حكم قراءة القرآن بدون وضوء
حكم قراءة القرآن بدون وضوء
أجمعَ العُلماء على جوازِ قِراءة القُرآن للمُحدث؛ أي غير المُتوضّئ، ولكن الأفضل له أن يتطهّر، وأمّا من قال بِكراهةِ ذلك فلا يصحّ، لِفعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، فقد ورد عنه قِراءتهُ لِلقُرآن وهو غير مُتوضّئ، كما يجوزُ لغير المُتوضّئ النظرُ إلى المُصحف ، ولكن من غيرِ لمس، واتّفق الأئمةِ الأربعة على استحبابِ الوُضوء لِذكر الله -تعالى-؛ ومنها تلاوة القُرآن، وإن قرأ وهو مُحدثٌ جازت قِراءتهُ.
حكم مس المصحف بدون وضوء
اتّفق الأئمةُ الأربعة على عدم جوازِ مسّ المُصحف من المُحدث، وأجاز البعض مسّهُ له بِظاهر كفه، وعدم جواز مسه بباطن الكفّ؛ لأنّهُ محل المسّ، واستدلوا بِقول الله -تعالى-: (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ)، فذهب جمهور الفُقهاء إلى فرضية الوُضوء لأجلِ مسّ المُصحف، وذهب المالكيّة والشافعيّة إلى القولِ بِحُرمةِ مسّ المُصحف لغير المُتوضئ ولو كان ذلك بحائل، وأجاز الحنفيّة والحنابلة مسّه بحائل.
آداب قراءة القرآن الكريم
إنّ لِتلاوِة القُرآن الكريم العديد من الآداب، ومنها:
- استعمال السِّواك قبل البدء بِالتلاوة، وأن يكون القارئ طاهراً ومُتوضّئاً، بالإضافة إلى استحضار القارئ مناجاة ربّه، وأنه مُطّلعٌ عليه.
- استحباب اختيار القراءة في مكانٍ نظيفٍ كالمسجد، مع الخُشوع والتذلُّل وهو جالس، لِقولهِ -تعالى-: (إنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وقعودا وعلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأرض ربنا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
- الاستعاذة عند البدء بِالتلاوة، كما يُستحبُّ البسملة بعدها، واستحباب البُكاء عند التلاوة، لِقولهِ -تعالى-: (إِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرّحْمََنِ خَرّواْ سُجّداً وَبُكِيّاً).
- التأنّي عند التلاوة؛ لِعدم الإخلال بِالتدبُّر والخُشوع، ويُستحبُّ سؤال الله -تعالى- الرّحمة عند آيات الرّحمة، والاستعاذة به من العذاب عند آيات العذاب، كما يُسنُّ تحسين الصوت بِتلاوة القرآن.
- احترام القُرآن؛ بالابتعادِ عن الضحك، والكلام في غير حاجة، ويُستحبُّ أيضاً قِراءتهُ على ترتيب سوره وآياته، والتجمُّع على تلاوته، كما يُسنّ الإسرار به عند الخوف من الرِّياء والعُجب، ويُجهر به في حال عدم الخوفِ من ذلك.
- استحبابُ الدُّعاء عند ختمهِ، وكان عبدُ الله بن المُبارك يُكثر من الدُّعاء للمُسلمين عند ختمهِ للقُرآن.
- الخُشوعُ والتدبُّر والترتيل، لِقولهِ -تعالى-: (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ).
الأمور التي يُستحبّ لها الوضوء
يُستحبّ الوُضوء للعديدِ من الأُمور، وهي:
- ذكر الله -تعالى-؛ كقراءة القُرآن الكريم، وغير ذلك من الأذكار، لِفعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، حيث قال: (إنّي كرهتُ أن أذكرَ اللهَ تعالى إلَّا على طُهْرٍ، أو قال: على طهارةٍ).
- الوضوء بعد الأكل من الطعام الذي طُبخ على النار، وكذلك عند كُلِّ صلاة، وعند نقض الوضوء، ويُسنُّ الوُضوء من القيء.
- النوم، وكذلك للجُنب الذي يُريدُ الأكل، أو الشُّرب، أو النوم، أو الجِماع، أو الاغتسال، لِقول عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ جُنُبًا، فأرَادَ أنْ يَأْكُلَ، أوْ يَنَامَ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ).