أهمية الدعوة إلى الله وفضلها
أهميّة الدعوة إلى الله
تعتبر حاجة الأمة إلى الدين حاجة أساسية ومحورية، كحاجة الإنسان للهواء والماء، فبدونهما تستحيل الحياة، وكذلك الدين فإن وجوده هو السبيل والطريق الأساسي لمعرفة الخير واتباعه، ومعرفة الشر واجتنابه.
والدعوة إلى الله هي نقطة البداية نحو تعريف الناس بالدين السليم، الذي فيه صلاحهم وهداهم، وصولًا بهم إلى الجنان والنعيم المقيم بإذنه، وبالدعوة إلى الله يتحقق بها مقصود الله من خلقه، وهو عبادته وحده لا شريك له، فالدعوة أم الأعمال، ومن خلالها تقوم الفرائض والسنن والآداب، وبها يحيا الدين كله في العالم كله.
وتعد الدعوة إلى الله من أشرف الأعمال، حيث قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )، وفي الدعوة اقتداء بالأنبياء الكرام الذين بعثهم الله تعالى إلى الأقوام عبر الأزمان المختلفة، فكانت أسباب الهداية والصلاح للأمة والأفراد، وتحقق بها الخير والصلاح.
حكم الدعوة إلى الله
بينت العديد من الأدلة الشرعية على أن حكم الدعوة إلى الله تعالى هو الوجوب وعدّت هذه المهمة من فرائض الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين، وفي حال لم يكن هناك أحد يقوم بالدعوة تنتقل ليصبح حكمها فرض عين، والأدلة على الدعوة إلى الله في القرآن عديدة نوجز بعضها على النحو التالي:
- قوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون).
- قوله تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
فضل الدعوة إلى الله
ورد فضل الدعوة إلى الله تعالى في جوانب عدة نورد ذكر بعضها على النحو التالي:
- قال -عليه السلام-: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا).
- قول الرسول -عليه السلام- لعلي -رضي الله عنه- في خيبر: (لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم).
- وظيفة الدعوة إلى الله من وظائف الأنبياء التي تحملوا مسؤوليتها على عاتقهم، وتحملوا الصعوبات في سبيل إيصالها.
- الدعوة إلى الله تعطي الأفضلية للأمة الحاملة لهذه المسؤولية، ففيها تحقيق لسبب الإيمان لدى الناس وتكون الأداة في إخراجهم من الظلمات إلى النور.
طرق الدعوة إلى الله
تتنوع طرق الدعوة إلى الله باختلاف صفات الفئة المراد دعوتها، فتتعدد الأساليب المتبعة في ذلك، مع التركيز على مراعاة التزام الأسلوب الهين اللين اللطيف المبين للدين بأسس واضحة وصريحة، وباستخدام الأسلوب القائم على الطرق السليمة والحسنة دون إهانة أو إساءة أو تجريح.
ويمكن بيان أبرز الطرق التي والوسائل التي يمكن الاعتماد عليها خلال مسرة الدعوة إلى الله وهي كالآتي:
- طريق الليْن؛ وهو الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإيضاح الأدلة والبراهين بأحسن أسلوب وألطفه.
- طريق القوة والشدة؛ وهو الجهاد في سبيل الله، فإذا لم تحصل الاستجابة للدعوة، يتعين اللجوء إلى طريق القوة بالجهاد في سبيل الله، حتى تقام حدود الله، ويعبد وحده، وتصان حرماته.