل هدوء: أنا من يرى الحق بالعقل وبالعين وأدب الإحساس والبهجة في جميع المواقف لصاحبي، فأنا لا أعتبر نفسي آلة مسخرة بلا مشاعر، بل أنا والد لكل المشاعر وبدوني يصبح الإنسان بلا أمل، فقال العقل ضاحكًا: أنني أرى ما لا تراه أنت، أنا من يميز صاحبه عن الحيوان وأنا من جعل صاحبه وموطنه وعالمه بأجمعه في تطور، أفلا سمعت عن مستوى التقدم التكنولوجي الذي حدث نسبة لي؟ ثم أكمل قائلًا أنا من يعصم الإنسان من المعصية ولا أجعله يفكر فقط في الشهوات.
رد القلب: أنت من صنعت التقدم وأنت من صنعت التكنولوجيا وأنت من عصمت الإنسان، ولكن أخبرني هل سمعت عن الشعراء والأدباء فأنا من أعطاهم الحنان والفرح والحزن وجميع المشاعر ليظهروا لنا موهبتهم الممتعة، أنا صديق الموهوبين ورفيق الفنانين وأخ لكل العاشقين، قال العقل في غضب: لا يصدقك إلا السفهاء، وقال القلب في غضب: ولا يصدقك إلا الدميات التي لا تمتلك مشاعر وأحاسيس، وهنا كان لا بد من التدخل بينهم وإخبارهما بأن الإنسان لا حياة له دون أحدهما فلا أهمية لهما إلا بجودهما معًا، يجب أن يتعاون كل منهما مع الآخر ويقدم الجزء الصحيح من النظرية لصاحبه لتقديم أكبر منفعة له.
حوار في صبيحة يوم مشرق
في صبيحة يوم مشرق، توجد أشياء كثيرة تدعوني لأن أستيقظ وأملأ ذاتي كما الكون نشاطًا، عقلي يخبرني أن لديّ مهامٌ كثيرة يجب أن أنجزها، وأنه لا يجب عليّ التكاسل، أن لا أؤجل عمل اليومِ للغد، أن أنطلق ليومي، قلبي يخبرني أن الأمس كان سيئًا وأن اليوم له مشابه، فليكن اليوم راحةٌ لنفسي قليلًا ولتتراكم المهام فسأنجزها في يومٍ آخر بضعف الجهد إذا كنتُ بمزاجٍ عالٍ، يرد عليه عقلي أن لا مجال لذلك، إن لم أستيقظ ستبدو كل الأيام سيئة، وإن استيقظت فسيكون اليوم بداية الأيام الجيدة، يخبرني قلبي أنه ليس بحاجة لتخذير كلمات التفاؤل، أنه يريدني أن أرتاح ليومٍ فقط، يستمر عقلي بإقناع قلبي حتى دق هاتفي فإذا بصديقي يدعوني للخروج، فتحرك القلب نحو العمل بفضلِ صديق، وسار القلب والعقل ينسجان يومًا جديدًا يأملان فيه كل خير.
حوار في مسابقة
في مسابقة خضتها، تحددت معايير الترشح فيها للموهبة والعلامة، وكنت قد حصلت على علامة معتدلة وموهبة مميزة، تم اختياري لغياب منافس أقوى مني بالعلامة، رغم أني كنت أعلم أن لي صديقة أدرجت اسمها للمسابقة، فأخبرني قلبي أن أخبر المشرف باسمها فأخبرته، وبعد أن اختبرها تم اختيارها وأخذت المكان الذي كنتُ فيه والذي تنافس عليه الكثير وحصلتُ عليه بصعوبة، أخبرني عقلي أن هذا المكان لها طبقًا للقوانين، ولكن قلبي أخبرني أنه نادم أنه أخبر المشرف عنها، فلولا طيبته لكنت أنا المرشحة الأولى في المسابقة، يرد عقلي بأنه لو كنتِ مكانها ستكونين الأجدر بالمرتبة فهل ترضين بأحد أن يأخذ حقك؟ يرد قلبي ولكن ورقتها سقطت سهوًا ولولا أني ذكرتهم بها ما ذكروها، ليرد عقلي ولمَ أخبرتهم والآن تندم، وكان القرار النهائي لعقلي، وبقي قلبي فترة من الزمن متألمًا رغم خطوته الطيبة التي قدمها.
حوار عن صديق
في جدال حول صديقك، قلبك يخبرك أن لا كرامة في الحب، وعقلك يخبرك أنه من باعك فبِعه، قلبك يخبرك أنه صديق مثالي وإن كثرت زلاته، عقلك يرد لا داعٍ لي بصديق أحمل عنه أخطاءه، أريد صديق يريح عني أعباء الدنيا، أخبره قلبه ستكون لك أيام فإن لم تعذره اليوم فكيف سيعذرك هو غدًا، عقله يقول بأنه عذره مرات عدة لكن بلا فائدة، فاقترح القلب بحل وسط وهو أن ينقطع عنه فترة من الزمن يراجع فيها نفسه فسوف يعود إليه صديقه حتمًا إن كان يعتبره شخصًا مهمًا وعزيزًا في حياته، ولكنه حذره بأنه في فترة النقاهة هذه أيها العقل قد يرحل صديقك للأبد، قد تطوله يد القدر، فهل ستستطيع إخباره بشيء حينها أم تتمنى ساعة تكون فيها بقربه ومعه، تنهد العقل وقال قد غلبتني لا أُجيدُ الخوض معك أكثر، ثم إني ذاهبٌ إلى صديقي.. إلى اللقاء.
حوار عن التوفير
في حوار بين العقل والقلب حول الادخار يقول العقل: يجب أن نبدأ في الادخار، يرد عليه القلب: لقد مضى وقت طويل ولم أشترِ هذا الشيء، العقل: ماذا؟ منذ الأسبوع الماضي، ثم يرد القلب: سأطلب البطاطس بالجبن، يرد العقل: لكنك تناولت العشاء للتو، يقول القلب: بالفعل.